ذكراهم خالدة

رميش استعادت طوف المعزين

أربعون اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج

قداس وكلمات وقصائد ومؤسسة للشهيد هدية من العائلة

حشود رسمية وشعبية من جميع المناطق إلتفّت حول عائلة اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج، لتحتفل مع قيادة الجيش بقداس وجناز الأربعين «للإبن البار» و«السيف البراق والكتاب المقروء وجسر العبور...».
بالحزن والأسى رثى رفاق السلاح الشهيد البطل مؤكدين أن أصداء كلماته وخيال قامته الفارعة لا تزال أطيافها تجول في أرجاء جيشه... ومنوهين بما تحلّى به من صفات أخلاقية وإنسانية رفيعة، هو الإنسان العصامي المنصرف دائماً الى عمله وجهده ومثابرته وثقته بنفسه، مبتعداً عن شغف العيش ومغريات الحياة...

 

قداس وجناز في رميش
احتفلت قيادة الجيش وعائلة اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج مع أهل رميش والجنوب ووفود من سائر المناطق، بذكرى الأربعين لشهيد الوطن في قداس حضره العميد الركن محمد قعفراني ممثلاً العماد قائد الجيش وعدد كبير من الشخصيات والمواطنين.
ترأس القداس الاحتفالي الذي أقيم في كنيسة التجلي في رميش، راعي أبرشية صور للموارنة المطران شكرالله نبيل الحاج في حضور متروبوليت مرجعيون وصيدا وصور وحاصبيا للروم الأرثوذكس المطران الياس كفوري ممثلاً البطريرك أغناطيوس الرابع هزيم ولفيف من كهنة قرى قضاء بنت جبيل وصور.
وحضر النائب علي بزي ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري ومحافظ الجنوب بالإنابة نقولا أبو ضاهر ممثلاً رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، واللواء الركن الطيار ميشال منسى ممثلاً نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني الياس المر، والنائب حسن فضل الله ممثلاً الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، والنواب أيوب حميد وميشال موسى وسمير عازار وعبد المجيد صالح، والسيد مصطفى الحريري ممثلاً النائبة بهية الحريري، النائب السابق عبدالله الأمين، وسفير رومانيا دانيال تاناس، وقائد القطاع الغربي في القوة الدولية في الجنوب الجنرال باولو دي روجييرو ممثلاً القائد العام الجنرال كلاوديو غراتزيانو، ورئيس الحزب الشيوعي خالد حدادة ورئيس «تيار لبنان الكفاءات» أحمد الأسعد، وممثلون لحزب الكتائب والتيار الوطني الحر وتيار المستقبل، وللأمن العام وقوى الأمن الداخلي وأمن الدولة والجمارك والدفاع المدني وعدد من كبار ضباط الجيش والقوى الأمنية اللبنانية والدولية، وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير وعائلة اللواء الركن الشهيد وأهالي بلدته والجوار ووفود من سائر المناطق.

 

