اخبار ثقافية

زحلة تكرّم شاعرها

 

حجر الأساس لمركز سعيد عقل الثقافي

احتفت زحلة بشاعرها الكبير سعيد عقل في مهرجان تكريمي أقيم في أوتيل قادري الكبير بمناسبة وضع حجر الأساس لمركز سعيد عقل الثقافي وبمبادرة من بلدية زحلة - المعلقة. حضر الإحتفال ممثل رئيس الجمهورية محافظ البقاع القاضي أنطوان سليمان والوزير الياس سكاف وعدد من نواب المنطقة والسفير فؤاد الترك والمطارنة أندره حداد ومنصور حبيقة واسبيريدون خوري وبولس سفر ونقيب الصحافة محمد البعلبكي وشخصيات سياسية وشعراء وفعاليات ثقافية وفكرية واقتصادية.
نائب رئيس بلدية زحلة وعريف الإحتفال عصام الخراط ألقى كلمة رئيس الجمهورية التي هنأ فيها مجلس البلدية بوضع اللبنة الأولى لهذا الصرح الثقافي، وأمل أن «يتقوى مركز سعيد عقل الثقافي من بصمات الشاعر الكبير ويسهم في صوغ شخصية جيل ومستقبل، على حب الكلمة واحترام فرادة الآخر ورهافة الشعر والوطنية الصلبة».
وأكد رئيس الجمهورية في كلمته أن سعيد عقل عمارة وطنية تسري عظمة لبنان في عروقه، فتروي افتخاره بالأرض التي يعشق ويروي، هو التاريخ بما يعرف ويحكي عن هذا الوطن الأسطورة. وقال: «هذا الذي طوّع الأبجدية وحاكها كالساحر جمال شعر لا يضاهى، تبنى اليوم على إسمه واحة ثقافية، لعلها تقارب، ولو من بعيد، ما يتلاطم في صدره من شغف أدبي ساطع، وحرية فكر من معدن العمالقة، وثقافة موسوعية تراكمت من ابحار عميق خلف حدود الكلمة والكتاب».
وأضاف: «لو سكنت روحه هذا المكان، لطاف بأهله حيث السفر بحث لا يكل عن الذات والعمق والمعنى، ولقلنا منذ اليوم، ها هي أجيالنا ترنو الى قامة سعيد عقل، وتحفظ للبنان نصاعة الإبداع والرسالة».
ثم ألقى لواء شكور كلمة الشاعر عقل التي شدّد فيها على عظمة المدينة وجاء فيها:
«يا أهلي في زحلة، من اتخذتم قرار إنشاء هذا الصرح، أنتم أنتم الكبار.
يا زحلة، يا زحلة العظيمة العظيمة، هذا أنا إبنك سعيد عقل يقف خطيباً في يوم تاريخي ليقول لك إنك لا تزالين عظيمة عظيمة.
في العهد التركي كنت المدينة العظيمة، واليوم في عهد لبنان الكبير لا تزال كلمتك الكلمة الأولى.
ولا مرة كانت الكلمة الأولى، في أي عهد من العهود، إلا كلمة زحلة.
ويا زحلة الحبيبة الحبيبة، قوليها هذه الكلمة فجاجة قوية قوية كما كنت تقولينها في كل العهود. في كل العهود كانوا يتساءلون، ماذا تكون كلمة زحلة لتكون هي كلمتهم. يا زحلة الحبيبة الحبيبة أطلقي هذه الكلمة القوية كما كلمتك في كل التاريخ. ولا مرة إلا انتظر الناس ما ستقوله زحلة. واليوم، أكثر من كل يوم ينتظر الناس ما ستقول لتكون كلمة زحلة كلمة لبنان».
وقرأ السفير فؤاد الترك مختارات من أبيات سعيد عقل في الوطنية والحب والفكر، وسط تفاعل الحضور الذي قاطع قراءة الترك بالتصفيق عدة مرات. كذلك قرأ الشاعر جورج شكور قصيدة، ثم تلا الشاعر والأديب هنري زغيب نصاً مرسلاً من الأديب خليل رامز سركيس من لندن.
وألقى رئيس بلدية زحلة - المعلقة المهندس أسعد زغيب كلمة اعتبر فيها أن سعيد عقل ملحمة زحلية وقال إنه كان لا بد من إنشاء مركز ثقافي قادر على القيام بالأبحاث وتأريخ واحتضان تراث المدينة بكامل تراثها الأدبي والشعري كي لا يبقى هذا التاريخ حكايات وقصصاً مروية على الألسنة. وتوجّّه زغيب الى عقل بالقول: «الدهر يا معلم بعد ما أنصفك، حتى لو كنا في بلدية زحلة - المعلقة مشينا على خطواتك المتواضعة وقررنا تشييد مركز يحفظ فيه تراث وإنتاج كل شاعر أو أديب أو مبدع زحلي، إنتاج كل شاعر وأديب أو مبدع كتب عن زحلة. هذا المبنى لا يوفيك حقك لأنه صغير قياساً على إسمك الكبير وبالتالي لك على زحلة الكثير».
وفي ختام الحفل، توجّه الجميع لوضع حجر الأساس لمركز سعيد عقل الثقافي الذي وضعت له البلدية الدراسات ورصدت ميزانية لتنفيذه.

