مؤتمر

زيارات ميدانية
إعداد: باسكال معوض بو مارون

ضمن أعمال المؤتمر استضاف المركز الإقليمي للأعمال المتعلقة بالألغام في ثكنة عصام شمعون في النبطية الوفود الأجنبية المشاركة فيه حيث اطلعت على نشاطات المركز في مجال نزع الألغام والقنابل العنقودية ومساعدة الضحايا، وذلك في حضور رئيس المركز اللبناني للأعمال المتعلّقة بالألغام العميد محمد فهمي ومسيّر أعمال المركز في النبطية الرائد بيار بومارون.
في البداية رحب العميد فهمي باسم قائد الجيش العماد جان قهوجي بالوفد الذي ضم حوالى 400 شخص من جنسيات مختلفة، موضحًا «أن 55 مليون متر مربع من مساحة لبنان كانت ملوّثة بالقنابل العنقودية عقب انتهاء عدوان تموز 2006، غير أن الجيش بالتعاون مع الجمعيات المحلية والدولية، استطاع تنظيف ما يفوق ثلثي تلك المساحة وبقي الثلث الأخير منها». ولفت إلى «الحاجة الماسة الى تمويل تفوق قيمته 80 مليون دولار لإكمال تنظيف ما تبقى، لتصبح مناطق الجنوب خالية من القنابل نهاية العام 2016 وخالية من الألغام نهاية العام 2020».وشدد على أن «الخبرات البشرية لا تنقصنا ولبنان قادر على مساعدة الدول المشاركة في المؤتمر وغيرها بما اكتسبه من خبرات نوعية في هذا المجال، علماً أن الجيش أنهى المسح التقني محدِّداً المساحات التي لا تزال ملوّثة»، مشيرًا إلى «أن العمليات الإنسانية لنزع الألغام والقنابل العنقودية كافة تنضوي تحت إشراف الجيش، إلا أننا نؤمن بالتعاون والشراكة الحقيقية مع القطاع الخاص والمجتمع المحلي والجمعيات الأهلية مما يعطي نتائج فعّالة على الصعيد الوطني.
وختم العميد فهمي حديثه بالقول: نحن شعب محبٌ لأرضه، متعدد الثقافات والحضارات ومصمم على التقدّم إلى الأمام وليس العودة إلى الوراء، ونحن نعمل دائمًا سواء توافر التمويل أو لم يتوافر.
بعدها ألقت مديرة تعزيز الوقاية في جامعة البلمند حبوبة عون كلمة عن دور الجمعيات الأهلية في مؤازرة الجيش، والإهتمام بتوعية أهالي القرى المصابة وبمساعدة الضحايا وإعادة إدماجهم في المجتمع.
ونفّذ فوج الهندسة بالتعاون مع «الهيئة الصحية الاسلامية» مناورة تدريبية على طرق نزع الألغام والقنابل العنقوديـة وإخلاء المصابين من المناطق الملوثـة، تـلاه عرض وثائقي لخطوات دمج المصابين وتأهيلهم في مجتمعاتهم. ثم تناولت الوفود طعام الغداء في الثكنة وجالت في معرض نظّمتـه الجمعيات الأهلية المدنية العاملة في مجال نـزع الألغـام والقنابل العنقودية او تأهيل ضحايا هـذه الآفـة حيـث رســم حرفيـون على الزجاج وصنع آخرون أوانـي فخاريـة وسـلالاً مـن القـش تسويقـًا للتراث اللبنانـي.
في موازاة ذلك، زار وفد آخر ضمّ ممثلين عن الدول المشاركة في المؤتمر ومصابيـن بالألغـام من مختلف الدول الأوروبية والأفريقية مجمّع نبيه بري لتأهيل المعوقين في الصرفند، حيث كان في استقباله رئيسة الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين السيدة رندة برَي وأعضاء الجمعية ومديرة المجمّع مهى جباعي.
قام الوفد بجولة استطلاعية على أرجاء المجمّع ولا سيما الأقسام المتخصصة بالأطراف الإصطناعية وتصنيعها والعلاج الفيزيائي والتقديمات لمصابي الألغام والقنابل العنقودية.
وشدّدت بري في كلمة لها علـى ضرورة تكثيف الجهد الدولي وممارسة الضغوط لوقــف استخدام القنابـل العنقوديــة باعتبارهــا سلاحًا محرّمًا دوليًـا، وإيجاد الآليات والتمويل لمساعدة الدول المتضررة منهــا، مؤكّـدة أن «ما من دين ولا أخلاق ولا قانـون يسوّغ للكيان الإسرائيلي ارتكاب مثل هذه الجرائم بحق الإنسان فــي لبنان وفلسطيــن، تارة بالإحتــلال وتــارة أخرى بالقنابــل العنقوديــة».