كلمة المطران الحاج
ألقى المطران الحاج كلمة جاء فيها: «ينازعنا في ذكرى أربعين الشهيدين فرنسوا الحاج وخيرالله هدوان شعوران عميقان، شعور بالأسى والحزن واللوعة لغياب الجسد البهي النابض بالحياة، والجبين العالي المزين بالغار والإبن البار المحب لتراب رميش الأبية والأمين لجنوب الكرامة والعنفوان والحرية، وشعور بالإعتزاز والإجلال والفخر لحضور الروح الفاعلة الكثيفة والغامرة الحاضرة معنا والمحطمة لحدود المكان والزمان والانتماءات الضيقة والفئوية.
سأتوقف معكم اليوم عند ثلاثة رموز تشير الى حياة فرنسوا، ولكنها ككل الرموز تبقى قاصرة عن الإحاطة بها تماماً. كان فرنسوا سيفاً براقاً وكتاباً مقروءاً وجسر عبور، سيفاً نقش على قبضته «لا تخافوا ممن يقتل الجسد». يوم امتدت يد الشر لتمزق بالحقد والغدر جسد فرنسوا الطاهر ومرافقه المخلص كانت تعتقد أن هذا الفعل الآثم كافٍ لكسر السيف وخنق المستقبل المتألق وتعفير جبين الوطن، خالوا وقتها أنهم يسدلون الستارة على كل ما يمثل البطل من قيم وشيم وما تمثله المؤسسة العسكرية بقائدها وضباطها وجندها من منعة وحصانة وضمان وأمل للبنانيين جميعاً ولبنان كله. تمكن المجرمون من ليّ السيف وليس كسره، سيف الشرف والتضحية والوفاء لا يُكسر بل يزداد وهجاً وصلابة كل مرة يسقط شهيد للجيش أو يلف جسده الطاهر بعلم لبنان الخفاق.
في وداعك يا فرنسوا، وحيث مررت نثرت عليك صبايا بلادي الورد والأرز وكفنت جسدك بالعبارات والدموع، وانتظرك محبوك ومقدروك الساعات الطوال تحت زخات المطر لأن السماء أبت في ذلك اليوم إلا أن تشارك الأرض في البكاء على بطل من الجيش الأبي، فوجدت الجميع كما الجيش يوحد ويرعى ويعلي الأوطان. فوجدنا في روح فرنسوا مثالاً حياً لروحنا اللبنانية ولضميرنا الجماعي، لهويتنا الأصيلة التي تشوّه صورتها أحياناً بمهاترات صغيرة. فرنسوا لم يعرف في تعامله مع الأهل وجنوده ومواطنيه والآخرين إلا الحب. قرأ في كتاب السماء «الله محبة» وآمن بما قرأ وعاش في الحب وللحب، وحمل دمه على كفه ألف مرة وفي ألف معركة. هذا الجندي كان يذهب الى ساحة الوغى وهو حاضر ليكون قرباناً على مذبح حب الوطن. ما من حب أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه، أما القتلة فلقد ارتد عليهم حقدهم وارتهن الموت قلوبهم وضمائرهم ومشاريعهم لأنهم كما تقول الرسالة الى العبرانيين التي قرأنا «عائشون في الضباب والظلام».
لم يكن لبنان العظيم الذي أسسه الآباء على الميثاق والعهد، لبنان الشراكة بين المسيحيين والمسلمين، لبنان الرسالة رسالة التعايش الصادقة والحق والمساوي بين أبنائه، إلا معقل إيمان وقلعة حرية وحصن كرامة وبلد المحبة والمصالحة والسلام، هذا ما نقرأه في كتاب شهيدنا اللواء. هو جسر كتب على أعمدته «لا خوف في المحبة».
وعدنا لك جميعنا أن نبقى على رجائنا الذي لا يتزعزع في لبنان ولن تنال منا محاولات التخويف والترويع مهما اشتدت وقست من شرهم. رجاؤنا أكبر من حقدهم وحبنا أكبر من دسائسهم ووعينا أكبر وسيظل دمك الطاهر ملاكاً حارساً للبنان الواحد، لجيشنا الواحد ولشعبنا بمسيحييه ومسلميه، لأرضنا الواحدة من أقصاها الى أقصاها، ورجاؤنا في استشهادك العبور الى
غدٍ أفضل».


 كلمة قائد الجيش
بعد الجناز أقيم داخل الكنيسة احتفال تأبيني عرّف له مدير ثانوية رميش الرسمية جريس شوفاني. وألقى كلمة قائد الجيش مدير التوجيه العميد الركن صالح حاج سليمان، وفيها:
«سلام على روح الشهيد الساكنة في جوار الله، التواقة إلى ينابيع النبل والإخلاص، إلى ربوع بلاد الأرز، وعرين الجيش، ومساحاته الساكنة على كل شبر من تراب الوطن، ومنا جميعاً سلام إلى أفراد عائلة الشهيد، أباً وأماً، زوجة وأبناء، أخوة وأخوات، يكابدون الألم والجراح وأعباء الحياة، بقلوب تنبض بحرارة الإيمان، ووجوه تشرب الحزن، وهي تشع محبة وتضحية وعطاء.
سلام إلى أبناء هذه الأرض الطيبة الذين جعلوا من صدورهم سياجاً للوطن، ومن هاماتهم سيوفاً تقلّم أظافر الخطر، وسلام إلى هذه البلدة التي ترتجل أبناءها، أبطالاً وشهداء، كما ترتجل سفوحها الزهور، ووهادها الجداول المتموجة بمواسم العز والاخضرار.


