سباق

سباق الـ«بولياتلون»... بات تقليدًا سنويًّا
إعداد: روجينا خليل الشختورة

لقاء رياضي يجمع المدنيين والعسكريين في مغامرة بين الساحل والجبل

 

للسنة التاسعة على التوالي، وبرعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي، نظّمت جمعية «بوليليبان» نشاطها الرياضي الثقافي اللبناني – السويسري «بولياتلون الأرز» و«بوليليبان»، وذلك بمشاركة الجيش اللبناني الذي تولّت لجنة منه برئاسة الرائد جوزيف ضاهر التنسيق ومواكبة الأحداث.

 

الافتتاح
أقيم حفل إطلاق النشاط في Colonel Brewery - البترون في حضور كلّ من قائد المركز العالي للرياضة العسكرية بالوكالة العميد جورج الهدّ ممثلًا قائد الجيش، ورئيس اللجنة العسكرية المنسقة الرائد جوزيف ضاهر والضباط أعضائها، ونائب رئيس بلدية البترون السيد أنطوان عيسى، ومؤسس الـ«بولياتلون» السويسري السيد رينيه بونيون، إلى رئيسة جمعية «بوليليبان» مايا بو نصار وأعضاء الجمعية وعدد كبير من الرياضيين والرياضيات وأصدقاء الجمعية.
استهلّ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، ثمّ كلمة للسيدة بو نصار رحبت فيها بالحضور وتقدّمت بجزيل الشكر إلى قيادة الجيش لرعايتها السنوية لهذا النشاط، بعدها كلمة بالفرنسية للسيد بونيون عبّر فيها عن حبّه للبنان جيشًا وشعبًا، وعن شغفه بأرض هذا الوطن وحرصه على المساهمة في المحافظة على جمال جباله وبحره وساحله... فكلمــة قائــد الجيــش ممثّـلًا بالعميد الهدّ.

 

كلمة صاحب الرعاية
استهلّ العميد الهدّ كلامه بالقول: مرّةً أخرى يتجدّد لقاؤنا اليوم في حفل إطلاق النشاط الرياضي المشترك بين الجيش وجمعية «بوليليبان» اللبنانية – السويسرية، تحت عنوان «بولياتلون». وذلك بعد أن أصبح هذا النشاط الرائع بمثابة تقليدٍ سنوي، يعبّر عن تقديركم للجيش اللبناني، والعلاقة المميّزة التي تجمع بين لبنان وسويسرا، إلى جانب التمسّك بالرياضة على أنواعها، مع ما يرتبط بها من النواحي السياحية والاجتماعية والثقافية، والتي شكّلت على الدوام وجهًا من وجوه حضارة هذا الوطن، وتميّز أبنائه بقيم الحريّة والانفتاح والإبداع في مختلف الحقول والميادين.
وأضاف: لا يساورنا أيّ شكّ في أنّ المشاركة المحلية والأجنبية الواسعة في هذا النشاط، كما جرت العادة خلال السنوات السابقة، هي خير دليل على محبّة الأصدقاء لهذا البلد، واستمرار ثقتهم بالمؤسسة العسكرية، التي تشكّل ضمانة أمن الوطن واستقراره، والمدافعة الصلبة عن رسالته، رسالة العيش المشترك والتآخي والتضامن بين مختلف مكوّناته.
ثمّ تابع متناولاً الروابط التاريخية المتينة والقواسم المشتركة بين لبنان وسويسرا، والتي استطاعت أن تطوي بُعد المسافة الجغرافية ما بين البلدين، وتروّض الحواجز والمصاعب كلّها. إنّها القيم والمبادىء الإنسانية والثقافية التي يؤمن بها كلا الشعبين الصديقين، ويعملان باخلاصٍ على نشرها، وما أحوج العالم في هذا الزمن الذي تضجّ فيه الحروب والصراعات والنزاعات إلى الاقتداء بهذه التجربة الرائدة، كونها السبيل الأقرب إلى تحقيق الاستقرار والسلام والازدهار للإنسانية جمعاء.
وقال العميد الهدّ: إنّ قيادة الجيش وعلى الرغم من الأعباء الجسيمة الملقاة على عاتق الجيش في هذه المرحلة الدقيقة، لا سيّما المعركة المفتوحة التي يخوضها ضد الارهاب على الحدود وخلاياه التخريبيّة في الداخل، تحرص على إيلاء الرياضة اهتمامًا خاصًا، وتثابر على تعميم مبادئها وأصولها، ونشر معانيها ودلالاتها بين العسكريين والمواطنين، وذلك انطلاقًا من الدور الذي تؤدّيه، سواء على صعيد تعزيز الروح المعنويّة والقدرات البدنيّة لدى العسكريين، أو على صعيد الإسهام في رفع مستوى الرياضة الوطنية والحفاظ على مكانتها الإقليمية والدولية، لتبقى عاملاً أساسيًا من عوامل التفاعل الثقافي والحضاري بين الشعب اللبناني وشعوب العالم كافة.
وختم شاكرًا باسم قائد الجيش العماد جان قهوجي، شاكرًا الدعوة الكريمة إلى رعاية هذا النشاط، وخصّ بالتحيّة والشكر الأصدقاء السويسريين وسائر الضيوف من الدول الصديقة، متمنيًا لهم أوقاتًا سعيدة في ربوع وطنهم الثاني لبنان.

