ســلام أم حرب إبــادة

ســلام أم حرب إبــادة
إعداد: العميد الركن الياس فرحات
مديـر التوجيـه

تكثر التصريحات الإسرائيلية التي تمزج بين الدعوة الى السلام وبين مكافحة الإرهاب، زاعمة ان تفكيك هذا الأخير هو الشرط الأساسي لتحقيق السلام.  وكان هذا الشرط في السابق وقف العنف، وهو التسمية الإسرائيلية للانتفاضة الفلسطينية في الأراضي المحتلة.

 لكن السؤال البدهي الذي يطرح نفسه هنا هو التالي: ما يكون السلام،وكيف يمكن ان يتحقق؟ وفي الجواب، ان السلام لا يمكن ان يتحقق في العادة  بغير جلا ء القوات المحتلة عن الأراضي التي احتلتها، ومنح الشعب الرازح تحت الاحتلال حق تقرير المصير والحرية والاستقلال. إضافة الى ذلك، انه يكون بين فريقين متحاربين متنازعين يتم التوصل الى اتفاق بينهما بالمفاوضات، اتفاق ينص على إنهاء النزاع ووقف الحرب وإحلال السلام.

 اما القبول بالمفهوم الإسرائيلي للسلام، أي تفكيك البنى التحتية للإرهاب، فيطرح سؤالاً جديداً: هل ان عملية استشهادية ينفذها فلسطيني بوسائل بدائية ضد أهداف حديثة متطورة، يسمى إرهاباً، فيما غارة لطائرة متطورة، ذات تسليح معقد وأجهزة توجيه متقدمة، على منزل مدني، يُسمى حرباً؟ أوليست هذه  الحرب إرهاباً؟

 ان تفكيك البنى التحتية للإرهاب يجب ان يشمل الجيش الإسرائيلي لانه جيش إرهاب يقتل المدنيين في المنازل وفي الشوارع، ويحتل الأراضي، ويحرق المزروعات، ويفجر المباني ويطرد السكان، لانه اذا كان التفكيك المذكور يعني فقط الجانب الفلسطيني، فإن الشعب هناك،حسب المفهوم الإسرائيلي، يعتبر كله إرهابياً، من هنا فإن السلام الإسرائيلي هو دعوة لمحاربة ما يسمى الإرهاب، أي دعوة واضحة لإبادة الشعب الفلسطيني عن بكرة أبيه أمام عيون العالم.

في ظل ذلك كله،متى يستفيق دافعو الضرائب في الدول المتقدمة ليسألوا عن مصير ضرائبهم التي تستخدم في حروب إبادة الشعوب يا ترى؟