شهيدنا البطل
أربعون يوماً مرت على استشهادك وظلك لا يفارق رفاق السلاح والأهل والأحبة وكل من عرفك، ابتساماتك ولفتاتك وأصداء كلماتك وخيال قامتك الفارعة، لا تزال أطيافها تجول في أرجاء جيشك وفي كل مكان مررت به ذات يوم، واسمك ما انفك يتردد على شفاه أبناء شعبك الذين تقاطروا يوم استشهادك من كل المناطق، من كل المدن والبلدات والقرى، ينثرون على جثمانك الطاهر الأرزّ والورود ويزفّونك بطلاً في عرس الشهادة الأبدي الخالد.
أربعون يوماً على استشهادك والصور والأقلام تفيض بمآثرك البطولية، وبمسيرتك المشرقة، بدءاً من هنا، من القرية الأبية التي أنبتتك صغيراً بين أحضانها، كما تنبت شتلة التبغ وسنابل القمح، ومن عائلتك الوفية التي رعتك على محبة الوطن، وإرادة الخير للقريب والبعيد، إلى مؤسسة الجيش، قبلة أحلامك وزهرة طموحك، حيث وهبتها ربيع عمرك وعصارة علمك وخميرة تجربتك، إلى الوطن من أقصاه إلى أقصاه، ترفع فوق كل تل وساح رايات العزم وبيارق الانتصار، متوجاً مسيرتك هذه، بشهادة حمراء هي خلاصة تراكم مجد جمعته يداك من كل حدب وصوب.
كيف لنا أن ننسى يا شهيدنا الغالي ما تحليت  به من سمات أخلاقية وإنسانية رفيعة، تضاف إلى رصيدك العسكري الكبير، إذ كنت مثال الرجل العصامي المستند دائماً إلى عمله وجهده ومثابرته وثقته الراسخة بنفسه، مبتعداً عن شغف العيش ومغريات الحياة، حتى جعلت من المؤسسة العسكرية بيتك الأول، ومن الخدمة والبقاء على مقربة من رفاقك ومرؤوسيك همك الطاغي وهاجسك الدائم، لتمسح عنهم غبار الهم، وتبعث بحضورك القوي ومعنوياتك العالية روح العنفوان والطمأنينة في نفوسهم، فيصبحون معك أكثر عزماً وقدرة على تنفيذ المهمات الشاقة، وتخطي كل ما يعترضهم من مشاكل وصعاب.
لقد حاول الإرهابيون من خلال استهدافك، النيل من قوة الجيش ودوره في الحفاظ على وحدة الوطن وسيادته واستقلاله، لكن غاب عن بالهم، أن الجيش يستمد تماسكه ومناعته من دماء شهدائه وتضحيات عسكرييه، والرد الحازم على هؤلاء القتلة المجرمين، كان وسيبقى مزيداً من الإيمان بهذا الوطن ومتابعة السير على خطى الشهداء، والتمسك أكثر وأكثر بالقيم والمبادئ التي مضوا في سبيلها.
نم قرير العين مطمئن البال حيث أنت في جنة الخلد، وثق بأن جيشك لن ينساك، كما لن ينسى عائلتك الوفية الصبورة، وستبقى دماؤك الزكية ذخراً للوطن ومنارة يهتدي بها أبناء المؤسسة جيلاً بعد جيل.
باسم قائد الجيش العماد ميشال سليمان، أتقدم من ذوي الشهيد ورفاقه وأصدقائه بأحر التعازي».

 