 

ندوة حول كتاب «تنظيم فتح الإسلام مشروع هُزم في لبنان»
بمناسبة اليوبيل الفضي لتأسيسها، أحيت رابطة البترون الإنمائية والثقافية في مقرها بالبترون، ندوة حول كتاب الأستاذ طوني طراد «تنظيم فتح الإسلام مشروع هُزم في لبنان».
حضر الندوة العميد صباح حيدر ممثلاً المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي وقائد الدرك العميد أنطوان شكور ممثلاً بالنقيب يوسف الكوسا وعدد من الشخصيات.
تضمّن برنامج الندوة كلمة لعميد الثقافة في الرابطة ونائب رئيسها الدكتور جورج قبلان، الذي سجل للمؤلف فضل تبويب المعلومات وجمعها وتحقيقها، كي لا تضيع أو تُنسى أو تتناسى... وكلمة لنبيل يوسف الذي تناول مشاريع سياسية وعسكرية سعت الى تقويض سيادة الدولة اللبنانية.
طراد:
من جرحنا بيحيّكو شمس النهار
في ختام الندوة، ألقى مؤلف الكتاب طوني طراد قصيدة رثاء موجّهة الى شهداء الجيش اللبناني الأبطال، الذين سقطوا في معركة نهر البارد، دفاعاً عن السيادة اللبنانية وحقها المشروع في حماية أراضيها:

رفرِف عا خد الضو
يا جِرح الشهيد
رفرِف، كأنك نازِز من جديد
وع تراب نهر البارد تمخطر
وشوف البطوله كيف عم تكبر
ع زنود فادي وغالب
وروي ووليد
ع زنود إبن رميش، وتزكّر
دعسات عسكر جانحو مزنّر
بالريح، هالبيقول للطفل الوحيد:
بيّك شهيد الضو
وبْـ جرحو عنيد
رفرِف عا خد الضو
يا جِرح الشهيد...»

بالريح هالـ بتقول لـ الخندق
لْـ أبطال جِرحن عالهدا تكوّن:
عم شوف نهر البارد تلوّن
بالضو، بالتاريخ المعتّق
طلّو عا عِرس الفخر المعلّق
بالنار، بِـ جنون الحكي
خلّو حرير النّصر يتعمشق
بِـ جنون أخوت ما تِكي...

خلّو صوركن ترقص بْـ هالجو
خلّو إيديكن تشرق من الضو
إنتو غضب ما بينطفي
إنتو جنون العاصفه...

إنتو كحل بينمّش حروف البكي
ما في حكي
ما في حكي
إلاّ لَـ إلكن ما انعجن روحو
روحو عا عرس العاصفه روحو

روحو اقطفو زهر الشرف
من تراب صار بينعرف
وقولو لَـ نهر البارد ارجعنا
نحنا الشهاده الغاليه...
ونحنا
منحفر مطارحنا
ع تلال بيضا
مشنشله بالغار...

