طب وصحة

رائحة الفم
إعداد: ريما سليم ضومط

لعنة يمكن التغلب عليها

إذا صدف أن همست في أذن الحبيب كلاماً رقيقاً فامتعض بدلاً من أن يبتهج، فالسبب على الأرجح أنك تعاني رائحة فم كريهة! ولكن مهلاً، لا تجزع، فأطباء الأسنان يؤكدون أن علاج هذه المشكلة سهل في الغالب شرط أن تدرك مسبّباتها الأساسية.

 

أسباب المشكلة

تنبعث رائحة الفم الكريهة نتيجة عدة عوامل منها ما يرتبط بصحة الفم مباشرة، ومنها ما يعود الى اضطرابات صحية أخرى تنعكس سلباً على صحة الفم. من أبرز العوامل المؤدية الى رائحة فم كريهة نذكر ما يلي:
- جفاف الفم، الناتج عن نقص اللعاب الذي من شأنه غسل اللسان واللثة ومنع تراكم الخلايا الميتة التي تنتج عن تفككها رائحة كريهة.
يحدث جفاف الفم عادة خلال النوم، خصوصاً عند الأشخاص الذين يفتحون أفواههم في أثناء النوم، وهذا ما يؤدي الى رائحة الفم الصباحية.
كما يمكن لجفاف الفم أن ينتج عن اضطرابات في الغدد اللعابية، أو من جراء التنفس عبر الفم، أو نتيجة بعض الأدوية أو التدخين المستمر.
- بقايا الأطعمة، العالقة ما بين اللسان واللثة، والتي تؤدي الى رائحة كريهة في حال لم يتم غســل الفم بعـد تـنـاول الطـعام. كما أن بعض الأطعمة كالثوم والبصل يؤدي حكماً الى رائحة نفّاذة، لن يساعد غسل الأسنان واستخدام الخيط الحريري الطبّي (Dental flors) على إزالتها وإنما يعملان على ضبطها مؤقتاً. والسبب في ذلك أن هذه الأطعمة تحتوي على زيوت حرّيفة، تتحوّل بعد انتقالها من الدم الى الرئتين الى رائحة كريهة تنبعث من الفم في أثناء عملية الزفير، وتستمر إلى أن يتخلّص الجسم من فضلات الطعام.
- أمراض اللثّة، هي مصدر أساسي لرائحة الفم الكريهة. وتنشأ من جراء تراكم الجير بين الأسنان واللثّة نتيجة سوء العناية بالأسنان وعدم تنظيفها ثلاث مرات يومياً. والمعلوم أن الجير يؤدي، في حال عدم إزالته، إلى تهيّج اللثّة، وتسوّس الأسنان والإضرار بعظام الفك.
- التدخين، ويؤكد أطباء الأسنان أن أنواع التبغ جميعها تسبّب رائحة فم كريهة، كما تخلّف بقعاً على الأسنان، وتحدّ من القدرة على التذوّق، إضافة إلى مساهمتها في إثارة أنسجة اللثة.
والمدخنون هم في العادة أكثر عرضة للإصابة بأمراض اللثّة، كما أنهم أكثر استعداداً لتكوين سرطان الفم.
- الحمية القاسية، وتؤدي الى رائحة كريهة من المواد الكيميائية المتحلّلة في الجسم نتيجة الإنقطاع عن الطعام.
إضافة إلى هذه العوامل المذكورة، يمكن لرائحة الفم الكريهة أن تنتج عن إضطرابات صحّية مختلفة من بينها إلتهاب الجيوب الأنفية، والإلتهاب الرئوي، والفشل الكلوي، والقصور في الكبد.

 

الحلول

يؤكد أطباء الأسنان أن مشكلة النفس الكريه يمكن حلّها بسهولة في معظم الأحيان، وذلك عبر الحفاظ على نظافة الفم وصحته. ويوصون في هذا الإطار بعدد من الإرشادات التي تؤدي الى هذه الغاية، من ضمنها غسل الأسنان بالمعجون المنظّف ثلاث مرات يومياً بعد وجبات الطعام، والتنظيف بالخيط الطبّي مرّة واحدة على الأقل. كما يشيرون الى ضرورة تنظيف اللسان بفرشاة الأسنان للتخلّص من الخلايا الميتة والبكتيريا وبقايا الأطعمة.
أما في حال لم تنجح الإرشادات المذكورة في إزالة رائحة الفم، فينصح الخبراء بزيارة طبيب الأسنان لتبيان أساس الخلل، فإذا لم يكن ناتجاً عن مشكلة في اللثة أو في الأسنان، ينبغي عندها زيارة الطبيب المتخصص في الصحة العامة للمعاينة ومعرفة ما إذا كان ناتجاً عن أحد الإضطرابات الصحية التي أشرنا إليها سابقاً.

 

معتقدات خاطئة حول رائحة الفم الكريهة

* غسول الفم يزيل رائحة الفم: خطأ، والصح أن السائل المستخدمة لغسل الفم يزيل الرائحة مؤقتاً ولفترة قصيرة وحسب. ولكي يكون غسول الفم فعّالاً، يجب اختيار الأنواع المطهّرة والتي تخفّف ظهور الجير. كما يستحسن انتقاء المنتجات الموافق عليها من قبل الجمعية الأميركية لطب الأسنان، والتي تحمل علامة بADAا.
* تنظيف الأسنان يومياً يمنع ظـهور رائحة الفم: خطأ. والصح أن التنظيف السليم هو الذي يمنع ظهور النفس الكريه. فعملية تنظيف الأسنان لا تستغرق عند البعض أكثر من 54 ثانية، في حين أن التنظيف لا يكون فعّالاً ما لم يستمرّ لفترة دقيقتين على الأقل، مع ضرورة تنظيف اللسان بالفرشاة، واستخدام الخيط الحريري الطبي لبقايا الطعام العالقة بين الأسنان.
* إذا تنفّست في راحتيك، يمكنك اختبار رائحة فمك: خطأ. فإنك عندما تتنفّس، لا تستخدم حنجرتك بالطريقة نفسها المستخدمة عند الكلام. ففي أثناء الكلام، تخرج الروائح من الجهة الخلفية للفم، أي من مصدر النفس الكريه، في حين أن الوضع يختلف خلال عملية التنفس.