جولات القائد

سلسلة من الجولات تفقّد خلالها قطعاً مقاتلة ومركز تعليم وتدريب

العماد سليمان يدعو العسكريين الى التشبث بالمبادئ والقيم ويؤكد أن عقيدة الجيش لن تتبدل

جدّد قائد الجيش العماد ميشال سليمان تأكيده «ان الجيش اليوم هو أكثر قوة ومناعة، بفضل شهدائه الذين سقطوا منذ بدء مسيرته الطويلة وحتى الأمس القريب، وان مشاعر الألم والحرقة لغيابهم يجب أن تدفعنا الى التشبث بالقيم والمبادئ التي مضوا في سبيلها.
كلام العماد سليمان جاء خلال جولة له في الفوج المجوقل وأعقبتها جولات ومواقف أخرى، حيث تفقّد العديد من القطع خلال الأسابيع الاخيرة.


في المجوقل والمغاوير
واصل العماد قائد الجيش جولاته الميدانية برفقة وفد من كبار ضباط القيادة، حيث تفقّد الفوج المجوقل المنتشر في منطقة غوسطا - كسروان، وجال على مراكزه مطلعاً على التدابير الأمنية المتخذة.
وفي لقاء مع الضباط والعسكريين، نوّه العماد سليمان بأداء الفوج وبالتضحيات الجسام التي بذلها عسكريون الى جانب رفاقهم في وحدات الجيش، لا سيما في التصدي للعدو الاسرائيلي خلال عدوان تموز، وفي مواجهة الإرهاب بالأمس القريب.
وأضاف قائد الجيش: إننا في غمرة الأعياد المباركة والمجيدة نستذكر بكل إكبار وإجلال شهداء الجيش الذين سقطوا خلال مسيرته الطويلة، ذوداً عن الوطن وحفاظاً على مسيرة السلم الأهلي، وكان آخرهم اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج ومرافقه، مؤكداً بأن حجم هذه التضحيات الكبيرة، يجب أن يدفعنا اليوم وأكثر من أي وقت مضى الى الابتعاد عن التجاذبات السياسية والبقاء على مسافة واحدة من جميع الافرقاء قولاً وممارسة.
وختم داعياً العسكريين الى مزيد من اليقظة والجهوزية والسهر على أمن المواطنين واستقرارهم.
كذلك، تفقّد قائد الجيش فوج المغاوير الذي يقوم بمهام أمنية في منطقة بيروت واجتمع الى الضباط والعسكريين وأعطى توجيهاته اللازمة.


قاعدة القليعات الجوية
وفي وقت لاحق، توجه قائد الجيش العماد سليمان الى قاعدة القليعات الجوية ولواء المشاة الخامس حيث تفقد المراكز واطلع على التدابير الامنية المتخذة. وفي لقائه مع الضباط والعسكريين، نوه العماد سليمان بالتضحيات التي بذلت في مواجهة الإرهاب وتوفير الأمن والاستقرار في منطقة الشمال.
وأكد القائد، أن الجيش هو أكثر قوة ومناعة، بفضل شهدائه الذين سقطوا وصانوا بدمائهم الزكية تراب الوطن، لافتاً الى أن فرحة الأعياد لا تتحقق إلا في زوال قلق المواطنين من الأوضاع السياسية الصعبة التي تعانيها البلاد. وأضاف العماد سليمان، أن مشاعر الألم والحرقة لغياب هؤلاء الأبطال يجب أن تدفعنا اليوم وأكثر من أي وقت مضى الى التشبث بالقيم والمبادئ التي مضوا في سبيلها، ونأي الجيش عن التجاذبات السياسية، ومتابعة مسيرة التضحية والعطاء مهما بلغت المخاطر والصعاب. فالأمن خط أحمر وهو تكليف وطني وحق للمواطن اللبناني الذي عبّر عن وعي ورقيّ ديمقراطي في التجارب الماضية، وليس آخرها مرحلة الفراغ الرئاسي التي أثبت خلالها مدى إيمانه برسالة لبنان وحرصه على الوحدة الوطنية وارادة العيش المشترك. وقد شكر العماد قائد الجيش المواطنين الذين بادروا الى تعليق صوره وناشدهم إزالتها واستبدالها بزينة الاعياد لتبقى لها بهجتها في نفوس جميع اللبنانيين.
وفي الختام، شدد قائد الجيش على العلاقة المتينة مع الاخوة الفلسطينيين، داعياً العسكريين للوقوف الى جانبهم ومساعدتهم للعودة الى منازلهم في مخيم نهر البارد، وتأمين الحماية لهم من العدو الاسرائيلي المشترك، وكل من يحاول العبث بأمنهم واستقرارهم.

 

