ذكراهم خالدة

ساحة في بيروت على اسم العقيد الشهيد نور الدين الجمل
إعداد: نينا عقل خليل

برعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي، ولمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد العقيد المغوار نور الدين الجمل في أثناء التصدّي للإرهاب في عرسال، أقيم احتفال أزيحت خلاله الستارة عن لوحة تذكارية للشهيد الذي أطلق اسمه على الساحة المقابلة لجامع عبد الناصر في منطقة كورنيش المزرعة.
حضر الحفل النائب عمار حوري ممثلًا الرئيس سعد الحريري، العميد أسامة العطشان ممثلًا قائد الجيش العماد جان قهوجي، وشخصيات رسميّة وفعاليّات سياسية واجتماعية واقتصادية وعسكرية ورياضية، إلى عائلة الشهيد وعدد كبير من الضباط ورفاق السلاح ووفود شعبية.
بعد النشيد الوطني ولحن الموتى عزفتهما فرقة موسيقى الجيش، ودقيقة صمت عن أرواح شهداء الجيش اللبناني، عرض فيلم وثائقي عن حياة الشهيد المغوار نور الدين الجمل وإنجازاته الميدانية ومناقبيته العسكرية. ثمّ أزيحت الستارة عن النصب التذكاري وتمّ وضع إكليلين من الزهر باسم قائد الجيش وباسم رئيس المجلس البلدي في بيروت.


عائلة الشهيد
تخلل الاحتفال كلمات من وحي المناسبة. وكانت الكلمة الأولى لرئيس المجلس الثقافي الإنمائي لمدينة بيروت محمد أحمد مختار العاصي الذي اعتبر «أن الجيش هو الحامي والقاسم المشترك... والجامع المشترك».
ثم ألقت عقيلة الشهيد سناء الجمل كلمة العائلة، فشكرت الحضور، وأكدت أن «تضحيات نور الجمل ورفاقه لن تذهب هدرًا، وبدماء الشهداء انتصر لبنان على المؤامرات».
وقالت: إنها مشيئة الأقدار التي تتلاعب بنا تلاعب الريح بأوراق الخريف فتفرقها. لقد حملتك رياح المجد والعز إلى حيث لا وجع ولا ألم ولا حزن، إلى جنان الخلد لتهنأ مع رفاقك الشهداء الذين بذلوا الروح لتسلم أرواح الآخرين...
ربما كنت الوحيد الذي لم يخلط بين واجباته الوطنية العسكرية وبين واجباته العائلية ايمانًا منه بأن العائلة هي أساس الوطن، فمن ربى عائلة متماسكة ربى وطنًا متماسكًا. لقد كنت نعم المقدم في عائلتك وفي الوطن، وحين خيّرت بين الوطن والعائلة اخترت الوطن واخترت القسم، فماتت الأنانية الفردية، كبرنا بك وكبر بك الوطن...
وتابعت قائلة: ما تشعر به عائلتك يشعر به رفاق دربك من العسكريين الذين كنت ترعاهم رعايتك لأولادك، لقد استشهدت لتؤمن لهم الحياة، فكنت نعم القائد الذي يمشي أمام جنوده في المعركة لا الذي يصدر الأوامر عن بعد. فتحية لك ولكل الجيش اللبناني قيادة وضباطًا وجنودًا، وكأني أسمع صوتك من عليائك ينادي الشعب، وكل الشعب بأن يتوحد وراء جيشه، أمام المخاطر التي تحف بنا من كل جانب...


بلدية بيروت
وألقى الدكتور بلال حمد رئيس بلدية بيروت كلمة حيّا فيها ممثل قائد الجيش وعائلة الشهيد البطل وأعضاء المجلس البلدي في بيروت وقال: «في عيدك أيها البطل، عيد الجيش نتذكر كل الأبطال الغرّ الميامين، ونتوجّه إلى روحك الطاهرة وإلى أرواح كل شهداء الجيش اللبناني بالتحية الدائمة، فالأبطال الشهداء هم قوة الأرض ودماؤهم الزكية رمز العنفوان واستشهادهم شهادة للحق والاعتدال في وجه كل تطرف واستبداد».
وقال: «احتفالنا اليوم لافتتاح ساحة باسم الشهيد العقيد المغوار نور الدين الجمل بقرار من المجلس البلدي في مدينة بيروت وإزاحة الستارة عن النصب التذكاري، ليس ساعة للحزن بل ساعة للتاريخ الذي يؤرخ مآثر الشرفاء ومواقف الأبطال الذين وقفوا في اللحظة الحرجة كي يقولوا لن ينكسر وطن فيه رجال كشهيدنا نور الدين الجمل».

 

قيادة الجيش
العميد عطشان الذي ألقى كلمة قائد الجيش العماد جان قهوجي أكد أن قيادة الجيش لا تساوم على دماء الشهداء وهذه الدماء هي النور الذي سطع في سماء لبنان وكسر كل المؤامرات. ثم تلا نص الكتاب الذي وجّهه قائد الجيش العماد جان قهوجي إلى رئيس بلدية بيروت والذي أعرب فيه عن خالص الشكر والامتنان للمبادرة الكريمة.
وفي الختام شكر شقيق الشهيد العميد محمود الجمل الحضور، وقال: «من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلًا. هنيئًا لك أيها الشهيد، خلودك في عليائك. كبيرٌ أنت في تربّعك أعلى درجات في الجنة إلى جانب الرسل والأولياء والصديقين. لن نبكيك يا نور لأنه في استشهادك تبدأ حياة الخلود. ألم نتعلم أن الشهيد يعيش يوم مماته».
وأضاف: «في ختام هذا اليوم لا يسعنا كعائلة وآل الشهيد إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل لقيادة الجيش على رعايتها هذه المناسبة وللضباط والأفراد كافة على تضحياتهم المستمرة في الذود عن تراب الوطن وحدوده.
الشكر الجزيل لكل من ساهم وساعد في إنجاز هذا العمل الكبير إكرامًا لشهيد الوطن».
ثم قدّم ممثل القائد درعًا تقديرية لأسرة الشهيد.