سياحة في الوطن

زوق مصبح انفتاح العراقة والأصالة وشواهد التاريخ والملوك
إعداد: باسكال معوض
تصوير: المجند نترانيك أوهانيان

"حقلة الذهب" صارت مدينة

الطفلة ­ المرأة نضجت قبل الأوان: "حقلة الذهب"، و"تلة الرويسة"، و"حرش القيسي" و"الوطى"، التي كانت زوق مصبح ­ الضيعة أضحت وفي فترة قياسية مدينة تحتضن زوارها وساكنيها. في كيانها انفتاح ارتكز على عراقة وأصالة قديمتين اكتسبتهما خلال عصور ودهور مرّت عليها، وحفرت في قلبها إلفة وسحراً خاصاً... زوق مصبح بلدة عتيقة تقع على الساحل الجنوبي لكسروان وتتربع على تلال أربع بعلو 250 متراً، وعلى رقعة جغرافية تبلغ مساحتها نحو 4.250 متراً مربعاً. يحد البلدة من الغرب البحر ومن الجنوب نهر الكلب الذي يفصلها عن ضبيه، أما شرقاً فحدودها جعيتا وعينطورة ومن الشمال زوق مكايل. خلال حقبات تاريخية مختلفة كانت زوق مصبح باب كسروان الصعب، حيث أدرك الفاتحون والغزاة الأقدمون هذا الواقع فكانوا يعتبرون أنهم افتتحوا الأرض عندما يعبرون عقبة صخور رأس نهر الكلب، وكانوا يسجلون انتصاراتهم حفراً. وهكذا باتت زوق مصبح شاهدة على التاريخ!

 

الزوق في تفسيرات اسمها

 تكثر التفسيرات وتتباين حول معنى كلمة زوق فهي جزء من أسماء أماكن عديدة في لبنان، وهنالك تفسيرات ثلاث:

- ­ كلمة زوق تحريف للكلمة الآرامية "Daouquo" التي تعني الحارس والناطور والمراقب.

- ­ قد تكون تحريفاً لكلمة "Douk" ومعناها المكان والمحلة والموضع.

- ­ قد تكون تحريفاً لكلمة "Shouko" الآرامية التي تعني السوق.

 أما الأب لامنس فيعتقد أن الكلمة هي تركية الأصل. ويعتقد بعض المؤرخين أن كلمة زوق هي تركمانية وتعني مستوطنة عشائرية وهذا التفسير قد يتفق مع الواقع التاريخي.

جغرافياً تضم زوق مصبح سهلان الى المناطق السكنية والصناعية. السهل الأول بحري (الوطى) ، يمتد من مصب نهر الكلب جنوباً حتى الحدود مع زوق مكايل شمالاً، وهذا السهل، الذي اشتهر بطابعه الزراعي في السابق، بدأ منذ أوائل السبعينات يتحوّل الى منطقة سياحية تحتوي على منتجعات سياحية. والسهل الثاني نهري (مخاضة نهر الكلب) وقد حافظ على الطابع الزراعي حتى الآن،ومن أخص انتاجه الليمون الحلو. وفي زوق مصبح منطقتان صناعيتان (غلان والشاوية) وهما من أهم المراكز الصناعية في لبنان، أما المناطق السكنية فيها فلا تزال تنمو بشكل عجيب جاعلة من هذه القرية الوديعة مدينة لا يقل عدد سكانها عن الـ20 ألف نسمة.

لا يتوفر تاريخ واضح للبلدة خلال العصور الوسيطة أي قبل 1291، بل ان اسمها لم يكن "زوق مصبح" فهي اكتسبته بعد أن سكنها التركمان.

