- En
- Fr
- عربي
فنون احترافية
فنان يكتب بالحب تاريخاً للفن
بعد طول غياب، يعود الفنان التشكيلي زوهراب في “عالم تحت الشمس" وهو معرض فردي جديد استمر من 5 ولغاية 30 تشرين الثاني في غاليري""Surface Libre d'art.
وعالم زوهراب، عالم نوراني، ملتحف بالطبيعة منبع الإنسان والطفولة، ينطلق من الواقع ليبلغ أحلامه التي لا تدركها ماديات الحياة. يرمز في لوحاته الى الطهارة والفرح، فيدعو الى الدخول الى وجدانها، لرؤيته كما هو.
خمسون سنة من العطاء الفني، فمنذ 1956 وهو يتنقل من لبنان الى روما وفيينا والبندقية وأليبو وقبرص وكاليفورنيا والكويت... شارك في معارض مختلفة، توّجت تاريخه الحافل بالغنى. أدرك موهبته منذ سنيه الأولى، وأيقن أنه إذا أوقف دراسته لن يبقى له سوى الفن، لكنه لم يتوقف عند الموهبة بل استكملها بالدراسة المستمرة. يحب الموسيقى وديكور المسرح وإخراج الفيديو وكتابة الشعر.
لوحاته تداخل واضح بين الطبيعة والإنسان، يظهر فيها مدى الارتباط الوثيق بينهما، خصوصاً في رسم الشخصيات حافية، محاطة بالنبات والورود والأشجار.
يعطي من جسده ليتوحد بلوحاته ويستخدم أنامله الخلاقة ليمزج بين روحه واللوحة، لا يرسم ما يراه بل ما يعيش ويشعر. عندما يشعر بالرغبة في الرسم، لا يتوانى عن العمل في الليل والفجر، حين ينعم بالسكون والهدوء.
رسومه إحساس داخلي، لا يتم إلا إذا توافقت وتكاملت العناصر الخمسة الأهم لديه: اليد، القلب، الفكر، الروح، النظر. بها جميعاً تتكوّن اللوحة. والروح هي التي تعمل لا اليد، إذ أن فنه، بالنسبة اليه، ليس مجرد صناعة، بل إحساس متكامل داخلي.
يركز على الإنسانية والحياة بمراحلها الممتدة من الطفولة الى الشيخوخة، وعمادها الحب والأمل. لذلك نقرأ في كل لوحة معاني الحب المختلفة. فتارة تظهر الأمومة، وطوراً العائلة، وأحياناً قبلة شفافة لعاشقين، تحتضنهما الطبيعة بألوانها الزاهية.
بعد غياب، يشعر زوهراب بالحاجة الى قول شيء جديد وبالقدرة على تقديم الجديد. ضم معرضه “عالم تحت الشمس" تسعاً وسبعين لوحة توزعت على التقنيات العشر: ثماني لوحات من الأقلام الملونة، لوحتان من الحبر الصيني، لوحتان من السانغين شولك، لوحتان من شاركول )فحم( باستيل زيتي، لوحتان من شاركول واكريليك، لوحتان من الحبر الصيني الملوّن، عشر لوحات من الغواش، عشر لوحات من الأكواريل )الألوان المائية,( عشر لوحات من الباستيل، إحـدى وثـلاثون لوحـة زيتية.
ويـقدم أيضاً، لوحـات مختلـفة في لوحـة واحدة، هي لعبة تمـازج في المواضيع بأحاسيس عـدة. أما الخـيوط البيض البارزة في اللوحات، فهي شـعاع نـور يمنح الحـياة للوحة التي تتوازن، من خلال كل خط صغير أو كبير فيها، وفي كل زاوية من زواياها. فحين تلحق بالخطوط تظهر أمامك ملامح اللوحة في معناها ومضمونها. زوهراب هو ابن الكلاسيكية وشاعر الحداثة، وهنا سر فرادته.
تصوير: المجند أيهم ضاهر