عيد الجيش عيد الوطن

رفاق السلاح تبادلوا التهاني بالعيد

رئيس الجمهورية: لا تتردّدوا في اتّخاذ المبادرات على الأرض
قائد الجيش: إمكانات المؤسسة وقدراتها في خدمة الواجب


في لقاء تخطّى بأبعاده شكليات البروتوكول والتقاليد التي ترافق المناسبات، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قائد الجيش العماد جوزاف عون على رأس وفد من كبار ضباط القيادة، قدّموا له التهاني بعيد الجيش.
القائد الأعلى للقوات المسلّحة توجّه إلى مهنئيه بكلمة مؤثرة استهلّها بالقول:» أودّ أن أخاطبكم مثلما كنت أخاطبكم دائمًا، كأسرة ورفاق»، مستذكرًا سنوات الخدمة والتجارب الصعبة دفاعًا عن لبنان. أمّا قائد الجيش، فأكّد أنّ المؤسسة العسكرية تضع كل ما لديها من إمكانات وقدرات للقيام بواجبها».

 

الرئيس عون: الجيش مثل السيف بادروا وأنا معكم
قال الرئيس عون ردًا على كلمة قائد الجيش: «أودّ أن أخاطبكم مثلما كنت أخاطبكم دائمًا كأسرة ورفاق». وشدّد على أنّ الاعتماد يبقى دائمًا على الجيش في المهمات الجسام، مشيرًا إلى أنّ لا بنيان يعلو، ولا عمران ولا استثمار في غياب الأمن والعدالة.
واستذكر الرئيس عون السنوات التي أمضاها في الجيش والتجارب الصعبة التي عرفها في الدفاع عن لبنان، منذ تخرّجه ضابطًا من المدرسة الحربية في العام 1958، مشيرًا إلى أنّ الجيش مثل السيف وعليه أن يكون قاطعًا. وإذ ذكّر بالمراحل التي شلّ خلالها دور الجيش بسبب غياب القرار السياسي زمن الحرب، قال: «إنّنا اليوم نعمل على صون الجيش ونتحمّل بمسؤولية العبء السياسي»، مؤكّدًا منحه الغطاء السياسي من قبل جميع المسؤولين لكي يقوم بواجبه كاملًا. وتوجّه إلى الحاضرين بالقول: «لا تتردّدوا في اتخاذ المبادرات على الأرض، خصوصًا في الضربات الاستباقية لحماية لبنان من الإرهاب، والتي أثبتت فعاليتها».
كما شدّد الرئيس عون على أهمية الشجاعة إلى جانب التسليح الجيد للجيش ليقوم بما هو ملقى على عاتقه، مكرّرًا الاتكال على فاعلية جميع أفراد الجيش، قيادة وضباطًا وعناصر، متمنيًا للجميع النجاح، كل في المهمة الموكلة إليه، وأن يعيّد الجيش اللبناني عامًا بعد عام بنجاحات متواصلة.

 

عهدنا القيام بالواجب والمساهمة في بناء الدولة القوية
قائد الجيش العماد عون كانت له كلمة في مستهلّ اللقاء. وقد قال: «فخامة الرئيس، إنّ فرحتنا اليوم بعيد الجيش وتقليد السيوف للضباط المتخرجين، لا تكتمل إلّا بلقاء فخامتكم أوّلًا، بصفتكم رئيسًا للدولة ورمزًا لوحدة الوطن وقائدًا أعلى للقوات المسلحة، وثانيًا، بصفتكم قائدًا أسبق للجيش، أفنيتم سنوات عمركم في خدمة هذه المؤسسة، فرسّختم فيها المبادىء والقيم العليا، وأعطيتموها ما أعطيتم من قوة وكرامة وعنفوان، لتكون بحق المؤسسة الوطنية الأولى، التي يركن إليها اللبنانيون ويراهنون على دورها الانقاذي عند كل مفترق خطير.
وأضاف: فخامة الرئيس، ندرك حجم الأعباء الاقتـصاديــة والاجتمـــاعيــة والسياسية التي تحيط بمسؤولياتكم في هذه المرحلة الدقيقة التي يمرّ بها لبنان، لكننا في المقابل، ندرك ما تمتلكون من عقل متبصر وتجربة طويلة وخبرة واسعة، ومن عزم وإصرار على معالجة جميع المشكلات الوطنية التي تعانيها البلاد. وما حصل في الاشهر القليلة الماضية من إنجازات هو خير دليل على ذلك.
إنّنا في المؤسسة العسكرية نضع نصب العيون، مواكبة مسيرة عهدكم بكل ما لدينا من إمكانات وقدرات، من خلال قيامنا بكل ما يمليه علينا الواجب في مجالي الدفاع والأمن، خصوصًا استعدادنا التام على الحدود الجنوبية لمواجهة أي عدوان اسرائيلي، وعلى الحدود الشرقية لدحر ما تبقّى من التنظيمات الارهابية والقضاء عليها في أسرع وقت ممكن، وبالتالي تخليص لبنان من هذا العبء الثقيل الذي رزح تحته لسنوات طويلة، وذلك بالتزامن مع استمرارنا في تكثيف الاجراءات الأمنية لقمع الجرائم المنظمة على أنواعها، والسهر على إبقاء الجيش، نموذجًا للعمل المؤسساتي في الدولة، القائم على اعتماد الكفاءة والشفافية والنزاهة في مختلف شؤونها.
إنّ الاستقرار الأمني كما هو معلوم، يشكّل القاعدة الصلبة التي يبنى عليها أي نهوض اقتصادي وإنمائي وإصلاحي، وعهدنا لكم اليوم أن نحمي هذا الاستقرار وأن نضرب بيد من حديد كل متطاول عليه، مهما كلّف ذلك من أثمان وتضحيات، وعهدنا لكم أيضًا أن نساهم إلى جانبكم في بناء الدولة القوية القادرة، التي طالما حملتم لواءها وناديتم بها.
أسمى التهاني لكم بمناسبة هذا العيد، ودمتم أمل الوطن، ورمز وحدته وعزّته وكرامته.