معالي وزير الدفاع الوطني في كلمته الشهرية

ستون من إستقلال وإرادة وانتماء وصمود ومقاومة

ليس الإستقلال منّة من أحد، ولن يكون، بل هو تجسيد لإرادة شعب في وطن له إرثه الحضاري والإنساني منذ كان متجذراً في التاريخ منتمياً لأرض تحوّلت الى منطلق لمنارات الحرف والإبداع والمنعة. وهو نتاج لتطلعات وطموح، من أجل حياة حرة لأبنائه.
ستون عاماً من استقلال لبنان الذي حمل رايته رجال من هذا الوطن، توحدت حولهم كل الإرادات وكل النوايا ليكون لبنان واحداً موحداً لأبنائه، الذين آمنوا به ميثاقاً وطنياً وخياراً نهائياً، فكان الإستقلال ممارسة وانتماءً وصموداً في مقاومة كل الرياح التي أرادت أن تعصف بهذا الوطن.
واحتفالنـا بالذكرى الستـين للإستقلال هذا العام يحمل الكثير من المضامين حول ما يعنيه لبنان وما تعنيه فكرة الإستقلال.
وفي لحظة إقليمية ودولية تستوجب منا اليوم وأكثر من أي وقت مضى أن نتمسك بمعنى هذا الإستقلال وبالدفاع عن مفهومه، وهو ما عبّر عنه اللبنانيون دائماً في نضالاتهم وفي أدق الظروف، وما أكده انتصار لبنان في مقاومته للإحتلال الإسرائيلي، وتحقيق الإنتصار، ودحر العدو الإسرائيلي، وتمسّك لبنان بموقفه الذي لن يحيد عنه بالسعي لتحرير آخر ذرة تراب من أرضه من الإحتلال الإسرائيلي، وبدوره العربي الرائد والذي تمثله هذه العلاقة الأخوية مع الشقيقة سوريا المتجسدة في وحدة المسار والمصير، وفي إقامة الجدار الصلب في مواجهة المخططات الجهنمية التي تحاك ضد منطقتنا.
في الذكرى الستين للإستقلال، يؤكد جيشنا الوطني معنى دوره التاريخي والوطني في أن يظل عماد هذا الوطن وعماد هذا الإستقلال، والحامي له. ويؤكد أبناء لبنان أينما وجدوا على أرض لبنان وفي أي بقعة من هذا العالم، أنهم نتاج إرادة لمصير واحد، يتمسكون بلبنان الوطن النموذج، أرض الإبداع والمقاومة، والفكر والتعايش والإستقرار، لهذا كان الإحتفال هذا العام يحمل عنوان التمسك بالثوابت التي قام عليها هذا الوطن وبالتطلعات التي يمتلكها كل لبناني من أجل لبنان الموحد.
لقد نجح اللبنانيون في تجاوز المحن، ونجحوا في إعادة إعمار هذا الوطن، ونجحوا في دحر الإحتلال الإسرائيلي، ونجحوا في الإمتحان الأهم، وهو تكريس معنى ومفهوم الوحدة الوطنية. وكل هذا هو نتاج لاستقلال وطني أراده اللبنانيون جميعاً لوطن بنيت أسسه على قواعد الحرية والديموقراطيـة والعدالة، وكلّها ركائز للميثـاق الوطني الذي سيظـل الجامع والمانع والمحصّن، انطلاقـاً مما أكدته تجربـة الستـين عاماً الماضية، والتي بلورت صيغة العيش الواحد التي أرادها اللبنانيون نبراساً يهتدون به في الإنتماء للوطـن الذي هو أقوى من أي انتمـاء.

صيغة العيش الواحد أرادها اللبنانيون نبراسا يهتدون به في الإنتماء للوطن.