احتفالات

رئيس الجمهورية يفاجئ فوج المدفعية الأول في عيده
إعداد: ندين البلعة خيرالله

فاجأ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الحضور في الحفل الذي أقامه فوج المدفعية الأول احتفاءً بعيده وبعيد شفيعة سلاح المدفعية القديسة بربارة، إذ وصل مع زوجته وابنته السيّدة ميراي عون الهاشم إلى نادي الضباط- جونيه وشارك المحتفلين بالمناسبة فرحتهم. وإلى جانب قائد الجيش العماد جوزاف عون، حضر الحفل عضو المجلس العسكري اللواء الركن جورج شريم وأركان القيادة، وقائد فوج المدفعية الأول العميد الركن شربل أبو زيد، وقادة أفواج المدفعية السابقون، وضباط المدفعية في الجيش اللبناني وعقيلاتهم، بالإضافة إلى ممثل عن الملحق العسكري الأميركي وملحق الدفاع الفرنسي ومساعده وعائلته.

 

...«أنتم عماد الدولة»
رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي أبدى سعادته بالمشاركة في هذه المناسبة، خصوصًا وأنّ اختصاصه العسكري هو المدفعية، ألقى كلمة وجدانية استهلّها بالقول: حين أكون موجودًا بينكم، تعود بي الذكريات إلى لحظة تخرّجي ملازمًا في المدفعية، وفترة خدمتي في هذه المؤسّسة حتى تسلّمي قيادتها. بنيتُ حياتي في هذه المؤسّسة التي تدرّجت فيها واكتسبت منها الأخلاق والمعرفة والتجربة التي أوصلتني إلى ما أنا عليه اليوم.

 

وتابع رئيس الجمهورية قائلاً:
الطموح شرعي لكن الطمع غير شرعي. لطالما كان طموحنا تحرير الوطن وإعادة سيادته واستقلاله. واجهتنا المصاعب والعراقيل ولكن بالمثابرة والصمود والعمل الدؤوب أكملنا الطريق وحقّقنا انتصارًا لكل الوطن والشعب والجيش. وصولي إلى رئاسة الجمهورية لم يكن غاية، بل هدفه بناء الدولة التي ركّزنا أسسها وأنتم عمادها. فأول ما أوليناه الاهتمام كان تركيز قيادة الجيش والأجهزة الأمنية لأن الأمان هو الأساس للوطن، وكلنا لمسنا عمل هذه المؤسّسات وجهودها في مكافحة الفساد.
وختم الرئيس مهنّئًا الجيش بكل ما حقّقه، وقال: لدي ثقة بكم فأنتم حماة الدار وتعرفون واجبكم.

 

«بفضلكم حُسِمت المعركة»
قائد الجيـش عبّر عـن السـرور الذي شعر به الجميع في حضور رئيس الجمهورية، واستذكر كلمات وجّهها إليه الرئيس حـين اتخذ القـرار بإطلاق عمليـة تحرير الجـرود من الإرهابيين، إذ قال يومـها، «لا شكّ لدي بنجاحكم ولكن قلبي عالعسكر».
وتوجّه إلى الرئيـس قائـلاً: هذا الأمر ليس جديدًا عليكم فخامة الرئيس، فأنتم تحملون الجيش في قلبكم وعقلكم، وقد عبّرتم عن ذلك في زيارتكم لنا إلى غرفة العمليات حين أطلقنا عملية «فجر الجرود». وأنتم إلى جانبنا وعلى اتصال مباشر معنا عند كل مهمة وعملية أمنية ننفّذها.

