طب وصحة

سرطان القولون أسبابه وتشخيصه وعلاجه
إعداد: نايلا عساف

البروفسور جورج الحاج بطرس، الكشف المبكر يضمن تلافي حصول 57% من الإصابات

الحرب ضد السرطان مستمرة، فالأطباء في مراكز الأبحاث لا يتوقفون عن البحث الدؤوب بهدف إيجاد العلاج الشافي له، واكتشاف أنجع السبل للوقاية منه؛ "الجيش" التقت رئيس قسم الجهاز الهضمي في المستشفى العسكري المركزي البروفسور جورج الحاج بطرس حول مرض سرطان القولون والتقنيات الجديدة الموجودة حالياً لعلاجه.

 

أسباب وأعراض

*  هل يمكن أن تحدثنا عن أبرز الأسباب التي دعتكم للاهتمام بسرطان القولون؟

- ثمة عدة أسباب لذلك، أولاً، في أكثر من 50% من الحالات يتم اكتشاف هذا المرض بعد أن يصبح في مرحلة متقدمة، وبالتالي يعجز الطب عن شفائه. كما أنه منتشر في كل أنحاء العالم، إذ أن الإحصاءات العالمية تؤكد أن الإصابات قد بلغت في العام 2004 المليون حالة، أما الوفيات فقد بلغت النصف مليون.

من جهة أخرى، لاحظنا أن هذا المرض يتفاقم في لبنان ويصيب أشخاصاً في عمر مبكر نسبة للاصابات في العالم.

 

*  ما هي أبرز أسباب سرطان القولون؟

- إن الأسباب المؤدية الى مرض سرطان القولون عديدة، من أبرزها: استعداد الشخص العائلي أو الجيني، ومن ثم أسباب تتعلق بالبيئة ومنها النظام الغذائي، التدخين، الكحول، التهابات القولون (المصران الغليظ) المزمنة، السمنة الزائدة، قلة الحركة، وعدم ممارسة الرياضة...

 

*  ما هي أعراض هذا المرض؟

- يبقى هذا السرطان مدة طويلة من دون أية عوارض، وهذا ما يفسر أننا غالباً ما نكتشفه في طور متقدم، أما أعراضه فيمكن أن تكون: اضطرابات في المسالك الهضمية، آلام في البطن، دم في البراز.

 

*  ما مدى انتشار هذا المرض؟ وما هي الخطوات المعتمدة في لبنان؟

ـ يأتي سرطان القولون في المرتبة الرابعة في سلّم أمراض السرطان في العالم. وهو يأتي بعد سرطان الرئة والثدي والبروستات ويكون المسبب الثاني للوفيات الناتجة عن أمراض السرطان عامة.

إلا أن نسبة انتشاره في العالم بدأت تتضاءل بينما هي في تزايد في لبنان.

وهـذا ما دعانا للاهتمام بالموضوع والتفـكير بتنـظيم حملة توعية وطنية هدفها توعية المواطن اللبناني حول خطورة هذا المرض وازدياد انتشاره في لبنان، إضافة الى تشجيعه وحثه على الكشف المبكر لهذا المرض وتوعيته حول سبل الوقاية منه؛ كما تطمح هذه الحملة الى دراسة الأسباب التي تؤدي الى ازدياد انتشار هذا المرض في لبنان وحدوثه في سن مبكرة.

 

أهمية الاكتشاف المبكر

*  ما هي أهمية الاكتشاف المبكر لسرطان القولون؟ وما هي الوسائل الضرورية لذلك؟

- إن اكتشاف هذا المرض في طور مبكر مهم جداً، إذ أنه يسمح بالشفاء التام والنهائي.

وما يميز هذا السرطان عن بقية أمراض السرطان أن الوقاية منه تكون قبل حدوثه أو عند بدايته.

ينتج سرطان القولون في معظم الحالات عن تطور ورم في الغشاء المخاطي (polype), ولذلك تكون الوقاية منه في البدء باستئصال هذا الورم فور اكتشافه بواسطة المنظار، وثانياً باستئصال المرض السرطاني فور اكتشافه.

 

*  كيف يمكن تفادي الأخطار في النظام الغذائي؟

- تؤكد الدراسات العالمية والعلمية أن النظام الغذائي الغني بالوحدات الحرارية والمواد الدسمة والدهنية الحيوانية، والفقير بالألياف هو أبرز الأنظمة التي تسبب سرطان القولون.

 

*  نسمع دائماً عن طرق معينة لتشخيص هذا المرض، ما هي هذه الطرق؟

- أهم هذه الطرق على الإطلاق فحص المنظار (Coloscopie), ونستطيع أيضاً أن نجري فحصاً للبحث عن دم في البراز. بالإضافة الى ذلك، من الضروري إجراء صورة شعاعية للمصران.

كما أن هناك إمكانية لإجراء فحص منظاري بواسطة الصور الطبقيـة أو بواسطـة الرنين المغنطيسي(IRM Colographie).

 

فحوصات وعلاجات

*  ما هي الفحوصات التي تنصحون بها في هذا السياق؟

- تنصح الجمعيات العلمية العالمية باتباع الآتي:

إجراء فحص سنوي لوجود دم في البراز، ثم، إجراء فحص منظار للقولون كل 5 سنوات، وذلك ابتداء من عمر الـ50 سنة، وأخيراً إجراء فحص بالمنظار كامل للمصران الغليظ كل 10 سنوات.

وأضاف قائلاً: كل مريض يتصرف حيال هذا الموضوع حسب الإمكانيات المادية وظروفه الشخصية.

لكننا ننصح مبدئياً بإجراء فحص للبراز كل سنة إبتداءً من سن الـ45, ثم اعتماد فحص المنظار (coloscopie) كل 10 سنوات. ويتم اجراء هذه الفحوصات بطريقة مكثفة إذا كان الشخص ينتمي الى أسرة فيها اصابات سرطانية وخصوصاً في المصران والإمعاء، وإذا كان الشخص يحمل مرضاً سرطانياً أو التهابات مزمنة في المصران.

وقد أثبتت الدراسات أن هذه السياسة تخفف نسبة حدوث سرطان القولون بمعدل 75% وتخفف نسبة الوفيات الناتجة عنه بمعدل35%.

 

*  ما هي أفضل طرق العلاج؟

- أولاً يجب الاهتمام بكل أعراض الجهاز الهضمي خصوصاً اذا تكررت، وعلى ضوء ذلك استشارة الطبيب الاختصاصي في هذا الشأن.

من ثم، الوقاية الغذائية أي اعتماد نظام غذائي غني بالألياف الموجود خصوصاً في الخضار والفاكهة وتناول كمية كبيرة من الماء (2 أو 3 ليتر).

وأمر آخر مهم وهو التخفيف من أكل المواد الدهنية الحيوانية وزيادة الحركة البدنية، كما أنه من الضروري الامتناع عن الكحول والتدخين أو تخفيفها على الأقل، وأخيراً مراقبة البراز.