تكريم

سعيد عقل في «حديقة المبدعين»
إعداد: جان دارك أبي ياغي

كرّمت الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا AUST في الأشرفية عبقري لبنان سعيد عقل، في احتفال أقامته في حديقة المبدعين - حرم الجامعة بعنوان «سعيد عقل يرفع الستارة عن تمثال سعيد عقل». حضر الإحتفال ممثل رئيس الحكومة، ونواب، ووزراء، وفاعليات رسمية وأمنية وثقافية وفنية وأدبية وإعلامية.

 

ترحيب وتعريف

بدأ الإحتفال بالنشيد الوطني اللبناني، ثم كلمة ترحيب من المسؤولة عن الإعلام في الجامعة ماجدة داغر، تلتها كلمة رئيسة الجامعة السيدة هيام صقر التي قالت: «سعيد عقل بيننا اليوم، كل لبنان معنا اليوم. في مثل هذه المناسبات نبدأ بتقديم وتعريف المحتفى به، ولكن كيف نقدّم ونعرّف مَن هو غني عن التعريف؟ فإن قدّمناه قصّرنا، وإن عرّفنا به كان من باب لزوم ما يلزم، وكيف نعرّف أو نقدّم مَن عاش ثورة شعر وحرف وفكر وشموخ، مَن إذا كتب حلّق مع نسور الشعر العالمي، ومَن إذا فكّر استرجع مجد لبنان عبر التاريخ، ومن إذا مشى لامست كتفاه السحب. لذلك سأختصر وأقول، لا نكرّم شاعرنا الكبير اليوم، بل هو من يكرّمنا، ولا نحتفل اليوم بتمثاله في حديقة النبوغ اللبناني الى جانب جبران خليل جبران ومايكل دبغي، بل نحتفل لكونه اختار جامعتنا لتكون حاضنة لذاكرة لبنان له».

وختمت قائلة: «كيف لنا أن نكرّمك، أنت الذي كرّمتنا... وأنت مَن قال «نتحدّى الدنيا شعوباً وأمصارا ونبني أنّى نشأ لبنانا».

 

الكبار يكرّمون الكبار

على قاعدة «الكبار يكرّمون الكبار» حضر وديع الصافي بقامته الفنية وصوته الشجي، وغنّى لكبير الكلمة مقطعاً من «ربّ رُدّ الأهوال»... من الرائعة الخالدة «قدموس». «يسلم تمّك يا وديع» قال سعيد عقل، وكان عناق مؤثر بين الرجلين.

السفير فؤاد الترك الذي تتلمذ على سعيد عقل «منذ مقاعد الكلية الشرقية في زحلة»، اعتلى المنبر ليقول: «سعيد عقل وكفى، وهو المجرد من الألقاب والتسميات والنعوت ليصبح الإسم وحده النعت والتسمية واللقب، والمعتذر عن تقبّل الدكتورات الفخرية التي شاءت جامعات عديدة منحه إياها، وعن تقبّل الأوسمة الرفيعة اللبنانية والأجنبية التي عرضت عليه من العديد من الدول، هذا المتربّع على عرش الشعر والنثر وهذا الأمير على المنبر، هذا العالم والفيلسوف واللاهوتي، المتعدّد المعرفة والنبوغ والعبقرية، هذا الذي من القيم والشيم، هذا المفتون بثالوث الحق والخير والجمال، هذا الذي أخذت عنه الأجيال أن لبنان لا يقاس بالديموغرافيا والجغرافيا بل بالتبادع والجودة والنوعية والإشعاع وبمدى قدرته على الإسهام الحضاري، وبالطموحات والرؤى... وأخذت عنه كيف نتجاوز الطائفية والأنانية والمصالح لنلتقي جميعاً عند الإله الواحد الأوحد الصمد وعند هذا الوطن الذي إسمه لبنان (...)». وختم السفير الترك بقصائد لسعيد عقل في لبنان.

ختام البرنامج كان مع السيدة لور عبس وفرقتها الموسيقية «Ladies in Harmony» التي غنّت من شعر سعيد عقل «من أين يا ذا الذي استسمته أغصان»، و«يا طالب ايدي»، و«عم بحلمك يا حلم يا لبنان» و«حلوي».... ومن ثم أزاح سعيد عقل الستارة عن تمثاله الذي نحته الإخوة عساف.

«أمير القوافي»

 

الشاعر جورج شكور ألقى باسم «أصدقاء سعيد عقل»، قصيدة بعنوان «أمير القوافي أنت»:

سعى الخلد تمثالاً اليك، مجسداً

أمير القوافي أنت، ربك شاهدٌ

حباك فأعطى ما النوابغ تشتهي

وروحاً كنفح الأرز عطراً مطيباً

 

ومن أنت من لبنان؟ أنت كبيره

طلعت على الأيام شمس مودة

طموحاً، ويغريك المثال، وبادعاً

«وما هَم أن متنا تقول، ولم ننل

«غداً في خطانا يجبه الصعب والضنى

يذودون عن لبنان كل ملمة

«وقلت: الحياة العزم حتى إذا أنا

لمن خطر نمضي لآخر أخطر

 

معلم، كم علمت، كرمت مبدعا

تصباك وهج للجمال هويته

وأعليت شعر الحب حتى غدا له

نبت بروض الفكر نبتاً، غريبه

فعاد بمجد منك أخلدا، أخلدا!

ومن مثل رب الكون كان ليشهدا؟!

روائع إبداع تردك أوحدا...

سرى في نفوس الملهميك مبدّدا

 

وتبقى محكّاً للأصالة أجودا

تدوس الليالي الدهم، تبتكر الغدا

ترود دروب الصعب، يحفزك المدى

منانا، كفانا أن مشينا مسدّدا

بنون، هم نحن الحسام، مجرّدا»

ينادون: يا لبنان، نحن لك الفدى

انتهيت، تولى القبر عزمي مجدّدا»

كأنّا تخذنا الهول بيتاً مشيّدا...

 

وكم كنت ذا رأي ورؤيا تفرّدا

وأغليت ألوان الجمال، مغرّدا...

مقام، وأضحى المنابر سيدا

تسامى به سحر، وصار ممجّدا