قولو لَـ نهر البارد ارجعنا
نحفر مطارحنا
عا كتاف الشمس،
عا أجمل مزار
عا هبوب الريح،
عا ضو النهار...
نحنا كبار، وبعدنا ما في كبار
نحنا المزار، وقبلنا ما في مزار
ومن جرحنا
بيحيّكو شمس النهار...

 

التوافقية المأزق في النظام السياسي اللبناني
«التوافقية المأزق في النظام السياسي اللبناني» عنوان الكتاب الذي صدر مؤخراً لعميد كلية العلوم الإقتصادية وإدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية الدكتور كميل حبيب، وهو عصارة جهد وبحث منذ أيام الدراسة في كندا العام 1987.يقسم الكتاب الى قسمين:
في القسم الأول ستة فصول يناقش أولها مفهوم التوافقية على المستوى النظري، وآليات عملها في مجتمع متعدد. ويلقي الضوء على العلاقة بين التوافقية والفدرالية، كأنظمة حكم وجدت لتكون خطاً وسطياً بين الإنقسام المطلق والإتحاد المطلق. ويخلص الكاتب في سياق بحثه عن معنى التوافقية الى خلاصتين مفاد الأولى أن للتوافقية الديموقراطية مفهومين متناقضين. ويرى في الثانية أن التوافقية آلية سياسية وجدت في مواجهة أزمات كبرى؛ وأن نجاحها أو فشلها رهن بتوازنات داخلية وخارجية. وفي كل الأحوال لا بد من التوافقية، كمرحلة ظرفية للإنتقال بالنظام السياسي الى مرحلة أكثر تطوراً. ويعالج الفصل الثاني حيثيات نجاح التوافقية في لبنان منذ الإستقلال وحتى العام 1975، متناولاً نشوء الدولة اللبنانية، وطبيعة المجتمع اللبناني، وعمل المؤسسات السياسية على أساس التوافقية في النظام اللبناني.
في الفصل الثالث يناقش الكاتب الأسباب الداخلية والخارجية التي أدّت الى الحرب في لبنان وانهيار النظام التوافقي. وهو يخصّص الفصل الرابع لمناقشة الإجتياح الإسرائيلي لبنان العام 1982 وتداعياته. ويتناول الفصل الخامس الأوضاع في ظل إتفاق الطائف (1990 - 2005)، حيث يعتبر الكاتب أن النظام كان يعتمد على ظاهرتين أساسيتين برزتا في السياسة اللبنانية هما ظاهرة المقاومة وظاهرة رفيق الحريري.  
أما الفصل السادس، فيتحدث عن زلزال شباط 2005 وتداعياته على الساحة اللبنانية، وعلى مستويات ثلاثة: سياسة بوش والفوضى البنّاءة، حرب تموز 2006، والأزمة السياسية الداخلية وصولاً الى اتفاق الدوحة.
في القسم الثاني من الكتاب استطلاع لآراء أساتذة الجامعة اللبنانية حول النظام السياسي الذي يريدونه للبنان. وفي الخلاصة يستنتج الكاتب إمكان بناء دولة عصرية قائمة على النظام المدني العلماني، وإلغاء الطائفية السياسية، إقرار الزواج المدني وقانون إنتخابي قائم على النسبية، الى قانون عصري للأحزاب يشجع على قيام أحزاب وطنية سياسيـة، على أن يكـون لبنان خارج أية محاور في النـزاع العربي، وذلك على الأقـل من خلال مواقف النخبـة المثقفـة. ويخلـص الكـاتب الى أهميـة الحـوار الدائم بين الأطـراف اللبنانييــن كـافة، حول قضايـا أساسية كالمساواة بين المرأة والرجل، دعم الشباب، المحافظة على البيئة، اعتماد الكفاءة أساساً للتوظيف، اللامركزية الإدارية، جعل الدولة المرجعية الأولى في حياة المواطنين، فصل السلطات، إستقلالية القضاء، تشجيع المغتربين على المشاركة في الحياة السياسية، مناقشة صلاحيات رئيس الجمهورية وماذا يعني قول «إن رئيس الجمهورية هو رمز لوحدة البلاد».
ويحثّ الكاتب المثقفين على ممارسة دورهم في تعزيز ثقافة الحوار والديموقراطية والسلام بين المواطنين.
اعتمد الكاتب في إعداد كتابه (المنصوص باللغة الإنكليزية) على 92 مرجعاً وعلى 48 نشرة دورية و19 مجلة و21 صحيفة. والكتاب مهدى الى كل من يعمل على بناء دولة عصرية في لبنان.
تريز منصور

