إعرف جيشك

زراعة الأسنان دخلت الطبابة العسكرية بأفضل التجهيزات والتقنيات والأسعار
إعداد: باسكال معوض

يدخل زرع الأسنان في عالم تعويضات فقدان الأسنان, وهو علم حديث نوعاً ما, لأنه موجود منذ حوالى العشر سنوات. ففي السابق كان حل فقدان سن من الأسنان هو التلبيس, أي أن يُبرد السن الذي قبله والذي بعده ويقطع عصبهما ويركب عليهما جسر ثابت؛ وبهذا كانت تتم التضحية بسنين سليمين لتركيب سن ناقص. كذلك فـإن عملية الزرع هي أيضاً حل ناجع لانسان فقد كامل أسنانه, فيمكن زرع الأسنان كلها, لأن طقم الأسنان التقليدي الذي يستخدم حالياً, يسبب مع مرور الوقت امتصاص عظم الفكين.
إنطلاقاً من هذا الواقع, وفي إطار بحثها الدائم عن التوفير على العسكري وخدمته بشكل افضل, قامت المؤسسة العسكرية باستحداث مركز لزرع الأسنان في المستشفى العسكري المركزي, مجهز بأحدث المعدات الطبية في عالم طب الأسنان.
العميد الطبيب نديم العاكوم رئيس الطبابة العسكرية حدثنا عن هذا الفرع, متناولاً بشكل خاص الناحية الإقتصادية للموضوع.

 

تقنيات عالية ووفر كبير

في بداية اللقاء, أشار رئيس الطبابة العسكرية الى أن هذا المشروع كان متداولاً منذ أكثر من أربع سنوات في المؤسسة العسكرية. وبعد أن تمت دراسته بشكل دقيق, خصصت له الأموال المطلوبة, وأجريت مناقصة لاستدراج الأسعار, تمّ بعدها الإتفاق مع أربع شركات, )مع الإشارة الى أن المجال مفتوح دائماً لاستقبال عروض لشركات أخرى), ثم تم تجهيز المستشفى العسكري بغرفة عمليات خاصة لزرع الأسنان مجهزة بأحدث المعدات الطبية. وقد تم الإفتتاح العملي لغرفة العمليات في العاشر من تشرين الثاني الماضي, حيث أجريت منذ ذلك الوقت عمليات كثيرة تكللت كلها بالنجاح.


● كيف تم تحقيق الوفر من خلال هذا المشروع؟
- ­ تكلف عملية زرع الأسنان في العيادات الخاصة أو الجامعية مبلغاً يتراوح ما بين 700 و1400 دولار أميركي. وكان العسكري يتقدم بطلب مساعدة ويسترد حوالى 50% من الكلفة, وذلك إذا توفّرت الإعتمادات اللازمة.
أما المشروع الجديد فيقضي بأن يتقدم المريض بطلب لعملية زرع تدرسه لجنة مختصة, وبعد الموافقة يتوجه المريض الى إحدى الشركات المتعاقدة فتعطيه المواد المطلوبة بسعر يتراوح بين 280 و350 دولاراً أميركياً, بحسب حالته والنوعية التي يختارها بنفسه, ويتوجه بعد ذلك الى المركز حيث تجرى له العملية بدون أن يدفع أي مبلغ إضافي غير الذي يدفعه للشركة.
وبهذه الطريقة, تكون القيادة قد وفّرت على العسكري مبلغاً كبيراً من المال, كما وفّرت حوالى 50% من بند المساعدات المرضية, وقدّمت له نوعية ممتازة هي الأفضل في السوق للمواد الأولية التي تستخدم في زرع الأسنان, إضافة الى العمل الطبي المتقن بحيث أن الزراعة تكون مكفولة أثناء العملية ولمدة عشر سنوات بعد إجرائها.
والجدير ذكره أن الشركات الأجنبية التي تعاقدت معها المؤسسة العسكرية بواسطة وكلائها في لبنان, هي الأفضل في السوق وتقدم النوعية الممتازة المتواجدة لمواد طب الأسنان.

 

كيف تتم عملية الزرع؟

عن عملية زرع الأسنان وإجراءاتها وشروط القيام بها, حدثنا المقدم الطبيب نبيل كركي رئيس طبابة الأسنان المركزية, فشرح تقنيتها بأنها عملية وضع وتد معدني حلزوني مصنوع من التيتانيوم الصافي في عظم الفك العلوي أو السفلي ليحل محل السن أو الضرس المفقود, من دون التعرض للأسنان المجاورة. ويمكن استخدام الزرعة كلها في تنفيذ التيجان والجسور وطقم الأسنان الكامل.
وترتكز هذه العملية على مبدأ التآخي مع العظم Ostéointegration) ), حيث تبين من الأبحاث التي أجريت أن التيتانيوم الصافي هو الوحيد من بين المعادن الذي يمكنه إعطاء أفضل نتيجة في عملية التآخي مع العظم.