 

وقال قائد الجيش:
نحن محظوظون بأن قائد جيشنا الأسبق بات اليوم رئيسًـا للجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلّحة، فشكرًا لكم على محبتكم ودعمكم. ثم تحدّث إلى الحضـور قائلاً: كثيرون لا يعـرفون أن الفضل في إنهاء معركة «فجر الجرود» بالشكل الذي تمّت فيه، يعـود للمدفعية، وهذه كلمة حقّ تُقال. دور المدفعية في العلم العسكري هو التمهيد الناري، تدميـر العدو وفتح الطريق أمام القوى المناورة لتهاجم. وما قمتم به باحترافيـة عاليـة حقّق النتيجة المرجوّة وأكثر، وقلّص فترة المعركة وعدد الإصابات. وبفضلكم أيضًا لم تحصل المرحلة الرابعة من المعركة، إذ انسحب الإرهابيون تحـت وطأة ضربات المدفعية.
 

«بيّ الكلّ»
قائد فوج المدفعية الأول وجّه بدوره كلمة إلى رئيس الجمهورية مرحّبًا به بين أبنائه وأخوته ضباط الجيش اللبناني، وقال: فخر كبير لنا أن تكون فخامتك بيننا لتكلّل سهرتنا بالمجد والغار.
فخامة الرئيس، «بيّ الكلّ»... سهرتنا الليلة سهرة القديسة بربارة شفيعة المدفعية، ومن أحق من المدفعي الأول العماد ميشال عون، الذي دافع كل عمره وما زال يدافع عن وطنه وشعبه بالمدفع وبالسياسة، أن يكون على رأس هذه الحفلة ويزيّنها بحضوره.
فخامة الرئيس، كنت ولا زلت تنادينا للذود عن أرض الوطن كل الوطن، وتحثّنا لنلتزم شعار الشرف والتضحية والوفاء. وكنّا ومازلنا طوعًا وبكل اندفاع نلبّي النداء لأننا هكذا تعلّمنا من مدرستك وهكذا سنبقى...
وأضاف قائلاً: الوطن يصنعه رجال أبطال، أرجلهم مزروعة في الأرض، أعينهم مسمّرة صوب السماء، يكتبون بالدم كلمات دستوره، ويسقون بعرق الجبين أرزاته. هؤلاء الأبطال هم ضباط الجيش اللبناني فخامة الرئيس، يقفون إلى جانبك ومعك ليعيدوا بناء لبنان الجديد، لبنان الدولة، لبنان الرسالة، لبنان الحقيقة وليس الشعارات الفارغة، لبنان الحلم الذي حلمتَ به وتحقّقه.

 

سيدي العماد
وتوجّه إلى قائد الجيش قائلاً: سيدي العماد، في زحمة الأزمات وتفاقم المصاعب، يُفتقد الرجال الرجال، رجال المواقف الجريئة والأعمال البطولية والكف النظيفة، رجال الوفاء للقسم الذين عاهدوا الله والوطن بأن يذودوا عن ترابه وشعبه حتى آخر قطرة من دمائهم. في مثل هذه الأوقات العصيبة كان بلوغكم سدّة القيادة...
سيدي العماد، لم تتوانَ مدفعية الجيش أفواجًا وقطعًا عن تلبية أوامرك، فأمطـرت الإرهابييـن بـوابـل نيرانها، دعمًا لقوات المناورة على الأرض، كمـا قام فوج المدفعية الأول بإحداث نقلة نوعية في المعركة بتنفـيـذ رمايـاتٍ بذخيرة الدقـة العالية، ما أوقع في صفوف الإرهابيين الخسائر الجسيمة، وزرع في قلوبهم الرعب...
سيدي العماد، إنّ المدفعية في عيدها اليوم، تعاهدك كما عاهدتك دومًا، البقاء على الاستعداد الكامل والدائم لتلبية النداء، كما وتعاهدك على تطوير نفسها بالعتـاد والبرامج والتدريب وفق أوامرك وتوجيهاتك، لتبقى الذراع الطولى في الذود عن لبنان كل لبنان...
بعد الكلمات، عُرض فيلم وثائقي عن الفوج وعمل المدفعية الحديثة. وتضمّنت السهرة وقفة فنية مع الفنانة ريما يوسف ومن بعدها غنّى الفنان ربيع الأسمر ورقص الحضور مستمتعين بالأجواء المميّزة ، وقدّم الحفل الفنان يوسف حدّاد.