أخبار ونشاطات

سلامتـك هدفنـا توعية فنية حول مخاطر الألغام
إعداد: نينا عقل خليل

بدعـوة من المكتـب الوطني لنزع الألغـام، وبتنظيم من الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين وبالتعاون مع اللجنـة الوطنية للتوعية من مخاطر الألغام، أقيـم حفـل افتتاح مسرحية هدفهـا التوعيـة وموجهـة الى الأطفـال، بعنوان «سلامتـك هدفنـا»، وذلك في قصـر الثقافة - الأونيسكو.
حضر الافتتاح وزير الشؤون الاجتماعية غازي زعيتر، ورئيسة الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين السيدة رندى بري، وممثل قائد الجيش العميد الركن سليم رعد، إلى المديرة العامة لوزارة الشؤون الاجتماعية السيدة نعمت كنعان، وممثل اليونيسيف روبرتو لورنتي، وحشد من ممثلي الهيئات والمنظمات الدولية وتلامذة.
استهل الحفـل، بكلمة اللجنة ألقاهـا العقيـد تقي الدين التنّير، الذي ربـط بين شعار «تحويل الإعاقـة الى طاقة» وعمل اللجنة. فقد ألقى العـدو الاسرائيلي قنابل عنقوديـة وقذائـف غير منفجرة تقـدّر بمئات الآلاف لعرقلـة تقدم أبنائنا والعبث بسلامتهم. تلـك المعوقات حوّلنـاها إلى طاقات، نفجرها عنفواناً وتعاوناً وثيقـاً وعملاً دؤوباً بين مؤسسات الدولة والمجتمع، الرسميـة منهـا والأهلية.
وتعهد العقيد التنير أن تصل التوعية الى كل دسكرة وناصية من الوطن، وإلى كل مواطن ومقيم رغم الصعاب ومحدودية الامكانات.
كلمة الجمعيات الأهلية ألقاها عماد خشان الذي أكد أن مشكلة الألغام ما زالت همّاً أساسياً لدى الحكومات والمنظمات، انطلاقاً من المسؤولية الوطنية والانسانية، من هنا كان عمل المؤسسات الأهلية في كل المناطق عبر ندوات ومحاضرات وبرامج توعية.
السيدة وفاء اليسير وجّهت كلمة باسم جمعية المساعدات الشعبية النروجية، التي ركّزت منذ بداية عملها في لبنان على الأطفال وحقوقهم، لأن لهم الحق في العيش ضمن بيئة سليمة خالية من الألغام والحق في اللعب واللّهو والتسلية، وهم الأكثر عرضة للإصابة، لذا من الضروري توعيتهم بطرق فعّالة. وأضافت، ان الجمعية قامت بالتعاون مع وزارة التربية بتدريب الأساتذة في بعض المناطق، كما ركّزت على إزالة الحواجز من أمام المصابين لإعادة دمجهم في المجتمع وأهّلت بعض المدارس والساحات العامة لاستقبالهم.


بعدها، تحدث نديم كرم من الصندوق الدولي للتأهيل، الذي ساهم مادياً وتقنياً في انجاز الأعمال، قائلاً: واجهتنا منذ العام 1996 مشاكل للوصول الى الأطفال وأظن أنّ هذه التجربة الوحيدة الناجحة. وبفضل دعم الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، يقوم الصندوق بنشاطات عدة للتثقيف والتوعية وفق أسس عملية لتطوير قدرات المصابين، والمساهمة في دعم الجهود الهادفة الى إزالة الألغام.
ممثل اليونيسيف روبرتو لورنتي، أمل في كلمته «أن يتضاءل عدد مصابي الألغام، حتى الاختفـاء كلياً بفضل حملات التوعية وتضافر الجهود داخلياً وخارجياً». وأضـاف أن الجمع بين الوسائـل التقليدية وغير التقليديـة في نقـل المعرفة وايصـال الأفكار يزيد فرص فهـم المبادئ التي تحملهـا وتطبيقـها. وترى اليونيسيـف أن مشاركـة مصابي الألغام في التحضير لهذا العمـل ضرورة لنجاحه وصدقيته.
رئيـس المكتب الوطني لنـزع الألغام العميـد الركن سليم رعد، ألقى كلمة عرض فيها لمحة تاريخية لمشكـلـة الألغام، مؤكـداً أن المكتـب الوطني يعمل في شكـل دؤوب ومستمـر في إعـداد الخطـط لنـزع الألغـام وتنفيـذها، حيـث أزيـل وشـل ودمّر أكثر من 521 ألـف لغـم حتى اليـوم مـن الأراضي اللبنانية، ناهـيـك بعشرات آلاف القذائـف غير المنفجرة والقنـابل العنقوديـة. وقـد أعيدت مئات الأراضي إلى أصحابها بعد تنظيفها. كما أنجز مسح شامل لمصابي الألغام وضحاياهـا، وأعدت المشاريـع لإعادة تأهيلهـم.
أما على صعيـد التوعية، فإن الحملـة الوطنية للتوعية من مخاطـر الألغام طاولـت نحـو مليوني مواطن لبناني من الأعمـار كافة.


ختاماً، شكرت السيدة برّي الإمارات والدول الصديقة والمنظمـات الدولية والإقليمية والمحلية وضباط ورتباء وأفراد الجيش وقوات الطوارئ الدولية الذين استطاعـوا في فترة قياسية تنظيف مساحات شاسعة في الجنـوب والبقاع الغربي من الألغام.
وذكّرت بوجـود ملف كبير متعلّق بضحايا الألغام من شهداء ومن معوقين وجرحى يحتاجـون إلى رعاية ومواكبـة من الدولة والجمعيات الأهلية لمواصلة حياتهم في شكل طبيعي. إضافة الى ما يترتـب على هذا الملـف من انعكاسـات على المستوى الانساني والبنى التحتية للأرض التي تحتلها الألغام والتي كانت مهملة لسنـوات طويلـة.
تجـدر الإشارة إلى أن مسرحية «سلامتـك هدفنـا» من تأليف وإخراج ميمي مالـك، بالتنسيـق مع المكتـب الوطني لنزع الألغام واللجنة الوطنية للتوعية من مخاطر الألغـام والجمعيـة اللبنانيـة لرعاية المعوقـين.
شارك في التمثيل ممثلـون هواة وأشخاص مصابون بالألغام. والمسرحية موجّهة لفئـة من عمر 6 سنوات إلى 31 سنة وهي تحمل رسائـل توعية من مخاطـر الألغـام وكيفية الوقايـة منهـا وتجنّبهــا من خلال إشـارات التحذيـر والدلائـل التي تشير إلى وجود ألغام.
ويتم تنظيـم أكثر من مئة عـرض للمسـرحية في الأقضيـة اللبنانيـة المتضررة من الألغام، وذلك بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم العالي.