 بعد خراب كسروان على يد المماليك، توطّن العسافيون التركمان في الأزواق: زوق العامرية (عمارة شلهوب حالياً)

وزوق مصبح وزوق مكايل، وكان كل "زوق"، أو مركز عسكري، يستوعب 300 جندي، يتناوبون شهراً في كل مركز. ومركز "الزوق" في زوق مصبح، هو منطقة الخرايب أو "خرائب الملوك"، وموقعه مكان دير المسيح الملك. أما سكن عائلات الجنود، فكان خصوصاً في ما يعرف اليوم بـ"حي السيدة".

 

  في العصور الحديثة

في المعركة التي دارت سنة 1516 في مرج دابق وانتصر فيها بنو عثمان على المماليك، انحاز بنو عساف الى العثمانيين، فأبقاهم السلطان سليم الفاتح ولاة على كسروان. وفي تلك الحقبة بدأ الموارنة بالنزوح من بلاد جبيل (خصوصاً) للسكن في كسروان، فأتت الى زوق مصبح عائلات من حاقل وجاج وغلبون وسواها، حتى أصبحت سنة 1701 احدى أكبر قرى كسروان. وما بين أوائل القرن السابع عشر وأواسط القرن الثامن عشر مرّت البلدة بمرحلة ازدهار كبير حتى قال "الحتوني": أما زوق مصبح، فكانت حتى نصف الجيل الماضي (القرن الثامن عشر) أكبر قرى كسروان، تنطوي على نحو ألف بيت، مشتهرة في متجرها وسكانها، وفيها عدد وفير من الحوانيت، يتوارد إليها الناس لقضاء أغراضهم وابتياع لوازمهم. ثم أخذت تنحط يوماً فيوماً حتى أمست الآن (أواخر القرن التاسع عشر) من القرى الصغيرة، تحوي نحو مئة بيت ولا يُرى من حوانيتها إلا رسومها ورسوم بعض بيوتها...".

 

  خمر وحرير

 يعزى ازدهار زوق مصبح في تلك الحقبة الى قربها من ولاية بيروت، ومد مياه الري الى وطى نهر الكلب حيث يعود تاريخ بناء القناة ذات القناطر على يد الأمير حيدر الشهابي الى العام 1706. وقد اشتهرت الزوق أكثر ما اشتهرت بجودة خمرها، حتى قال طنوس الشدياق: "... ومن قرى كسروان الكبار زوق مصبح، وخمرها أجود خمر لبنان". كما جاء في كتاب "مراسلة الشرق" أن شواطئ كسروان "تنتج أفضل خمر لبنان، ذلك الخمر الذي يسمى "خمر الذهب". وهذه الشهرة الذائعة الصيت جعلت اسم العنب المصبحاني" بديلاً لاسم عنب المرويح والمقصيص. وفي معرض الكلام على أجود الصناعات في القرن التاسع عشر ذكر خمر الزوق في كتاب "لبنان مباحث علمية واجتماعية" و"اشتهر في السوق صابون الشويفات وعرق زحلة والزوق...".

 أما التوت، الضروري لإطعام دودة القز فقد سمحت الأراضي الواسعة في زوق مصبح بزراعته فازدهرت فيها صناعة الحرير، لذا لم يجد الأمير بشير الثاني أنسب من أهالي زوق مصبح لإيكالهم تعليم المصريين صناعة الحرير بعد أن طلب منه خديوي مصر ذلك. وحول هذا الموضوع ورد عند الحتوني ما يأتي: "سنة 1824، طلب محمد علي خديوي مصر من الأمير بشير رجالاً من لبنان ليغرسوا أغراس توت لتربية دود الحرير في القطر المصري، فأرسل الأمير المذكور جرجس الزند من زوق مصبح وابن عمه شاهين وأخذا معهما نحو 30 عائلة أغلبها من زوق مصبح لمباشرة ما ذكر، ومنذ ذلك الحين درج استعمال دود الحرير في القطر المصري". ولم يحتل الزيتون المركز الزراعي الأول في زوق مصبح إلا مع أوائل القرن العشرين. وفي العام 1820 وبعد عصيان أهالي جبيل على دفع "الميري" الجائرة الى الأمير بشير، سار هذا الأخير الى جبيل لتأديبها، وضرب موعداً للمشايخ الشوفيين حلفائه أن يوافوه الى نهر الكلب.