 

الشعر سلاحي
«الشعر سلاحي» الكتاب الأول للشاعر اللبناني الناشئ جورج عميد منصور (18 عاماً) إبن المعاون الأول عميد منصور (اللواء الطبي).
يتضمّن الكتاب الذي صدر أخيراً محاولات شعرية بدأها الكاتب منذ أن كان في عمر الثامنة. وهو يحاكي في قصائده الـ47 الحب وقصص المراهقين، الوطن، الفرح، الحزن، الحياة، الجيش والإستقلال، المعلم والأب...
قدّم للكتاب مدير كلية العلوم الإقتصادية وإدارة الأعمال الدكتور سمير طنوس. وأهداه منصور الى أهله والى فتاة كانت سر اكتشافه حب الشعر، والى كل من ساعده في إعداده.

 

«الشاهدة» بالفرنسية
صدرت حديثاً عن منشورات جان سالمه ترجمة فرنسية لكتاب الشاهدة «Le Témoin» لجان سالمه (في 216 صفحة من القطع الوسط والإخراج الفاخر)، الذي سبق أن صدر بالعربية في طبعتين متقاربتين.
قام بالترجمة الى الفرنسية الأديب والشاعر أمين زيدان الذي عرف بترجماته الأمينة، نذكر منها: «منتخبات شعرية» للدكتور منيف موسى، «الفينكس» للدكتور منصور عيد، «كرمنا في علين» لجورج سكاف، «قصائد مختارة» لجورج غريب، «الغيمة» لجوزيف أبي ضاهر، «ملحمة الحسين» لجورج شكور.
كما نقل الى العربية «هيرناني» لڤيكتور هوغو، «أوديب الملك» لسوفكليس، «شعر الدم» لغارسيا لوركا، وكتابين لألبير كامو هما «كاليغولا»، و«سوء تفاهم»، وعشرات غيرها من الأعمال العالمية.
يتوجه المؤلف في كلمة الإهداء الى:
«روح أمي الحبيبة، التي ستبقى أغلى وأعزّ من كل ما انفتح له قلبي، وسأظلّ أفتقدها الى أن يجتمع شملنا من جديد في عالم الأبد».
«الى تلك الروح الطاهرة، التي أدين لها بمعظم قصص هذا الكتاب، وبقصص كثيرة غيرها كانت تخبرني إياها في ليالي الشتاء الطويلة، ولم يكن لي إلا فضل حفظها ثم تدوينها كما هي».
 

ويقول المترجم في مقدمته:
«لقد تهيّبت الإقدام على هذا العمل الذي يعتبره البعض شكلياً وثانوياً في عملية ولادة الكتاب. لقد كان كتاب سالمه الذي انبريت لترجمته، كأساً طافحة، أو تكاد، بخمرة طيبة؛ لا نصف كأس أو جرعة من خمرة رخيصة. هذا ما دفعني الى الخوض في وضع مقدمة تليق بمستوى العمل المقدّم له، وعدم الإكتفاء بكتابة مدخل تقليدي.
... ويجب أن أعترف على أية حال، أن وصية خاصة أقدّسها، من أستاذي العزيز (الراحل) جورج غريب، هي التي أكّدت عهد الصداقة الجديدة ووثقتها.
فتقديره الكبير لجان سالمه دفعه لأن يترك لي إرث صداقته له، وهو إرث أعتزّ به كل الإعتزاز.
هكذا أقلع بنا قطار الحياة من تلك المحطة لنترافق في رحلة طويلة وممتعة».