كلمة العائلة
ثم ألقى العميد الركن المتقاعد عبدالله واكيم قصيدة رثاء تناولت مناقبية الشهيد ومزاياه ثم كانت قصيدة لجورج أبي أنطون، وقدّم غبريال عبد النور أغنية الى الشهيد من ألحانه وكلمات ملحم رياشي، ثم ختم نجل الشهيد إيلي الحاج بكلمة شكر قال فيها:
«لا أزال أشعر بوجودك حولي كل يوم أحدث نفسي ولا أصدق أنك لن تكون معي. ما زلت أشتاق اليك. روحك الطاهرة سوف تبقى ترفرف فوق تلال لبنان ويداك النابضتان بالحياة ما برحتا تلامسان شتلة الدخان في جنوبنا الحبيب. سكبك القدر مسكاً معطراً في جنوبنا الحبيب وأسكنتك القلوب دقات نبضاتها فكبر بك الجيش. حملك الوطن وساماً للبسالة الصادقة على صدره، وعلقك الفتيان قلادة غالية في أعناقهم، ورفعك المؤمنون صلاة في تضرعاتهم، وفخرت بك رميش إبناً وفياً باراً. وإن غيّبك الغدر جسداً قسراً فستبقى حصرمة في عيون قاتليك وسهماً لكل عيون حاقدة، أنت باقٍ وهم الى زوال. أنت تضج بالحياة في عليائك وتكتب التاريخ وهم يتخفون وسط أقنعتهم الزائفة، وأراهم يتسترون بأوراق التين. أنت شهيد البطولة والكرامة والعنفوان وهم أزلام الخزي والرذيلة، أنت علم خفاق في سماء بلادي وهم من الأفعال الناقصة وبقايا البقايا. أنت فرنسوا الحاج وهم مجهولو الوجوه والهوية. أنت يا أبي الأقوى وأقوى من تفجيراتهم، ومن أعمالهم المذلة، غداً يلعنهم التاريخ وتتجاهلهم الأجيال ويندثرون كما الغبار، وتبقى أنت في ضمير الأمة.
أسأل الله أن يرأف بهذا الوطن ويلهم مسؤوليه سواء السبيل. أناشدك يا أبي وأنت في عليائك أن تقول لهم أن الأوطان لا تبنى إلا بالتضحيات ومحبتها تنهل قبل العلوم والآداب. لقد تركت عائلتك وأهلك وصحبك وقدّمت دمك على مذبح الشهادة ليحيا لبنان، قل لهم أن يتحدوا قبل فوات الأوان. قل لهم بحق دموع الأمهات والآباء والأولاد وبحق قدسية التراب الذي رويته وحضنك: كفى. قل لهم إن الأفعال التي لا ترقى الى مستوى الشهادة لا تبني وطناً. قل لهم المزيد ومن له آذان فليسمع.
في المقابل أعدك باسم عائلتنا ورفاق السلاح أننا على العهد باقون، باسم أبناء رميش الأوفياء والشرفاء مع كل أبناء الجنوب سنبقى مثالاً للوحدة والإلفة والمحبة...».
وأعلن إيلي الحاج في المناسبة أن عائلة الشهيد باشرت إنشاء «مؤسسة اللواء فرنسوا الحاج» التي نالت العلم والخبر في 16 كانون الثاني وهي هدية العائلة له في ذكرى الأربعين، وختم بشكر العماد ميشال سليمان الذي «غمر العائلة بعطفه ورعايته» وشكر جميع الأوفياء للواء الركن الشهيد بحضورهم واتصالاتهم للمؤاساة من كل أرجاء الوطن والاغتراب ومن كل الأطياف، وقال: «فرنسوا الحاج حلم ببناء وطن على قدر طموحاتنا، ترى متى سيتحقق الحلم؟ السؤال برسم الرجال الرجال».
وتقبلت عائلة الشهيد التعازي ووزع على المعزين كتيب و«قرص مدمج» عن حياة اللواء الركن الشهيد. وكان سبق القداس والجناز إلقاء العديد من كلمات الرثاء والقصائد تناولت الشهيد ومزاياه في قاعة الكنيسة حيث كانت عائلته تتقبل التعازي. ومنها كلمات وقصائد لعدد من أبناء رميش والجوار أبرزها للسادة: الياس ابراهيم، طوني شوفاني، طنوس مخول، أنطوان خوري، إيلي طانيوس، مارون العلم، الياس العلم، مصطفى فضل الله، موسى عساف، بيار حبيب. ووضعت عدة شاشات في ساحة الكنيسة وفي قاعتها ليتسنى للحضور الكثيف المتابعة من
داخل الكنيسة.
ومساء السبت انطلقت مسيرة شموع من منزل اللواء الركن الشهيد الى مدفنه حيث رفعت عائلته ومحبوه الصلوات لراحة نفسه. ورفعت لافتات على مداخل القرى ورميش حملت عبارات مؤثرة حداداً على غيابه.