"أما المشايخ، فلما أقبلوا على نهر الكلب، تصدى لهم نحو ماية رجل كسرواني في صخور اللويزة وأطلقوا عليهم الرصاص. واجتاز المشايخ النهر برجالهم ونهبوا دير اللويزة وزوق مصبح". ولما مرّ الأمير سلمان في زوق مصبح وجدها قفراً يباباً...".

 بسبب هذه الأحداث تعاظمت الهجرة الى القرى المجاورة. وما كادت الحرب العالمية الأولى تنتهي حتى وجد أهل البلدة أنفسهم وكأنهم أقل من عائلة واحدة. ثم ما لبث أن بدأ موسم الهجرة الى الأرض الجديدة وخصوصاً البرازيل والمكسيك. عادت البلدة لتشهد العمران والنمو مع أواسط القرن العشرين حيث وصلت المياه والكهرباء الى بيوتها وتأسست بلديتها وقام أول مصنع فيها وتكاثرت بيوتها وانتشرت في أرجاء البلدة.

 

 مغاور نهر الكلب

 من الطبيعي أن تكون ضفاف نهر الكلب مسكناً لإنسان العصر الحجري بالنظر الى توافر المياه والأمكنة المحصنة طبيعياً. ويقول المؤرخ فيليب حتي: "... وقد أجريت حفريات متعددة في مغاور نهر الكلب التي تشبه في تكوينها خلايا قرص الشهد، ووُجد أنها كانت مساكن للإنسان القديم والإنسان الحديث نسبياً". وقد توسّع العالم الألماني زوموفن في الموضوع وأشبعه درساً، وأثبتت الدراسات أن مغاور نهر الكلب كانت مأهولة في العصر الحجري الأول، أي قبل مئتي ألف عام. في إحدى النواحي التابعة لزوق مصبح نقش للفاتح البابلي الكلداني نبوخذ نصر (605 ق. م. ­562 ق. م.)

ذكره الدكتور سليم هشي في كتابه "سجل محررات القائمقامية النصرانية"، ومما قاله حوله: "من المعالم الأثرية في هذه القرية (زوق مصبح) أعمدة أسطوانية الشكل نقش عليها نبوخذ نصر الثاني كتابة متنوعة.. على الضفة نفسها، وبالقرب من الجسر الحديث اكتشفت نقوش باللغة البابلية القديمة تعود الى نبؤخذ نصر الثاني يعدد فيها ممالكه وحملاته على لبنان". منطـقة زوق مصبـح غنية بالآثار والكهوف والمغاور. ويقول أرنست رينان في كتابه "مهمة الى فينيقيا": "بالقرب من عيـنطورة (كسروان)، يوجد مدافن محفورة في الصخر. ويقال أنه يوجـد في دير اللويزة كهف كانـت تقام فيه عبادات وثنية". وعلى الأرجح فإن الكهف الذي ذكره رينان هو الكهف المعروف بمغارة الأخ غسطين" بالقرب من دير اللويزة.

 

