خطاب الرئيس

رئيس الجمهورية في كلمته إلى الضباط المتخرجين

تتسلمون سيوف المسؤولية والانضباط التي ترسم الحد بين الحق والباطل وبين العدالة والظلم

 

اعتبر رئيس الجمهورية العماد إميل لحود ان السيوف التي يتسلّمها الضباط هي سيوف المسؤولية والانضباط، وهي ترسم الحدّ بين الحق والباطل وبين العدالة والظلم...
كلام رئيس الجمهورية جاء في احتفال تخريج ضباط دورة النقيب الشهيد ماجد علي كسن، الذي جرى في الأول من آب في المدرسة الحربية.

 

ايها الضباط المتخرجون
تتسلمون اليوم سيوف المسؤولية والانضباط، فاعلموا انها سيوف ترسم الحد بين الحق والباطل، وبين العدالة والظلم، لتبقى للوطن كرامة وللارض شعلة السلام الذي بذل من اجله النقيب الشهيد ماجد علي كسن حياته، فاخترتم دورتكم على اسمه وانتم تدركون طبيعة المهمة الملقاة على عاتقكم.
من كل جانب تحوطنا المؤامرات والاهداف المشبوهة، لتضرب انجازات النهوض ووحدة الشعب والتحرير. مؤامرات سياسية هدفها النيل من ثوابت لبنان وخياراته الاستراتيجية. ومؤامرات أمنية تسعى بالعنف والاغتيالات الى ضرب الاستقرار، وتفتيت وحدة الشعب والعودة الى أجواء الفوضى.
فهل ندع ايدي المؤامرة تأخذ من لبنان في السلم ما لم تتمكن من انتزاعه منه في زمن الحرب؟ لا يجوز ان نترك الكلام على الوحدة الوطنية والتضامن ونبذ التفرقة والخطاب الطائفي، مجرد شعارات خطابية ومواقف فارغة من النيات الفعلية، فيما الايدي السوداء تمعن في محاولة اعادة عقارب الساعة الى الوراء.
واذا كنا اليوم على عتبة مناخ سياسي جديد، فعلينا جميعاً ان نستغل هذا المناخ لنحمي وحدتنا وثوابتنا الوطنية ومؤسساتنا الدستورية والادارية والامنية، ونرد عنها السهام المشحونة بمقاصد الهدم والتدمير، ونطلق رؤية اصلاحية لها تمكنها من اداء دورها كاملاً.
فالنيل من هذه المؤسسات، يؤدي الى ضرب المقومات التي تقوم عليها كل الاوطان، وليس لبنان وحده. فأي وجود يبقى لنا إذا زال الاساس والاطار الذي يحمي الارض والشعب؟

 

ايها الضباط المتخرجون
تدور من حولنا الحروب، ويسيطر العنف والفوضى، وتبدو الاجواء الاقليمية مشحونة بالغليان والتوقعات المتشائمة. اقول لكم، ان كل ذلك لن يهدأ الا اذا بحثنا عن جذور النزاع وداويناه. وهذا لا يكون الا بالتوصل الى حلول عادلة لأزمات منطقتنا، والى سلام مبني على تنفيذ القرارات الدولية، والى اسقاط منطق القوة والاحتلال.
لذلك تجدون لبنان يتمسك دائماً بالشرعية الدولية، وبحقوقه التي تكفلها القوانين، وبالخيارات الاستراتيجية التي ترضي تطلعات شعبنا الى السلام العادل والدائم، والى الخروج من دوامة العنف التي لا تجر الا المزيد من القتل والدمار والارهاب.
تحملون اليوم امانة الحفاظ على شرف المؤسسة التي برهنت دائماً انها من كل لبنان، ولأجل كل لبنان، وانها الضمان الصلب للشعب والحرية والنزاهة. هذه المؤسسة، مرجعيتها وحيدة، وهي السلطة السياسية التي تشرف عليها. فالى شهداء الجيش تحية تقدير وشكر من الوطن الذي استشهدوا لأجله. والى القيادة والضباط والافراد في هذه المؤسسة الوطنية، والمؤسسات الامنية الاخرى، ارفع التهنئة برجال هذه الدورة. واليكم اقول: كونوا القدوة والمثال.