 

ذكرى اللواء الركن فرنسوا الحاج في أبو ظبي
أقامت الجالية اللبنانية في أبو ظبي في دولة الإمارات العربيـة قداساً إحياءً لذكرى استشهاد اللواء الركن فرنسوا الحاج ومرافقه الرقيب الأول خيرالله هدوان، حضره رئيس مجلس العمل اللبناني ألبير متى، وسفير لبنان في دولة الإمارات فوزي فواز، والقنصل اللبناني في دبي بشير عزام، ونجلا الشهيد إيلي وجيسيكا، وحشد من أبناء الجالية وبلدة رميش.
تخلل القداس كلمــة لإيلي الحــاج نجــل الشهيـد تحدث فيها عن والده:
«كـان حلمــه أن تكـون المؤسـسـة العسكــرية التـي انتمى اليها واستشهد مــن أجل رسالتهــا مثــالاً للبنانييــن في الوحــدة والانصهــار ومدرســة في التنشئــة الوطنيــة وطريقــاً للعبـور من الطائفيــة التي تفتــك بالوطــن وتكـاد تقـضي على وحدته، لا سمح الله، الى رحاب الوطنية».
ثم ألقى متى كلمة جاء فيها «إن لبنان لا بد أن يعود لنا حراً محرراً بفضل دماء الجيش وأرواح أبطاله، مثل شهيدنا البطل الذي ترك لنا ثقل المسؤولية والنضال».

 

... وقداس في معاد - جبيل
أقامت رعية مار شربل في معاد - قضاء جبيل قداساً في كنيسة دير مار عبدا لراحة نفس اللواء الركن فرنسوا الحاج، ترأسه راعي الأبرشية المطران بشارة الراعي يعاونه رئيس الدير الأب طنوس زيادة ولفيف من الرهبان والكهنة.
حضر القداس العميد جورج زخم ممثلاً قائد الجيش وعدد من الفاعليات السياسية والاجتماعية وأهل الشهيد وحشد من أبناء بلدتي رميش ومعاد.
المطران بشارة الراعي نوّّه في عظته بإيمان الراحل ومخافته الله وعطائه وبذله وتفانيه، ومما قاله:
«هو أحب الجيش ولبنان، فوضع نفسه على خط النار دوماً من أجل حماية لبنان وشعبه وسيادته وكيانه ومؤسساته».
بعد القداس ألقى رئيس الدير الأب بطرس زيادة كلمة اعتبر فيها أن شهادة اللواء الركن الحاج نداء لكل اللبنانيين كي لا يكفروا بنعمة الإنتماء الى لبنان.
وشكرت رشا إبنة اللواء الركن الشهيد الحاج، والدها «على ما زرعه في نفوس العائلة من حب للوطن والعلم والثقافة»، كما شكرت أهالي معاد على «هذه اللفتة الكريمة».
وكانت كلمـة لرئيس «جمعية إنماء معاد» طنوس نصار، ركز فيها على «ضرورة الوقوف بجانب الجيش اللبناني الذي بات يشكل الحل الوحيد للأزمة».


مزيد من الأرزات تشهد لخلود الشهادة
على تلال حرمون ارتفعت أرزتان فتيتان.
الأولى تحمل إسم اللواء الركن الشهيد
فرنسوا الحاج، والثانية تحمل إسم مرافقه
الرقيب الأول خيرالله هدوان، لتكونا شاهدتين لخلود الشهادة.
زرع الأرزتين كان بمبادرة من رئيس محترف الفن التشكيلي
للثقافة والفنون - راشيا السيد شوقي دلال.
الى ذلك أضيفت الى أرزات غابة الشهداء في اللقلوق أيضاً،
أرزة تحمل إسم اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج
وأخرى بإسم مرافقه الرقيب الأول
خيرالله هدوان.


نصرك فوق جبينك
وضع قائد الموسيقى المقدم الموسيقي جورج حرو لحناً لقصيدة
بعنوان «نصرك» كتبها الشاعر بيار أبي ياغي من وحي المناسبة،
ووزّعه، وقام بغنائه الياس فرنسيس وميرنا شاكر. وقد سجّلت هذه المقطوعة في استديو إلكترا - بلونة وطبعت على أقراص مدمجة (CD) وزّعت على المشاركين في قداس الأربعين، وجاء فيها:

نصرك فوق جبينك هالي
واستشهادك نور يلالي
ذكرك خالد اسمك مارد
ننسى رسمك منّو وارد
ونهر الدم بنهر البارد
فاض ومن دمّك الغالي
سقيت تراب الأرز الخالد
حتّى يبقى البيرق عالي

 

تصويب
سقط سهواً في العدد السابق اسم المفتي الجعفري الممتاز فضيلة الشيخ احمد قبلان من
بين المشاركين في القداس الذي اقيم للواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج في بازيليك سيدة لبنان
في  حريصا.