مقابلة

رئيس جمعية المصارف: ودائع المواطنين بخير

في ظل الأزمة التي يمرّ بها لبنان ثمة مخاوف كثيرة لدى المواطنين ومن أبرزها الخوف على ودائعهم في المصارف. في ما يأتي يجيب رئيس جمعية المصارف الدكتور سليم صفير عن اسئلة «الجيش».


• كرئيسٍ لجمعية المصارف، هل بالإمكان إلقاء نظرة على وضع القطاع المصرفي اللبناني اليوم، وكيف ترون مستقبل هذا القطاع في ظلّ التحديات الكبيرة؟
- القطاع المصرفي هو محرك القطاع الخاص في لبنان ويعتبر من أهم دعائم الاقتصاد اللبناني منذ الاستقلال. ولأنّنا نؤمن بمستقبل لبنان وقدرة الفرد اللبناني على تجاوز التحديات فإنّ مستقبل لبنان يبقى مستقبلًا واعدًا، وتعافي الاقتصاد هو مسألة وقت بانتظار تحقيق الاستقرار السياسي. وكما في السابق فإنّ مصارف لبنان استطاعت أن تلبي حاجات القطاع الخاص في لبنان وأيضًا أسهمت في تدعيم مالية الدولة عند الحاجة. إن الضغوطات الحالية التي نمر بها ستتلاشى عند تحقيق الحد الأدنى من الاستقرار السياسي وإدخال إصلاحات أساسية تسهم في استعادة النمو، وسيكون للمصارف دور أساسي في تسريع عجلة النمو.

 

• ما هو دور جمعية المصارف في تجاوز الأزمة الراهنة؟
- جمعية المصارف ترعى مصالح القطاع المصرفي الذي هو بدوره مسؤول عن حماية ودائع المواطنين ورعايتها وتأمين الخدمات المصرفية لهم. والجمعية تقوم بذلك من خلال التنسيق مع مصرف لبنان. نحن نتابع باستمرار تطورات الأوضاع ونسارع إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحماية العاملين في القطاع، وبالتأكيد مصالح المودعين.

 

• ثمّة كلام كثير عن تحويلات إلى خارج لبنان خلال هذه الفترة وحتى في أثناء إقفال المصارف. ماذا تقولون في هذا الصدد؟
- التحويلات المصرفية في عصرنا موثقة، وهي تعتمد معايير عالمية. القطاع المصرفي في لبنان يلتزم هذه المعايير إلى أقصى الحدود. لذلك فإنّ الحديث عن أي معاملات غير قانونية ولا تلتزم توجيهات مصرف لبنان هي مجرد شائعات.

 

• كيف تنظرون إلى تعميم مصرف لبنان الذي طلب من المصارف زيادة رسملتها بنسبة ٢٠ في المئة؟
- نحن كمصارف في تشاور مستمر مع حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامه، وهو الشخص الأكثر معرفة بواقع المصارف في لبنان. وهنا أحب أن أذكّر بأنّ الإجراءات التي كان يتخذها المصرف المركزي في السابق أسهمت في حماية القطاع المصرفي في أثناء الأزمة المالية العالمية التي أدت إلى تهاوي عدد من كبريات المصارف والمؤسسات المالية حول العالم واستطاع لبنان أن ينجو منها.

 

• ثمّة تطمينات بأن لا خطر على أموال المودعين تقابلها مخاوف كثيرة. كيف يمكنكم طمأنة اللبنانيين؟
- لولا وجود مخاوف وقلق لما كانت التطمينات ضرورية، وخصوصًا تلك التطمينات التي تصدر عن مصرف لبنان. ونحن أيضًا نطمئن المواطنين بأن ودائعهم بخير ولن تتبخر.

 

• ما هي مفاعيل الإقفال القسري للمصارف؟
- من الطبيعي أن يؤدي الإقفال إلى تراكم المعاملات وخصوصًا أنّ النشاط المصرفي في لبنان يحتل جزءًا كبيرًا من نشاط المواطن اليومي. وفي أثناء فترة الإقفال القسري اكتشف المواطن وليس فقط المؤسسات أهمية عمل المصارف في تسيير أموره الحياتية.

 

• من المعلوم أنّ بنك بيروت من الداعمين الأساسيين للجيش اللبناني على أكثر من صعيد ومن المؤمنين بدوره الكبير لإنقاذ لبنان؟ ما هي نظرتكم لهذه المؤسـسة، وكيف تقرأون دورها اليوم في ظلّ الظروف الاقتصادية الصعبة؟
أكثر من أي وقت مضى أثبت الجيش اللبناني أنّه هو ضامن وحدة الوطن وأمنه والسلم الأهلي. وكل مواطن يؤمن ويحب لبنان من الطبيعي أن يكون إلى جانب مؤسسة الجيش وقيادتها الحكيمة وعلى رأسها العماد جوزاف عون. لا اقتصاد بلا أمن ولا أمن بلا جيش لبنان.

 

• كلمة أخيرة؟
- لقد لفتني مؤخرًا مشهد الوحدة الوطنية الذي عبّر عنه الشباب اللبناني في هذا الحراك من خلال اعتماد العلم اللبناني كراية وحيدة من الشمال إلى الجنوب.
كما لفتـني أيضًا إجمـاع اللبنانيين على احتـرام الدور الذي يقـوم به الجيـش اللبناني وتقديـره. فالجيش اليوم ليس فقط ضامنًـا للأمـن بل أيضًـا حاميًـا لحريـة التعبيـر السلمـي، وهذا أمر سيعزز ثقـة الشبـاب في جيشهـم الوطني.