في كل بيت

سن المخاطر
إعداد: ر ويدا السمرا

المراهق مستعد لمواجهة العالم ويحتاج مزيداً من الحرية

يحبّون الرياضات المتطرّفة, يعشقون السرعة... إنهم باختصار يعرضون أنفسهم للخطر. المراهقون, لا سيما الصغار منهم, كيف السبل الى حمايتهم من ذواتهم؟
يحب المراهقون تجربة كل شيء: يركبون الدرّاجة النارية من دون خوذة, يقودون السيارة بسرعة جنونية, يشربون الكحول حتى الشعور بالمرض... ولكن من أين تأتيهم هذه الرغبة بتذوّق المخاطر؟ وما هي الطريقة التي تجعلهم يعتدلون قليلاً؟ في ما يلي بعض الأجوبة من إختصاصي في علم النفس.

 

مستعد لمواجهة العالم

عندما يلعب المراهق بالنار, فهو لا يريد أن يتحدى أهله, أو يثير حفيظتهم, لكنه يرغب خاصة بالإستقلال. وهو يبحث عن التجارب التي تجعله يشعر بكيانه, خارج قوقعة الأسرة. من هنا إصراره على لعب دور القاسي والصلب, الذي لا يخيفه شيء, وشعوره بالقوة والإرادة التي تجعله يواجه العالم كله... من دون (بابا) أو (ماما). وفي هذه السن, يجد المراهق نفسه في جسد (جديد), وتغمره في الوقت ذاته مشاعر ورغبات غير مألوفة, الأمر الذي يقلقه ويدفعه الى البحث عن متنفس لمخاوفه. لذلك, فهو يصرف كل الطاقة التي تتفجّر في داخله, بممارسة الرياضات العنيفة أو مواجهة الأخطار على أنواعها. ويمكن القول بمعنى آخر, أن المراهق يضع جسده الجديد, في موقع الإختبار, ليرى الى أي مدى يمكنه أن يتحمّل! هذا بالإضافة الى رغبته في إثبات ذاته و(رجولته) أمام الأصحاب و(الشلة).
وغني عن الذكر, أن الخطر في كل هذا, موجود بالفعل. لكنه يستحيل في الوقت ذاته, إحتجاز المراهق في قوقعة, لإبعاده عن المخاطر المحتملة, إذ سوف يدفعه ذلك الى تحطيم كل شيء... وحتى نفسه! لكن التعرّض لبعض الخطر, له أيضاً إيجابياته, إذ أنه يدفع الى التقدم, والمواجهة في الحياة. من جهة ثانية, يعتبر المراهق مقاربة الخطر, نوعاً من الإختبار لأهله, لمعرفة مدى قدرتهم على رسم حدود لتصرفاته.
ولكن, لا جدوى من وضع لائحة بالممنوعات لأنه سوف يتجاهلها حالماً يدير الأهل ظهرهم. والأفضل يكون في تعليمه كيف يقيّم بنفسه, الأخطار التي يتعرّض لها.

 

امنحوه مزيداً من الحرية

يجب إعطاء المراهق معلومات دقيقة. اشرحوا له مثلاً أن كأسين من الكحول يخففان من ردة الفعل وراء المقود. دعوه يواجه أحد ضحايا حوادث السير. الخ... وجهّوا رغبته في إختبار الأحاسيس القوية, نحو رياضات محددة مثل الغطس, القفز من المظلة, تسلّق الجبال, أو سباق السيارات. دعوه يتابع دورات تدريب ليتعلّم قواعد السلامة. رافقوه في نشاطاته من وقت لآخر, وأظهروا إهتماماً بأدائه.
أخيراً, يحتاج المراهق لأن نُدرك بأنه يكبر. إنه الوقت لنترك له مزيداً من الحرية, فهو عندما لا يشعر بأنه مقيّد, لا يعود بحاجة لأن يعرّض نفسه للخطر من أجل أن يتحرر!

 

ما العمل إذا تمادى المراهق في المجازفة؟

يعمد بعض المراهقين الى التعرّض تكراراً لحوادث تهدد حياتهم. وهذا يعني أن المراهق يعيش حياة مضطربة, أو حالة من الإنهيار العصبي, أو حتى يميل الى الإنتحار. وهنا يجب التدخل سريعاً لمساعدته, فسلوكه يعني أنه يستنجد بمن حوله. ولا بد من إقناعه في هذه الحال بالذهاب الى طبيب نفسي, فإذا رفض, يجب إستشارة هذا الأخير, والتحدث إليه بالأمر, لمعرفة ما يجب عمله.