تكريم

رابطة قدماء القوى المسلحة تكرّم اللواء الركن شوقي المصري
إعداد: نينا عقل خليل


مسيرة مفعمة بالحس الوطني السليم القائم على الرؤية الصحيحة والحكمة

برعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي وحضوره كرّمت رابطة قدماء القوى المسلّحة اللبنانية رئيس الأركان السابق اللواء الركن المتقاعد شوقي المصري بمناسبة إحالته على التقاعد.
حضر الإحتفال أعضاء المجلس العسكري وعدد من كبار ضباط القيادة، إلى جانب شخصيات رسمية وأمنية ونقابية.


العماد طنوس
استهلّ الإحتفال الذي أقيم في المجمع العسكري في جونية بالنشيد الوطني اللبناني، ثم ألقى رئيس الرابطة العماد المتقاعد ابراهيم طنوس كلمة بالمناسبة أشاد فيها بمسيرة اللواء الركن المصري المميزة بالجهد والتضحية. وممّا قاله:
«إن الإحالة على التقاعد ما هي إلا محطة آنية في المسيرة الطويلة التي ارتضيناها لأنفسنا في خدمة الجيش والوطن والتي تحوّلت إلى رسالة إطارها العنفوان ونكران الذات والمناقبية والإخلاص في أدائها. وإذا ما تمعّنا في مسيرتك التي تعرّفنا إليها طوال وجودك في رئاسة الأركان وما قبلها، يتراءى لنا وبكل وضوح انها مفعمة بالفروسية والحس الوطني السليم القائم على الرؤية الصحيحة والحكمة في أخذ القرارات الصائبة.
إن رابطة قدماء القوى المسلحة البنانية التي لي شرف رئاستها الآن، ما زالت وستبقى تقدّر وباستمرار مواقفكم الداعمة طلباتها وحاجاتها»...
 

وأضاف قائلاً:
«إن الجيش العزيز الذي تبادلت وإيّاه العطاء، سيبقى وفيًا للأجيال التي انتمت إليه وكانت على قدر المهمات الصعبة والمستحيلة أحيانًا.
ونحن على يقين بأن هذه المؤسسة العظيمة وبقيادتها الشجاعة الحكيمة ليست سياج الوطن فحسب بل عموده الفقري...».
وختم شاكرًا جميع الذين لبّوا هذه الدعوة تكريمًا للواء الركن شوقي المصري بمناسبة نهاية خدمته متمنين له دوام الصحة والتوفيق...

 

اللواء الركن المصري
رئيس الأركان اللواء الركن المصري الذي شكر الرابطة على مبادرتها، استهل كلمته بالتعبير عن شكره وامتنانه العماد جان قهوجي قائد الجيش، مؤكدًا ثقته وتقديره «للخطوات التي يتخذها في سبيل إعلاء شأن المؤسسة العسكرية، والدفاع عن لبنان وحماية ترابه، ومواصلة ترسيخ الأمن والاستقرار لمواطنيه». وقال:
«اسمحوا لي أن أتوجّه بالشكر الجزيل لرابطة قدماء القوى المسلحة، بهيئتها الإدارية وجميع أعضائها، وبشكل خاص لرئيسها حضرة العماد ابراهيم طنوس الذي له في قلبي الكثير من الإحترام والتقدير والمودّة، على هذه اللفتة الكريمة التي تركت في نفسي أعمق الأثر.
لقد كنت، وأنا متفرّغ للخدمة العسكرية الفعلية، وقبل إحالتي على التقاعد أحس بعاطفة خاصة نحو الرابطة، وأحسب نفسي أحد أعضائها، وكنت أرى أنني قريب جدًا منها...
أما الآن وبعد أن أصبحت في التقاعد، فأنني وبكل فخر واعتزاز، أعلن أمامكم عزمي على الانتساب إلى رابطة قدماء القوى المسلحة برئاسة العماد طنوس، لكي أستعيد مع رفاقي المتقاعدين شعور انتسابي إلى المؤسسة العسكرية ملتزمًا التعليمات، ومتابعًا التوجهات، ومستعدًا للتفاني في سبيلها، تمتلكني الغيرة على مصلحتها، ويغمرني الفرح بنجاحها، وأطمئن إلى الشهادات الصادقة التي تتوالى حول أفعالها وإنجازاتها، والكل يؤكد اليوم صحة ما اختبره في الأمس وما أعلنه قبل الأمس، من أن العنوان الأول للاطمئنان في هذا الوطن مرسوم فوق جباه العسكريين، وحول سواعدهم، وفي قلوبهم، وان المواطن الصالح هو من يثق بدور الجندي، ويعمل بالتالي إلى جانبه، ويشاركه تحمل المسؤولية وفق كل ظرف وضمن الإمكانات المتاحة لديه، لأن خدمة الوطن وحفظ أمنه واستقراره تقع على عاتق جميع أبنائه، وان كان للقوى الأمنية الدور الأساسي في ذلك».
 

وأردف قائلاً:
«إن أنسَ، فلن أنسى، وسأذكر دائمًا بالمحبة، الرفاق العسكريين الذين عملت معهم وعملوا معي وإلى جانبي، ويأتي في طليعة هؤلاء، فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وحضرة العماد جان قهوجي، حيث عملت مع الجميع ولفترة امتدت لأربعين سنة ونيف، في سبيل الحفاظ على وحدة المؤسسة العسكرية واعلاء شأنها وجعلها قبلة جميع اللبنانيين وموضع ثقتهم، وكذلك محط أنظار دول العالم الشقيقة والصديقة في الحفاظ على استقرار لبنان وتعزيز سلطة الدولة وبسطها على كامل التراب الوطني، واعتقد وبكل تواضع أننا نجحنا في ذلك إلى حد بعيد، وها هي المؤسسة الحبيبة على قلوبنا جميعًا تتابع مسيرة النجاح بقيادة العماد قهوجي، على أمل أن تتكلّل جهودها في النهاية بتحقيق أماني أبنائها وجميع المواطنين بوطن حرّ سيّد مستقلّ ومستقرّ».
 

وختم اللواء الركن المصري بالقول:
«أتقدّم أخيرًا بالشكر الكبير من مؤسستي العسكرية بشطريها الخدمة الفعلية والتقاعد، وخصوصًا من رابطة قدماء القوى المسلحة اللبنانية، وأكرّر اعتزازي بالانتساب إلى مؤسسة الجيش التي خدمت تحت رايتها في مراكز كثيرة ومتعددة وتقلدت فيها مسؤوليات مختلفة وصولاً إلى رئاسة الأركان في أصعب الظروف وأحرجها، وبالرغم من كل الصعوبات والتحديات التي واجهت الجيش كنت دائمًا وسأبقى مطمئنًا إلى حاضره ومستقبله في ظل قيادته الحالية، وسأبقى مع رفاقي في رابطة القوى المسلحة إلى جانب القيادة نرفدها بكل العون والمساعدة الممكنة، ونلجأ إليها كلما أحسسنا بضرورة ذلك، لأنني أعتقد جازمًا بأننا نشكل في النهاية جسمًا واحدًا وقوة موحّدة هاجسها الحفاظ على أمن جميع اللبنانيين واعلاء مجد لبنان».
وفي الختام، قدّم العماد المتقاعد طنّوس للواء الركن المصري درعًا تذكارية عربون تقدير.