 مغارة الأخ غسطين

 يعود سبب تسميتها الى أن أحد النساك ويدعى غسطين كان ينام فيها بعد انتهائه من العمل. وتقع هذه المغارة الأثرية المهمة قرب دير المسيح الملك، وهي على جانب كبير من الأهمية التاريخية من جهة لأنها ما زالت على كيانها، ومن جهة أخرى لأنها طبق الأصل للمدافن الفينيقية المختصة بالأثرياء. وتتطابق هندستها تماماً مع ما أورده العالم الفرنسي فيليون عن مميزات المدفن الفينيقي غير أن هذا المدفن محفور بالصخر وليس مبنياً. ويشكل المكان الذي حفر فيه هذا القبر حائطاً طبيعياً، من المستحيل الوصول الى بابه إلا جانبياً في لحف الجبل. ويبلغ عرض فتحة القبر من الجهة الغربية 110 سنتم وعلوها 90 سنتم. وللفتحة ثنيات لا تزال واضحة تماماً تمكن الحجر الضخم الذي كان يسدها من أن يكون محكم الإغلاق، وهو مزحزح حالياً من مكانه. وتقع الفتحة على مستوى أعلى من أرض القبر، لذلك ينزل الداخل الى درجة علوها نحو 50 سنتم، وعلى جانبي الفتحة شبه قاعدتين. وبين سقف القبر وسطح الصخر الذي يعلو القبر بنحو خمسة أمتار نفق عامودي محفور، كما يوجد داخل المغارة ناووسان محفوران في جدرانها.

 

مغارة اللويزة

اكتشفت مغارة اللويزة أثناء حفر ساحة مدرسة اللويزة (الحجرية) عام 1966 وهي قبر قديم، محفور في الأرض على شكل بئر، إلا أن معالمها زالت مع الوقت. كانـت جدرانها في ذلك الحين مطلية باتقان بالطين والكلس، تماماً كما كان أجدادنا يطلون آبارهم اتقاء لرشح المياه منها. وقد وجدت في هذه المغارة أوان معدنية وسيوف وقطـع فخارية كثيرة لا يـزال معظـمها محفـوظاً فـي دير اللـويـزة.

 

خرائب الملوك

مغارة خرائب الملوك هي الآن مزار ومعبد على اسم العذراء في باحة دير المسيح الملك. وليس من المؤكد أنه عثر على أي آثار في هذه المغارة التي قد تكون طبيعية وغير مستخدمة في السابق كمدفن، استناداً الى ما جاء في كتاب الأب سليم رزق الكبوشي، الذي يقول: "إن العمال قد اكتشفوا أثناء الحفريات من الجهة الغربية مغارة طبيعية تحت الأرض".

 
مواقع أخرى

 مغارة غلان هي مدفن في الأرض، كان يمكن النزول إليها بدرج حجري مقصوب متقن ينتهي بغرفة كبيرة مهملة. إلا أن الإهمال طالها كما الكثير من مثيلاتها، فقد ردمت وبني فوقـها موقـف للسيارات. وكان الأهالي يسمونها "قـبر اليهودي"، من دون أن تعرف أسـباب هذه التسمية. وعلى جانب الطريق التي كانت ما بين زوق مصبح العليا وحقلة الذهب (أدونيس حالياً) كان يوجد ناووس حجري كبير على حافة نزلة "بابا" وهو بحال سليمة ومتقنة الصنع، وهذه النواويس الحجرية دليل على وجود سكاني قديم جداً في البلدة. وفي أثـناء شـق طريـق العقبة في أوائـل الخمسـينات عـثر على كميات كبـيرة جـداً مـن العظـام البشـرية في موقع التراب بـين قايـوز والعقـبة، وهـذا مـا يفسـر اسـم الموقـع الذي يعـني الجبّانـة أو المقبـرة. وكان أحد أبناء البلدة وهو يوسف أبي عون (1881-1979) يخبر أنه وفي أوائل القرن العشرين وبينما كان بعض الأهالي ينقبون الأرض في محلة قايوز لكي يتم نصبها بالزيتون، عثر على بقايا عظام بشرية كثيرة في تلك المحلة. وكـل هـذه دلائل على أن بلـدة زوق مصبح كانـت في الماضي القديم عامرة بالسكان لأنـه ليس من عادة المسيحيين دفن أمواتهـم في التـراب، فهـذه عادة وثنية.

