من هنا وهناك

ريمون جبارة مكرّمًا في جامعة الروح القدس
إعداد: جان دارك أبي ياغي


شهادات أشادت بمزايا المكرّم وبعظمة أعماله

كرّمت كلية الفنون الجميلة والفنون التطبيقية في جامعة الروح القدس – الكسليك المسرح اللبناني من خلال تكريم أحد أفراد عائلتها، أستاذ المسرح وكل الفنون، الذي يغني الطلاب بتجاربه ووجوده المؤثر الجبّار ريمون جبارة، وذلك في حفلة خاصة حضرها طلاّبه وعائلته ومحبّوه في تحية له.
بداية رحّبت السيدة لينا جبران بالحضور وعرّفت بريمون جبارة صاحب الكلمة التي لا تمحى والحضور الذي لا يغيب، هو الذي قدّم على الخشبة اللبنانية لسنين طوال، منذ 1970، «لتمت دسديمونا»، «شربل»، «زرادشت صار كلباً»، «صانع الأحلام»، «من قطف زهرة الخريف»، «بيك نيك على خطوط التماس»، «مقتل إنّ وأخواتها» وأخرج «صيف 840» لمنصور الرحباني (1985)، «يوسف بيك كرم» لأنطوان غندور (1994)، و«طانيوس شاهين» لأنطوان غندور (1998). وكان يخاطب جدّته كل صباح عبر تلفون «صوت لبنان» ويكتب كلّ أسبوع في «ملحق النهار».
ثم عبرت الكلمات الحارة عن التقدير الكبير لريمون جبارة، وكانت أولاها لعميد كلية الفنون الجميلة والفنون التطبيقية الدكتور بول زغيب الذي شبّه ريمون جبارة بصرخة بحدود الكون: صرخة قلم بوجه الحكام، صرخة حق على الظلم، صرخة مظلوم على حق باطل، صرخة تدويّ بوجه السكوت، صرخة بكاء بدون دموع، صرخة حياة بوجه الحياة وصرخة صانع الاحلام...
ثم عبّرت كلمة مي منسى، الروائية والصحافية المرافقة لأعمال جبارة عبر جريدة «النهار» منذ 1969 وللمسرح والفنون، إلى قلوب الحضور، إذ شهدت أن لها ذكريات وذاكرة عن جبارة لا أوراق. وأضافت : «تتلمذنا على يده وهو صاحب المسرح العبثي الذي هو من صميم الحياة، وبت أعرف ما في قلبه وما سيقول، فريمون يعاني ليصنع مسرحًا وهو يفبرك انسانًا في بلد يبعد عن المسرح. وتوجّهت إلى الحضور بالقول «أنتم شهود على محبّتي له، هو من يمثّل نفسه ويخلق نفسه على المسرح فعقله يذهب من الماضي إلى الحاضر ونتمنّى أن يكون لهذا الانسان مستقبل».
ثم تتالت بعض الكلمات المرتجلة والعفوية التي تعبّر عن صدق المشاعر واللهفة ومنها كلمة الممثل والمخرج البارع وأستاذ المسرح في الجامعة اللبنانية غابريال يمّين الذي تتلمذ على يد ريمون جبارة وأصبح خير صديق له. ومما قاله: «عند الحديث عن جبارة لا نعرف ماذا نقول، نتلبّك لأنّنا لسنا بقيمة رأسه ولا قلمه ولا يمكننا أن نختصر ما أعطانا ريمون جبارة لنقوله للناس، لا يمكنني أن أختصر 32 سنة من التمثيل في هذه اللحظة التي لا تكفي لأعبّر عمّا أخذت منه، فهو لم يكن معلّمًا يعطي معلومات بل أعطى من دمه ومن عرقه اذًا لم يعد معلّمًا فقط بل صارأبًا وأخًا وهذا ما لا يمكن وصفه بالكلام».
وتحدّثت الفنّانة وأستاذة مادة التمثيل في الجامعة اللبنانبة جوليا قصّار التي بدأت مع ريمون جبارة في «صانع الأحلام» (1985)، عن التمرين معه واصفة إيّاه بالمتعة، وتأتي دائمًا بعده «القعدة»، وهناك العديد من الأجيال تعدّ اليوم من طلاّبه، وعبّرت عن حبها وتقديرها له لأنه إنسان استثنائي، 26 سنة برفقة عصاه غير آبه لحالته ولكنه مدهش بحيويته ووفائه لأصدقائه.
وأضحك كميل سلامة، الكاتب والممثل المحترف والمخرج اللبناني الذي عمل لسنين طويلة بين المسرح والتلفزيون (من طلبة جبارة)، الجمهور بالكلمة الرائعة والمؤثرة التي قالها مستشهدًا ببعض مقاطع مضحكة من حديث جبارة مع جدّته.
تبع الشهادات وثائقي عن مسيرة جبارة من إعداد حنّا الخوري أستاذ مادة السينما في الجامعة، تحت عنوان «المسحراتي».
في النهاية، قدّم العميد بول زغيب درعاً تقديرية للفنّان ريمون جبارة الذي ألقى كلمة شكر مؤثرة ثم عرض وثائقي لنصري البراكس بعنوان «جبارة».