تحية لها

زينب عبد الرؤوف سلام: لا شيء مستحيل ونقطة على السطر

تسلُّق الجبال كان حلمها منذ الصغر، كبرَ التحدي في داخلها وقادها من تسلّق جبال لبنان الصخرية إلى تسلّق جبال الهملايا الجليدية. الرياضية زينب عبد الرؤوف سلام حملـت علـم لبنـان وعلـم الجيش ومضـت في مغامرتهـا إلـى القمة.
في البداية تردّدت كثيرًا، تسلّق الهملايا مغامرة محفوفة بالمخاطر، فيها تحديات كبيرة مادية وتدريبية، فالجبال اللبنانية صخرية فقط، وبالتالي لم يكن التدريب المحلّي مُتاحًا. وفق ما تشرح زينب. غير أنّ الحلم ظلّ يلحّ عليها فقرّرت تخطّي التحديات ومواجهة الصعاب مدعومة بتشجيع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وقائد الجيش العماد جوزاف عون. حملتُ أعلام لبنان والجيش و«فجر الجرود» ومضيتُ، تقول زينب.

 

الإيمان والعزم سلاحًا
كانت زينب اللبنانية الوحيدة ضمن مجموعة من 40 شخصًا جاؤوا من دول مختلفة للمشاركة في مغامرة تسلّق قمة على ارتفاع 6189 مترًا، وهي تتحدّث عن هذه التجربة قائلةً: انتابني الخوف من عدم القدرة على المتابعة والوصول إلى القمة مرارًا، إلّا أنّي تسلّحت بالإيمان والعزم، كنتُ أتخيّل لحظة الوصول إلى حيث سأزرع الأمانة، فترتفع معنوياتي من جديد. وهكذا أصبح الحلم حقيقة ورفعت أعلام بلادي والجيش و«فجر الجرود» على قمة جبل «آيلاند بيك» في إنجاز غير مسبوق».

 

شغف لا حدود له
تحمل زينب إجازة في العلوم المخبرية، وهي موظفة في المختبرات التابعة للمستشفى العسكري المركزي ومسعفة في الصليب الأحمر اللبناني، لكن ذلك لا يحدّ من شغفها الرياضي بما يتطلبه من تدريب، فهي تواظب على ممارسة النشاطات التي يتطلبها كالتخييم واجتياز مسافات طويلة فضلًا عن اختبار مغامرات جديدة. هي فتاة بدأت تمارس هوايتها فعليًا بتسلّق الجبال اللبنانية في عمر الـ15 سنة، تعشق المغامرات وتحبّ ملء وقتها بالنشاطات، الراحة في ساعات النوم فقط...
ماذا علّمتها هذه التجربة؟ علّمتها أن لا شيء مستحيل عندما يواظب الإنسان على السعي إلى هدفه. وهي تؤكّد: «أن تكوني أنثى لا يعني أن تعجزي عن تحقيق حلمك أيًّا كانت الصعوبات، ونقطة عالسطر».