 

 معالم روحية

في مطلع القرن الثامن عشر بنيت في زوق مصبح كنيسة سيدة الوردية التي كانت الأكبر في كسروان في ذلك الوقت، وهي أقدم كنيسة رعوية قائمة في البلدة. وقد بنيت هذه الكنيسة مكان أخرى أقدم عهداً كانت على اسم السيدة العذراء. ويعتبر البناء ضخماً بالنسبة لتاريخ تشييده وكأنه قلعة حيث قام على القواعد الهندسية التي تميّزت بها الكنائس المارونية من القرن الحادي عشر حتى أوائل القرن العشرين: فأحجارها مقصوبة ومعقودة عقداً متقناً ولها أبواب واطئة وشباكان فتحا بعد اكتمال البناء كما يبدو. في الداخل لوحات زيتية ثمينة وذخائر لعود الصليب وبعض القديسين ومقصبات ومطرزات ومخطوطات وكتب قديمة. وفي العام 1965 دخلت الكنيسة في لائحة الجرد العام للأبنية الأثرية بموجب القرار رقم 433 بتاريخ 14 أيار 1965 الصادر عن وزير التربية والفنون الجميلة آنذاك.

 

 أما أهم دور العبادة الأخرى فهي: ­

- مار الياس الحي: كنيسة قامت على أنقاض كنيسة قديمة ويعود بناؤها الحالي للعام 1913.

-  ­ مار يوحنا المعمدان في محلة نهر الكلب يعود بناؤها للعام 1923.

- مار أنطونيوس: بنيت مع بداية السكن في محلة أدونيس عام 1962.

- ­ مار شربل: من أوائل الثمانينات في أدونيس.

- ­ دير سيدة اللويزة: بناه الشيخ سلهب الحاقلاني عام 1682 من ماله الخاص وعلى أرضه وأوقف له أرزاقاً كثيرة. وفي مكتبة الدير مخطوطات وكتب قديمة نادرة وثمينة وفيه لوحات زيتية ذات قيمة فنية كبيرة، الى متحف غني بالوثائق والمعدنيات والقماشيات البيعية.

 

 دير المسيح الملك

في المكان الذي شهد مرور ملوك الأرض حيث حفروا على صخوره آثارهم في نهر الكلب، وفي محلة خرائب الملوك، قرر الأب يعقوب الكبوشي إقامة نصب ضخم لملك الملوك، يسوع المسيح. دشن الدير في أواخر عام 1952 بعد تركيز التمثال الضخم فوقه والذي نفذه الفنان الإيطالي ارنستو بالنيي وهو يرتفع مع قاعدته نحو 57 متراً مواجهاً البحر وفاتحاً ذراعيه للجميع. والجدير ذكره أنه وأثناء الحفر لإنشاء باحة الدير اكتشفت مغارة طبيعية مجوفة تجويفاً جميلاً تم تكريسها لـ"العذراء ملكة الكون" وذلك في الباحة الأمامية للدير. أما تربوياً ففي البلدة مدرسة رسمية متوسطة ومدرسة وجامعة اللويزة ومدرسة خاصة في أدونيس. وقد اعتنت بلدية زوق مصبح بالبلدة من النواحي كافة، وهي منذ انتخاب رئيسها السيد الياس الحاج، وضعت نصب عيونها تحسين وضع البلدة والأهالي وتطويرها لمواكبة العصر. وبداية كما أخبرنا المسؤول الإعلامي ونائب رئيس البلدية الصحافي جورج مغامس، فقد أصبح للبلدة موقع على الإنترنت يغذّى تباعاً بأخبارها وشؤونها، كما وضع للبلدة نشيد خاص لحنه الاباتي فرنسوا عيد، وشعار خاص صممه فادي اسطفان. وبلدية زوق مصبح ناشطة جداً من الناحية الثقافية حيث تعنى دوماً بتشجيع الفنون كافة كما وأنها قامت بطباعة وتوزيع كتاب لأنور صابر بعنوان: "زوق مصبح ­ الشأن العام (1861-1998) " ونشاطات ثقافية أخرى. كذلك للبلدية نشاطات اجتماعية ومساعدات خيرية للأهالي والجمعيات والأوقاف لتشجيع مشاريعها الإنمائية والخيرية والصحية. واضافة الى مهماتها من إنارة، وضخ مياه وتزفيت، فالبلدية ناشطة بيئياً حيث وزّعت الأشجار والشتول والزهور في أنحاء البلدة، واهتمت بإقامة مشاريع صرف صحي بشروط بيئية وصحية، وأولت النفايات اهتماماً خاصاً. أما تنظـيمياً فقد انجزت الحلقة الأولى من مشـروع نُظُم المعلوماتية الجغرافية GIS والـتي تعنـى بترقـيم الشـوارع والأبنية مع خـرائـط واضـحة في متـناول الجمـيع. وحرصت البلدية على تجميل مدخل البلدة وطرقاتها العامة والداخلية حيث وزّعت المستديرات ­ الحدائق، مع الإنارة المميزة ولوحات من الموزاييك وحيطان الدعم الحجرية المحيطة بها. ومع بداية عهدها الجديد، تسعى البلدية لإكمال ما بدأته من تأهيل للأماكن التراثية في البلدة، كما أنها بصدد تحويل بعض المناطق الحرجية والمزفتة الى واحات خضراء مرصوفة ومضاءة لهواة المشي. وفي إطار الرياضة أيضاً فقد أصبح مشروع المجمّع الرياضي جاهزاً للتلزيم وسيكون ضخماً بحيث تتسع مدرجات ملعبه المقفل لنحو ألف شخص، وتأمل البلدية أن يجمع هذا المشروع شباب البلدة والجوار تحت سقفه في رحاب التواصل والتفاعل الصحيين.