● كيف بدأت هذه التقنية؟
­ بدأت عملية زرع الأسنان في العام 1952, وأخذت تتطور وتتقدم بشكل سريع منذ أكثر من عشرين سنة محدثة ثورة وتغيراً مهمين ولافتين في عالم طب الأسنان الحديث.
وهنالك أنظمة عدة للزرع أولها نظام مخترعها “براينمارك”. ومع التقدم والتطور أصبح هنالك الكثير من الأنظمة المنتشرة في جميع أنحاء العالم.


● ما هي الشروط المطلوبة التي ينبغي أن يتمتع بها المريض للخضوع لعملية زرع الأسنان؟
­ ينبغي على المريض أن يتمتع بصحة جيدة عموماً وعلى مستوى الفم خصوصاً, ففي بعض الحالات, يمكن تحضير أشخاص كثيرين مرضى بعد معالجة خاصة نجريها لهم, وذلك لتجهيزهم لعملية زرع الأسنان.
وتتركز عملية زرع الأسنان على مبادئ أو شروط عملية معينة وهي: أولاً, وجود كمية عظم كافية من ناحية الطول والسماكة لوضع الوتد المعدني. وثانياً, عملية التآخي مع العظم التي ترتكز على معدن الوتد (التيتانيوم) وعلى نوعية العظم, حيث يمكن للعظم في بعض الحالات أن يرفض استقبال الوتد المعدني المزروع. وثالثاً, ينبغي أن يتخذ السن الجديد المزروع شكل السن الطبيعي كاملاً من حيث الجذر والتاج الموضوع عليه, بشكل يسمح للزرعة أن تقوم بدور السن من الناحية العملية ومن الناحية الجمالية.

 

إجراءات ومراحل

● كيف تتم الإجراءات للقيام بالعملية؟
­- عندما يتقدم المريض بطلب لإجراء زرع الأسنان, تجرى له الفحوصات والصور الشعاعية اللازمة مع أخذ القياسات من قبل الجراح المختص. ثم يُعرض ملفه على لجنة مؤلفة من أطباء إختصاصيين متعددين فيدرسونه بشكل جماعي ويقررون الموافقة أو عدمها, ويحدد موعد للعملية. بعدها يأخذ المريض تقرير الطبيب الى إحدى الشركات الأربع المتعاقدة مع الجيش يختارها بنفسه, ويحضر المواد المطلوبة بالسعر الذي يختاره من مجموعة الأسعار التي تقدم له.


● ما هي مراحل إجراء العملية؟
- ­ تتألف الزراعات في الأنظمة المستخدمة كافة من قياسات مختلفة من حيث الطول والشكل والعرض, وهي قياسات تختلف بحسب إختلاف الأنظمة إنما تبقى عملية الزرع واحدة بحيث تنقسم الى مرحلتين أساسيتين:
في المرحلة الأولى, وهي مرحلة الجراحة, يتم قحط اللثة عن العظم في مكان السن المفقود ومن ثم يثقب العظم ويوضع الوتد المعدني داخله ويتم تقطيب اللثة.
وفي المرحلة الثانية, وهي المرحلة التقنية, يتم أخذ القياس, وذلك بعد مرور شهر تقريباً كحد أدنى من إجراء مرحلة الجراحة, وهي مدة تعتبر كافية نوعاً ما لتحدث عملية التآخي مع العظم, وهذه المدة تختلف بين نظام وآخر.
وفي ختام لقاءاتنا, أبدى الدكتور وسام بجاني الإختصاصي في عملية زرع الأسنان رأيه حول مستوى المركز, قائلاً بأنه “أحدث مركز لزرع الأسنان في لبنان, حيث تعتبر معداته الأفضل من نوعها في هذا المجال, فمن الناحية التقنية هي الأدق أما آلة التعقيم فهي الأجود على الإطلاق. وبما أن المواد الأولية التي يحضرها المريض هي الأفضل في السوق الطبي, وبما أننا نتعامل مع نخبة الشركات, فنحن بالتالي في هذا المركز نعمل بأفضل الظروف والمواد والآلات والتقنيات.

 

أطباء قسم الأسنان

يعمل في حقل زراعة الأسنان في الطبابة العسكرية عدد من الأطباء المدنيين والعسكريين الأكفاء واللامعين في مجال عملهم وهم: دكتور جورج باسيل, دكتور فوزي رياشي, دكتور وسام بجاني, دكتور محمد رفاعي, الرائد الطبيب ايلي رحمه, الرائد الطبيب أسد القاعي.