ملف العدد

رئيس الطبابة العسكرية
إعداد: ندين البلعة

قتالياً وطبياً معارك نهر البارد مدرسة

اعتبر رئيس الطبابة العسكرية العميد الطبيب نديم العاكوم ان معركة نهر البارد التي كانت مدرسة في الفنون القتالية كانت كذلك أيضاً من الناحية الطبية.
وفي مقابلة أجرتها معه «الجيش» عقب انعقاد المؤتمر الطبي العسكري الأول، أجاب رئيس الطبابة عن أسئلتنا حول أهمية هذا المؤتمر والهدف المرجو منه.

 

التحضير للمؤتمر
• كيف تمّ التحضير لهذا المؤتمر وتنظيمه؟

- تألفّت ثلاث لجان للإهتمام بإنجاح هذا المؤتمر: لجنة التنظيم التي تولت تأمين المكان وتوزيع الدعوات واستقبال المدعوّين، واللجنة العلمية (comité scientifique) التي حدّدت أنواع المحاضرات وبرنامج المؤتمر، ولجنة فنية نظمت تتابع المحاضرات.


• ما الغاية من تنظيم «المؤتمر الطبي العسكري الأول»؟
- أرادت الطبابة العسكرية، من خلال هذا المؤتمر، تعميم تجربتها في معركة نهر البارد على القطاع الصحي في لبنان بجناحيه العسكري والمدني. فعلى الرغم من الصعوبات والامكانات المحدودة للطبابة العسكرية، حققت في هذه المعركة نتائج فاقت التوقعات على صعيد الإخلاء الصحي، مع الإشارة إلى أنه لم يكن لنا تجربة سابقة، مماثلة في هذا المجال.

 

مشاركة القطاع الطبي الخاص
• كيف تفسر لنا مشاركة القطاع الطبي الخاص في هذا المؤتمر وجزء من المحاضرات فيه؟

- هناك تنسيق دائم بين الجسم الطبي العسكري والجسم الطبي المدني. فـ60٪ من الأطباء في الجسم العسكري هم من القطاع المدني، كما أن الكثير من المستشفيات يتعاون مع الطبابة العسكرية من حيث التخصّص: نعرف مسبقاً من خلال قسم العمليات في الطبابة العسكرية، كيفية توزيع الجرحى حسب إصاباتهم على المستشفيات المدنية المعنية. لذا شارك في هذا المؤتمر عدد من الأطباء المدنيين الذين عايشوا تجربة الجيش وساهموا في عمليات الإنقاذ والإخلاء الصحي، مقدّمين تجربتهم في هذا الإطار.


الأصداء وردات الفعل
• ماذا عن الأصداء وردات الفعل على هذا المؤتمر؟

- لقد ساهم عرض المواضيع في المؤتمر، بالتفاصيل الطبية كافة، في طمأنة المستفيدين من خدمات الطبابة العسكرية: المصاب ليس متروكاً مهملاً بل هناك من يلتزم شفاءه ومتابعة حالته.
أما بالنسبة إلى الأطباء المدنيين والمستشفيات والجمعيات العلمية ونقابات المهن الحرة، الذين اعتادوا تنظيم المؤتمرات، فقد شكّل مؤتمرنا صدمة إيجابية أشاد بها هؤلاء. لقد كانت معركة نهر البارد تجربة جديدة للجيش على أرض المعركة، وطبياً قدّمت معلومات حديثة وفريدة من نوعها أفادت المعنيين.
وأخيراً، أشار العميد الطبيب نديم العاكوم إلى أن توجيهات القائد وأوامر قيادة الجيش تقتضي تقديم كل المستلزمات الطبية للمريض وفقاً للنظم العالمية. «نقدم للمريض كل ما يلزمه شرط ألا يأخذ من طريق مريض آخر» (شعار الطبابة العسكرية الذي رفعه قائد الجيش).
وأوضح رئيس الطبابة العسكرية، أن معركة نهر البارد كانت مدرسة، كما في الفنون القتالية العسكرية كذلك من الناحية الطبية.


كلمة العميد الطبيب نديم العاكوم رئيس الطبابة العسكرية في احتفال اليوم الطبي العسكري الأول
سيدي العماد
أيها الحضور الكريم

أن نبني وطناً يكون على قدر الآمال والطموحات، علينا التفكير أولاً ببناء المواطن الصالح، المتجذّر في ولائه للوطن، والمستعد دائماً لتقديم الغالي والنفيس في سبيله، والمواطن المحصّن من المشاكل الاجتماعية المتعددة، التي تشكّل قضية الصحة أحد أبرز وجوهها.
وأن نبني جيشاً قوياً، لا بدّ من مواكبته بطبابة عسكرية، تسهر على سلامة أفراده في كل الظروف والأوقات، وتشكّل عنصراً هاماً من عناصر صموده والحفاظ على قدراته القتالية، لا سيّما وأنّ التجارب البعيدة والقريبة، قد أثبتت أنّ دور الإنسان يبقى الأساس في تحقيق النصر في المعركة، بالرغم من التقدم العلمي والتقني الهائل في مجال الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية الذي يشهده عالمنا المعاصر.
لقد خاضت الطبابة العسكرية أكثر من تجربة قاسية كان آخرها معركة نهر البارد، وما خلّفته من شهداء وجرحى ومعوقين موضوع لقائنا اليوم، وتمكّنت بالتعاون مع المؤسسات الصحية الرسمية والخاصة والجمعيات الإنسانية، مسؤولين وأطباء وناشطين، من أداء الواجبات المنوطة بها في مختلف مراحل القتال وبكفاءة عالية شهد لها الجميع.


سيدي العماد
إن ما توصّلت اليه الطبابة العسكرية من مستوى يبعث الأمل والاعتزاز في النفوس بالرغم من ضعف الإمكانات، هو في الدرجة الأولى، ثمرة رؤيتكم الصائبة وقراراتكم الحكيمة التي أفضت الى تذليل الصعوبات.
وكلمة حق تقال، بأنـكـم لـم تدخــروا جهـداً إلاّ وبذلتموه في سبيل بناء طبابة عسكرية حديثة ونموذجية، تليق بدور الجيش وتضحيات عناصره.
إن رعايتكم الكريمة لليوم الطبي العسكري الأول، هي شرف رفيع نعتز به، ومسؤولية كبيرة نتلقفها بكل رحابة صدر، وهي فرصة ثمينة نغتنمها للإستنارة بتوجيهاتكم السديدة والعمل بها في مقبل الأيام.