 

 نقش نهر الكلب

 في نص نبوخذ نصر المنقوش على اللوحة الصخرية الآتي: "ثقة مني بقوة الإلهين نابو ومردوك، نظمت حملة عسكرية ضد لبنان. وقد جلبت المسرّة والبهجة الى تلك البلاد، بطردي كل عدو والقضاء عليه في طول البلاد وعرضها. وقد اجتزت ودياناً عميقة وفتحت لجيشي مسالك في الصخر. وحيث اعترضني الصخر كنت أفتته، وهكذا أنشأت طريقاً مستقيماً ممهداً لنقل خشب الأرز. وقد وفّرت للبنان الطمأنينة والسلام، وأزلت عنهم كل ما من شأنه أن يعكر صفو الحياة. ولكي يعتبر كل طامع في أرضهم، فلا تحدثه نفسه بالاعتداء عليهم، فإني قد أقمت نصـباً عليه تمـثالي، شـاهداً أنني على هذه المنـطقة الملك الذي لا زوال لملكه".

 

عائلات زوق مصبح

 الزند، عزيز، عوكر، الحاج، عقيقي، صابر، مغامس، الهاشم، القسيس، صفير، سعاده، خليل، شلهوب، أبي فاضل، مطر، مسعود، حكيّم، سلامة، زغيب، جواد، أبي عون، درويش، العضم، غانم، مرعب، المزوق، عبود، مهنا، بريقع، سرور، أبي فاضل، الزعني، معلوف.

 الزوق على الإنترنت www.zoukmosbeh.com

 

 نشيد زوق مصبح

 نظم النشيد جورج مغامس ويقول مطلعه:

 يا تراب الزوق يا عطر السماء                     من حكايات بماض ما انطوى

 في تلال الشمس أسلاف لنا                         من تقاهم، من رؤاهم والجنى

 كم غزاة أحجموا دون المنى                        فاهتفي يا مصبح الزوق بنا:

 متحف التاريخ في سفر الضياء                     سوف نعلي في مغانينا البناء

 أوقفوا للعلم خيرات الحصيد                        عرس أمجاد قديم وجديد

عند نهر صانه الوعر العنيد                         هيئوا للغد أجيالاً تجيد

مرجع زوق مصبح: أصالة ورسالة الأستاذ أنور صابر 1995