متفوقون

سيف ملكة بريطانيا للملازم البحري أسعد الترك
إعداد: روجينا خليل الشختورة

أول سابقة من نوعها في تاريخ التاج العريق

للمرة الأولى في تاريخ الكلية الملكية البحرية البريطانية، يتفوّق ضابط «غير بريطاني» وينال السيف الملكي كجائزة تُعطى للأفضل والأجدر من بين حوالى ألف وخمس مئة ضابط بحري بريطاني وأجنبي من مختلف الجنسيات.
حامل هذا الفخر هو الملازم البحري اللبناني أسعد الترك الذي تابع دورة دراسية في بريطانيا وتمّ اختياره من بين ست دفعات متتالية من الضباط البحريين، ليكون الأجدر بموافقة باكنغهام بالاس لتسلّم سيف ملكة بريطانيا الذي يرمز الى الشرف والقيادة والملوكية وهو من أرقى الجوائز وأرفعها مستوى.
تابع الملازم البحري الترك دورة دراسية في الكلية الملكية البحرية البريطانية في دارثموث امتدت حوالى 11 شهراً تألق الضابط اللبناني خلال مراحلها المختلفة، ليتخرّج في نهايتها حاملاً السيف الملكي.

 

مراحل الدورة
الأشهر الثلاثة الأولى من الدورة كانت فترة تحضيرية، بعد ذلك كان على المتدربين أن يجتازوا عدة مراحل متتالية.
المرحلة الأولى هي مرحلة التعسكر الذي يسمّى في البحرية «navalization» (البحرنة) ويتمّ خلالها التعرّف على الزيّ العسكري وعلى تفاصيل الحياة العسكرية بشكل عام إضافة الى تنفيذ تمارين القيادة الأساسية «Basic Leadership Development Exercices»، وهذه المرحلة هي الأقسى إذ كانت المهمات والتمارين خارجية بحتة وفي فترة برد قارس وجليد يغمر بريطانيا.
وفي ختام هذه المرحلة تجري تصفيات أولية «Passing - In Parade» للإنتقال الى التدريب البحري المتخصص في المرحلتين الثانية والثالثة. المرحلة الثانية هي بدورها تحضيرية للتدريبات البحرية الأساسية «Pre - Initial Sea Training» يتعرّف خلالها الطلاب البحريون على أسس الحياة على متن المركز وعلى قواعد الحيطة والحذر وغيرها من التعليمات البحرية، إضافة الى إجراء مناورات في المراكز الدورية الصغيرة حول المنطقة (دارثموث). أما في المرحلة الثالثة «Initial Sea Training» فتطبّق جميع الدروس التي أُعطيت في المرحلة السابقة وطوال فترة هذه المرحلة يبحر الطاقم على متن سفن حربية أو فرقاطات أو مدمّرات أو حاملات طائرات.
المرحلة الرابعة والأخيرة من الدورة تتضمن مناورات تقييمية لاختبار القيادة العامة والبحرية (maritime Leadership Assessment)، ولم تقتصر الإمتحانات على المناورات والتمارين العملية فحسب، بل كانت هناك إمتحانات أكاديمية
خطية مكثّفة أثّرت كثيراً على النتائج النهائية. إضافة الى ذلك، يكلّف الطلاب المتفوّقون بمهمات إضافية لاختبار أدائهم في موقع المسؤولية والقيادة في المستقبل. من هنا، سُلّم الطالب البحري اللبناني أسعد الترك مركز «Senior International» الذي أدّى من خلاله دور صلة الوصل بين الطلاب زملائه وإدارة الكلية، وقد تولّى منصبه هذا بجدارة ودقة في الأداء تاركا أثراً كبيراً لدى زملائه ولدى إدارة الكلية على حد سواء.

 

الأول في ست دفعات
تستقبل الكلية الملكية البحرية البريطانية دفعة ضباط بحريين بريطانيين ودوليين كل سبعة أسابيع. فتتخرّج دفعة وتنتقل الدفعات الخمس الأخر كل منها الى مرحلتها اللاحقة وتدخل دفعة ضباط جديدة في المرحلة الأولى. وعند تخريج دفعة ضباط، يتمّ ترشيح الضابط الأفضل فيها من ناحية الأداء العام والأكاديمي لتسلّم الجائزة الملكية في نهاية العام الداسي.
وهكذا، وبعد تخريج ست دفعات ضباط بحريين واحدة تلو الأخرى، يكون في نهاية العام قد تمّ ترشيح ستة ضباط للجائزة الملكية، فتقارن نتائج هؤلاء المرشحين وعملهم وأداؤهم لاختيار الضابط الأجدر. وقد كان الملازم البحري اللبناني أسعد الترك الضابط الأول في دفعته وعلى ست دفعات فتمّ ترشيحه في التخرّج في نهاية الدورة لنيل الجائزة لأدائه الإستثنائي وعلاماته المتفوقة للعام 2009 - 2010.

 

السيف الملكي
في نهاية العام الدراسي، قدّمت جلالة الملكة اليزابيت الثانية ملكة بريطانيا سيفها الملكي للملازم البحري اللبناني أسعد الترك باحتفال مهيب جرى في الكلية البحرية البريطانية في دارثموث، وذلك ضمن حفل تخريج دفعة نيسان 2010، كما نال الملازم البحري الترك جائزة منظار الأميرالية لأفضل ضابط أجنبي على مدار السنة.
رعى حفل التكريم سمو الأمير فيليب دوق ادنبرغ زوج الملكة اليزابيت الثانية، كما حضر الحفل قائد البحرية الملكية لورد البحار الأول الأميرال مارك ستانهوب وحشد كبير من أرفع الضباط البحريين البريطانيين، وألقى قائد الكلية الملكية الكومودور جاك مور كلمة أشاد فيها بأداء الملازم الترك.
وقد أعقب حفل التكريم غداء ملكي بحضور سمو الأمير فيليب وكبار الضباط البحريين وحشد كبير من اللوردات والنبلاء، وكان إسم البحرية اللبنانية وإسم لبنان وطن الإبداع والتفوّق والموهبة يتردّدان على كل لسان.

 

تهنئة في لبنان
زار المقدم البحري جون ولش من مديرية التدريب الدولي للدفاع في القوات البحرية الملكية البريطانية يرافقه الملحق العسكري البريطاني في لبنان، مدرسة القوات البحرية، وخلال الزيارة التقى ولش الملازم البحري الترك وقدّم له التهاني على نيله جائزة سيف الشرف من الكلية البحرية البريطانية.