المدرسة الحربية
كذلك، شملت جولة قائد الجيش المدرسة الحربية في الفياضية، حيث تفقّد الأقسام واطلع على سير العمل فيها. ثم اجتمع الى الضباط والتلامذة الضباط منوهاً بالجهود المبذولة للارتقاء بالمدرسة في مجالات الادارة والتدريب والتعليم وسواها. وتوجه الى التلامذة قائلاً:
«ان المدرسة الحربية تعتبر من الوحدات الاساسية في الجيش الموكلة اليها مهمة تنشئة الضباط الاكفياء، القادرين على النهوض بالمؤسسة العسكرية ورسم ملامح مستقبلها. وهذا الصرح التعليمي الكبير يشكل اليوم بأدائه الفعال، مثالاً مشرفاً عن العمل المؤسساتي في الجيش. وانتم خير شهود على ذلك، إذ تمكنتم من الانتساب اليه بفضل اندفاعكم الوطني وكفاءتكم وأهليتكم من دون أي ولاء أو تبعية لأحد، وستتخرّجون منه بعقيدة عسكرية راسخة وبانتماء وطني خالص، ففخر الانتماء الى الجيش لا يعلوه إلا فخر الانتماء للوطن.
وأضاف: إن عقيدة الجيش المرتكزة بشكل أساسي على الايمان بوحدة لبنان ارضاً وشعباً ومؤسسات، وعلى مواجهة العدو الاسرائيلي، لا يمكن ان تتبدل مع تبدل الظروف، كونها تنبع من مصلحة الوطن العليا، مؤكداً عدم التهاون مع المغامرين بأمن الوطن الذين يقومون بأعمال استفزازية يحكمها سلوك غرائزي، بعيد كل البعد عن روح التوافق والتنافس السياسي الديمقراطي السليم.  
وأخيراً، دعا قائد الجيش الى البناء على الانجازات التي حققها الجيش بتضحيات ضباطه وعسكرييه، وبدماء شهدائه وآلام جرحاه خلال السنوات السابقة، والى بذل المزيد من الجهود في المستقبل، مجدداً الأمل والثقة بعام مثمر واعد يشكل فرصة لإنقاذ الوطن من أزماته، ويحمل الى اللبنانيين الأمن والطمأنينة والاستقرار.


مدرسة القوات الخاصة
وشملت جولة القائد مدرسة الوحدات الخاصة في منطقة رومية، حيث اطلع على سير العمل ومختلف النشاطات، وأشرف على تنفيذ تمرين قتال مشترك لفرعي المكافحة والقوة الضاربة في مديرية المخابرات.
وتخلل الزيارة، لقاء مع الضباط والعسكريين، أكد خلاله العماد سليمان ان الجسم العسكري محصن ولا تؤثر فيه محاولات الضرب على الوتر الطائفي، كونها ستصطدم بوحدة موقف المؤسسة العسكرية المستمد من الارادة الوطنية الجامعة، والمستند الى الثوابت الوطنية والعسكرية، وفي مقدمها استكمال تحرير ما تبقى من أرض لبنانية محتلة، ودعم حق الشعب الفلسطيني بالعودة الكريمة الى أرضه ووطنه، ولن يستطيع العدو الاسرائيلي ومعه التنظيمات الارهابية المتسترة خلف القضية الفلسطينية، الايقاع بين الجيش والشعب الفلسطيني، والنيل من علاقتهما الأخوية، التي تعمدت بالدماء والتضحيات المشتركة المبذولة في مواجهة هذا العدو طوال عقود من الزمن.
وشدّد العماد سليمان على رفع مستوى الجهوزية من خلال التدريب المتواصل، والعمل على ترسيخ ارادة القتال في النفوس، التي بفضلها تمكن الجيش من التعويض عن النقص الحاصل في الاعتدة والوسائل، وتحقيق العديد من الانجازات.
وختم قائد الجيش، داعياً العسكريين الى المزيد من البذل واليقظة في سبيل المحافظة على مسيرة السلم الاهلي، وتحصين وحدة المؤسسة التي اصبحت مثالاً يحتذي به اللبنانيون لصون وحدتهم الوطنية، ومواجهة مختلف الأخطار المحدقة بالوطن، وكذلك قدوة لجيوش العالم في حسن الأداء والتزام القيم الأخلاقية.

 
في الشرطة العسكرية
كذلك، تفقّد قائد الجيش العماد ميشال سليمان قيادة الشرطة العسكرية في الريحانية، واطلع على النشاطات القائمة، كما عاين السجن التابع لها وتأكد من حسن تطبيق التعليمات المتعلقة بإدارة هذا السجن.
بعدها اجتمع الى الضباط والعسكريين وتحدّث اليهم مؤكداً أن الجيش يشكل العمود الفقري للوطن، والضمانة الفعلية للحفاظ على ديمومته ووحدته، ثم أشاد بجهودهم المبذولة للحفاظ على قيم الجيش والانضباط العام في المؤسسة، منوّهاً بأدائهم في تنفيذ مهمات الضابطة العدلية الى جانب المهمات الأمنية، وملاحقة الإرهاب الذي يتهدّد أمن المواطنين وسلامتهم، وإنجاز التحقيقات بالسرعة المطلوبة، مع الحرص في الوقت نفسه على مراعاة أصول التحقيق والتقيّد بالإجراءات القانونية، والتزام القيم الإنسانية والأخلاقية، بحيث يكون الهدف الأول والأخير كشف الحقيقة وتحقيق العدالة.
من جهة أخرى، عبّر العماد سليمان عن قلقه البالغ من الحصار القاسي المفروض على الشعب الفلسطيني، والمجازر اليومية التي يتعرض لها في قطاع غزة من قبل العدو الإسرائيلي، الذي لم يتوانَ عن المجاهرة بإطلاق التهديدات العلنية بتصفية رموز لبنانية سياسية مقاومة، الأمر الذي يشكل تمادياً بتهديد لبنان ومحاولة مكشوفة لزعزعة أمنه واستقراره، إضافة الى مواصلة هذا العدو انتهاك السيادة اللبنانية من خلال خروقاته المستمرة للأجواء والمياه الإقليمية، وتعرضه لحرية المواطنين الجنوبيين ومنعهم من استغلال أرزاقهم.
وختم العمـاد سليمـان داعياً العسكريين الى مزيد من اليقظة والجهوزية، والتشدد في ردع الأعمال المخلة بالأمن والحريات العامة في البلاد، خصوصاً ما يطال منها الجسم الإعلامي الذي يشكل العنوان الأبرز لحرية التعبير التي طالما تميّز بها لبنان.