 

هدف النشاط
يتميّز هذا النشاط بكونه مغامرة غير تنافسية، تجمع مشاركين لا تفرّق بينهم لا طائفة ولا مذهب ولا لون ولا مستوى اجتماعيّ، هدفهم جميعًا اكتشاف لبنان والتعرّف إلى بلداته والتلاقي مع أهل الريف، سواء كان ذلك سيرًا على الأقدام أو من خلال استخدام الدراجات الهوائية.
كما أنّ هذا السباق يشكّل مناسبة للتلاقي بين أشخاص يجمعهم حبهم للطبيعة واحترامهم للبيئة، وهو وسيلة لتعزيز قدراتهم الجسدية والمعنوية على التحمّل، وللتواصل بين المدنيين وعناصر الجيش اللبناني، منظّمين كانوا أو مشاركين.

 

«بولياتلون» من البترون إلى الأرز
انطلق نشاط الـ«بولياتلون» من ميناء البترون بمشاركة حوالى 150 مغامرًا ومغامرة بين مدنيين لبنانيين وأجانب من سويسرا، فرنسا، بريطانيا والصين، وعسكريين من فريق الجيش (من أفواج الأشغال المستقل، التدخل الثاني، المغاوير ومغاوير البحر).
بدأ المغامرون بمرحلة التجذيف Rafting أولاً لمسافة 3 كلم، تبعها 2 كم سباحة،  ثمّ انطلقوا على درّاجاتهم الهوائية لاجتياز مسافة 100 كلم مرورًا بأقضية الكورة، فزغرتا (محطة في مزيارة تخللها لعبة رمي القوس)، والضنية، وبشرّي وصولاً إلى منطقة أرز الربّ، ليتوّجوا المرحلة الأخيرة بـ12 كلم سيرًا على الأقدام، محقّقين بذلك ربط البحر بأعلى قمة في الشرق الأدنى، القرنة السوداء (3088 م)، خلال مدّة زمنية تقلّ عن 24 ساعة. ويجدر بالإشارة هنا، أنّ جميع المشاركين نفّذوا النشاط من دون تسجيل أي حادث يذكر، وكان فريق الجيش من أوّل الواصلين إلى الأرز.
 

الـ«بوليليبان»
بعد ذلك، أكمل حوالى 36 رياضيًا ورياضية النشاط في مرحلته الثانية، بجولة طويلة على الدرّاجات الهوائية تحت عنوان PolyLiban des 4 Cols ليجتازوا بدرّاجاتهم أصعب أربعة ممرّات جبلية تصل سلسلة جبال لبنان الغربية بسهل البقاع خلال أربعة أيّام (من 19 إلى 22 أيلول 2016.)
بدأوا جولتهم من منطقة أرز بشرّي وامتدّ مشوارهم على مسافة 360 كلم بين أقضية بعلبك الهرمل، كسروان، المتن، زحلة، البقاع الغربي، الشوف، عاليه، وبعبدا، اكتشف خلالها المشتركون أكثر من 50 بلدة وحوالى 200 معلم ثقافي وتاريخي وطبيعي، كما استمتعوا بالمناظر الجبلية والريفية الخلّابة وتفاعلوا مع جميع أهالي المناطق التي مرّوا فيها، وخصوصًا من خلال التعاون مع البلديّات والجمعيّات المحليّة. أمّا المسار الذي سلكوه فقد كان على النحو الآتي:
- اليوم الأول: من أرز بشرّي إلى دير الأحمر مرورًا بعيناتا، اليمونة، دار الواسعة، شليفا، بشوات، برقة، نبحة، والكنيسة.
- اليوم الثاني: من دير الأحمر إلى المتين مرورًا بشليفا، حدث بعلبك، عيون السيمان، فقرا، كفرذبيان، بقعتوتة، وادي الكرم، بسكنتا، صنّين، الزعرور، والمروج.
- اليوم الثالث: من المتين إلى عين زبدة مرورًا ببزبدين، قرنايل، كفرسلوان، ترشيش، زحلة، بر الياس، تعنايل، قب الياس، عمّيق، تل ذنوب، جب جنّين، وصغبين.
- اليوم الرابع: من عين زبدة إلى اليرزة مرورًا بخربة قنفار، كفريا، معاصر الشوف، الباروك، عين زحلتا، الرملية، عين الحلزون، الرجمة، عاليه، وبسوس.

 

الاختتام
اختتم النشاط بحفـل أقيــم في نـادي الضباط - اليرزة، في حضور العميد رياض ابراهيم ممثلاً قائد الجيش، الذي هنّأ الجمعية على تنظيم هذا النشاط السنويّ ونوّه بالمشاركة الفعالة للبنانيين والأجانب على حدّ سواء، وقدّم الهدايا التذكارية للمشاركين (لوحات حضرتها الجمعية، وهي رسومات ترمز إلى اجتياز سهول لبنان وجباله على الدراجات الهوائية...).
وفي الختام، قدّم أعضاء الجمعية الدروع التذكارية لممثل قائد الجيش ولرئيس اللجنة المنسّقة وأعضائها، لينتقل بعدها الجميع إلى حفل كوكتيل.