كلمتي

زينة العيد
إعداد: العميد الركن صالح حاج سليمان
مدير التوجيه

هذا هو الوطن من أقصاه الى أقصاه وقد احتفى بالجيش، فذكّر بمآثر جنوده وعدّد إنجازاته، وجدّد الوفاء له، ومدّد الإتكال عليه في كل استحقاق، ومن ثمّ، أحيا الوعد بأن يكرّمه في كل صيف، وعند كل حصاد: أول آب.
الزينة في كل مكان، من المدينة الى القرية، مروراً بكل روضة وساحة. البعض يرى أن تلك الزينة هي رزمات الزهر وعبارات الثناء، والبعض يرى أنها هؤلاء الجنود وقد توزّعوا هنا وهناك في أرجاء البلاد، فجعلوا من كل يوم من أيام الوطن عيداً: هنا دورية وهنا قافلة، وهناك جندي يتابع رياضته الصباحية، وآخر يحمل محفظته قاصداً بلدته أو عائداً منها. والبعض يراها في وجوه شبان يافعين يمرون بالمراكز العسكرية مستفسرين عن شروط الإنتساب الى المؤسسة الأم، أو يراها في عسكريين متقاعدين يعرف الجميع أنهم تربّوا في مدرسة الجيش على الرغم من أن البزة المرقطة قد تقاعدت عن أجسامهم، وذلك من خلال كل عمل يقومون به، أو كل كلام ينطقون به، كيف لا وقد وزّعوا العمر، طفولة وشباباً وكهولة، ما بين البيت والثكنة، لا بل بين الأهل ورفاق السلاح فاكتسبوا طابعاً خصوصياً يميّزهم عن كل الناس؟
بدورها، قيادة الجيش، وفي مبادلة للمعايدة والتكريم، تدعو عسكرييها الى توثيق العلاقة مع مواطنيهم، والبقاء الى جانبهم في كل ظرف، مؤكدة أن مواجهة العدو عند الحدود تتساوى مع حفظ الأمن والاستقرار في الداخل ولا تعطّل إحدى المهمتين المهمة الأخرى، خصوصاً إذا ما أدركنا أن معظم ما نعانيه هنا يعود الى ألاعيب العدو نفسه، والى مؤامراته الدائمة الهادفة الى إشعال فتنة هنا وإحياء أزمة هناك، وآخر تلك المحاولات كانت شبكات العملاء التي تمكّنت من التقاط صيد خفيف لا يفيد من يقف خلفها في شيء، وقد تمّت إزالة آثارها السود من سجلات البطولة وعن لوائح المآثر التي توالت وتتابعت في تاريخ هذا الجيش، منذ العام 1945 حتى اليوم.
وجدّدت القيادة في العيد، الإشارة الى أن تضحيات العسكريين، والتزامهم عقيدة جيشهم، وإيمانهم بأن أرض وطنهم مقدسة ولا يمكن أن يفرّطوا بشبرٍ واحد منها، وأن أمن المواطنين خط أحمر... أمور، لا بل مسلّمات ومبادئ مستمرة ولا ترتبط بأي شرط، لكنّ ذلك يستحق المقابلة بتجهيز عتاد وتأمين سلاح، لا يكتمل بناء جيش متطور من دونهما.