مسرح

روميو لحود يعود إلى المسرح من «طريق الشمس»
إعداد: جان دارك أبي ياغي

الصورة للفنان بسام لحود

بعد غياب أعوام طويلة يعود الفنان القدير روميو لحود الذي قدم الكثير إلى المسرح اللبناني وإلى الأغنية اللبنانية، بعمل مسرحي غنائي استعراضي جديد بعنوان «طريق الشمس»، وهو الرقم 34 في مسيرته الحافلة بالنجاحات.


لحود كتب هذا العمل منذ أعوام لتوأم روحه الفنانة سلوى القطريب،  لكن لم يُكتب له أن يبصر النور برفقتها، بعدما رحلت بشكل مفاجئ... ولا يخفي لحود ما كابده حتى أبصرت هذه المسرحية النور، خصوصًا أن المشروع شهد عراقيل عديدة لأسباب مختلفة.
لحود سعيد بأبطال مسرحيته لأنهم من الوجوه الموهوبة الجديدة التي تستحق، بحسب تعبيره، أن «تضربهم الشمس وتضيئ عليهم» في المكان الصحيح الذي يظهر موهبتهم الحقيقية. في هذا الإطار يقول إن اختيارهم خضع لمعايير معينة وهم أخضعوا لتدريبات يومية على مدى شهور ليكونوا على المستوى المطلوب.
«طريق الشمس» بالنسبة إلى لحود هي طريق الأمل والنور الذي سيشع على لبنان لا محالة، وخصوصًا أنه من القلة التي لا تشعر بالقلق رغم كل ما يحصل اليوم في لبنان، لأن ما مرّ به لبنان على مرّ التاريخ، يبقى برأيه، أكبر وأصعب بكثير «يكفي الحكم العثماني شو عمل فينا».
«طريق الشمس» تروي حكاية خرافية قد تصبح مع الوقت حقيقة، تدور حول قصر قديم على مفترق طرق، قيمته ليست في حجمه أو في جمال أراضيه بل في موقعه الاستراتيجي وصموده في وجه الطامعين. تزور هذا القصر الذي تعيش فيه فتاة يتيمة، سيدة غريبة، لا أحد يعلم سبب زيارتها... هذه السيدة ظهرت في عصور وبلدان عديدة، وكُتب عنها الكثير ونُسبت إليها بطولات... قيل عنها إنها الإلهة والجنيّةّ، إنها الفرح والحزن، الحب والكره، الخير والشر... هذه الغريبة هي «الزمن»... والحبكة تدور عندما يندمج الخرافي بالحقيقة!
ويتابع: «كل الشعوب والبلدان التي استعمرت لبنان على مرّ التاريخ رحلت وبقي لبنان! هل تظنون أن لبنان بقي بالصدفة؟ أكيد كلا، هذا البلد لن يزول»... فما يمر به لبنان اليوم، هو برأيه قطوع وسينتهي قريبًا. لا شك في أن العمل يعكس تفاؤل لحود وإيمانه وأمله بلبنان الجديد الذي سيبصر النور يومًا رغم كل المطامع.
خوف لحود اليوم يكمن في هدم كل ما بناه كبارنا، وبالتالي تجاهل الجهد الذي بذلوه، «ما فينا نمحي ماضينا، ما منقدر!».
«طريق الشمس» قد توقظ فينا هذا الحنين إلى الماضي من خلال الأجواء التي لطالما عكسها مسرح روميو لحود. فالعمل يضم أكثر من 10 أغان من كلمات روميو لحود، نقولا حايك، الأخوين رحباني، وزكي ناصيف. وهي من ألحان روميو لحود، جاد قطريب، بوغوص جلاليان، الأخوين رحباني، زكي ناصيف ، ووليد غلمية.
«طريق الشمس» من كتابة وإخراج وإنتاج روميو لحود. شارك في العمل أكثر من خمسين شخصًا من ممثلين وممثلات أبرزهم وليد العلايلي، فاديا عبود، بياريت القطريب، عفيف شيا، جوزف أبو خليل... وقد تولّى تدريب الممثلين جهاد الأندري، إضافة إلى الفنانين ميكاييلا، جاد قطريب وزينب شريف وفرقة آلان مرعب الاستعراضية.
في الختام، تسلّم روميو لحود وسام الأرز من رتبة كومندور منحه إياه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ممثلًا بوزيرة المهجرين أليس شبطيني، عربون فخر واعتزاز بما قدّمه من فن راق لوطنه لبنان.