أول من آب 2008

سيوف الواجب والمسؤولية لدورتي «الإرادة الوطنية الجامعة» و«اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج»
إعداد: الهام نصر تابت

رئيس الجمهورية:أنتم صخرة لبنان وملح النظام
 

في الأول من آب 2008... ملعب فؤاد فرحات في ثكنة شكري غانم - الفياضية يرتدي معاني العيد لا حلته فحسب. ففي جنباته اجتمعت هامات الضباط المتخرّجين صفوفاً متراصة تؤكد من جديد عهد المؤسسة العسكرية للبنان، وتؤكد أن حمَلة الشعلة ما زالوا كثراً، فها هي في أيديهم وعلى جباههم تتوهّج إصراراً وعنفواناً.
مئتان وعشرون هامة في دورتين لا في دورة واحدة. هذا ما فرضته الظروف، والظروف إياها جعلت العديد منهم يتعمدون بالواجب قبل أن يتخرّجوا. فقد خرجوا وهم ما زالوا على مقاعد الدراسة الى ساحة الوطن، وكانوا خير مساند لرفاق يخوضون المعارك أو يجوبون الأنحاء والمناطق حفظاً لأمن كادت أن تزعزعه أهواء السياسة وأزماتها.
دورتان إذاً، ولعل في إسميهما ما يجسّد عهداً حروفه مكتوبة بدماء الشهداء التي ما فتئت تسكب وآخرها عشية العيد.
إسم الدورة الأولى يأتي خلاصة التزام الجيش ثوابته وفي أساسها أنه كان وما زال حاضن الإرادة الوطنية الجامعة وحصنها، وسياج وحدة اللبنانيين وعيشهم المشترك.
وفي إسم الدورة الثانية أبهى صور الوفاء للشهادة، الوفاء الذي يجعل من غابوا أبرز الحاضرين. والشهادة بما هي عليه، وجه العطاء في صورته الأبهى.
مئتان وعشرون ضابطاً متخرجاً تقلدوا سيوف الواجب والمسؤولية، قطعوا للبنان عهداً هو جوهر العيد ومضمونه. أمّا حلة العيد الجميلة فكانت في الاحتفال تنظيماً وحضوراً، وخطوات وأهازيج وإنشاداً...
للعلى أنا سرتُ للخلود
حافل المنى خافق البنود
إيه جيشنا كلنا جنود
غنِّ مؤمنا أمسُنا يعود
سرّ وخلِّ الأرض تمشي تحتنا
وليُغنّ الأرز لبنان لنا
ذكِّرِ التاريخ أنَّا من هُنا
نحن أشرقنا فحررنا الوجود...
احتفال رائع برمزيته ودلالته
ومضمونه وشكله.
فإلى الوقائع.

 

أركان الدولة في رحاب الحربية
في احتفال مهيب ترأسه فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، اجتمع أركان الدولة اللبنانية بسلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية والقوى العسكرية، في رحاب المدرسة الحربية، حيث أقيم بمناسبة الأول من آب، احتفال تخريج دورتين من الضباط: دورة 2007 وقد حملت إسم «الإرادة الوطنية الجامعة»، ودورة 2008 التي حملت إسم «اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج».
وفي مشهد اشتاق اليه اللبنانيون وافتقدته المدرسة الحربية عامين على التوالي بسبب الأزمات والظروف الصعبة التي عاشها لبنان، أعادت هامات المتخرّجين وسيوفهم وهتافاتهم، رسم بهجة عيد هو في الأساس مناسبة وطنية جامعة، نسيجها دم الشهادة وعرق البطولة وعطاء التضحية.
الأول من آب هذا العام كان يوماً مشهوداً في تاريخ المدرسة الحربية وفي تاريخ المؤسسة العسكرية والوطن.
وفي هذه المناسبة أكد رئيس الجمهورية العماد سليمان على الوحدة الوطنية والتفاهم والتوافق وحدد أولى مهمات حكومة الإرادة الوطنية الجامعة بـ«أن تستحق إسمها، فتكون فعلاً حكومة وحدة للبنانيين في الداخل والخارج، لا مساحة للتفرقة والتشنجات والانقسام على حساب مصلحة الوطن، واحتياجات الناس الملحة، والرؤية الوطنية الواحدة لمستقبل البلاد».
وخاطب العسكريين قائلاً:
«إن سلاحكم يجب أن يعانق السلاح الموجّه الى صدر العدو الذي سبق له أن انهزم على أيديكم وأيدي المقاومة. كما يجب أن يوجّه الى صدر الإرهاب المتربص بلبنان شراً، والى صدر الفتنة التي إذا ما اشتعلت، لا سمح الله، ستحرق الأرض ومن عليها».
وإذ اعتبر أن العسكريين كانوا بحق «صخرة لبنان» دعا الضباط المتخرجين الى أن يكونوا القدوة «لأنكم ملح النظام».


وصول المدعوين
قبل أن ترسم الشمس معالم الصباح الأولى، كان ملعب فؤاد فرحات في أبهى حلة: المنصة، الأشجار، العشب الأخضر، وايضاً المباني، تهيأت للحدث وبدت في كامل أناقتها... إنه يوم عيد.
ووفقاً للبروتوكول المعتمد، انتهى عند السابعة والنصف تمركز القوى المشاركة ليصل بعد نصف ساعة قائد العرض العميد الركن سهيل حماد قائد المدرسة الحربية. ومع اكتمال وصول المدعوين في الثامنة والنصف أمر قائد العرض بالتأهب وعزفت الموسيقى وقدّم السلاح مترافقاً مع إعلان: «الى العلم». فقد وصل علم الجيش.
بعد عشر دقائق وصل قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن شوقي المصري ووسط مراسم التكريم تقدّم من علم الجيش وحيّا الأعلام والبيارق قبل أن يتوجّه الى منصة الاستقبال وينتظر وصول فخامة رئيس الجمهورية.
بعد ذلك وصل تباعاً كل من: معالي وزير الدفاع الوطني الياس المر، ودولة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، ودولة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأديت لهم مراسم التكريم خلال تقدّمهم من علم الجيش وتحيتهم للأعلام والبيارق ومن ثم توجههم الى منصة الاستقبال.

في التاسعة تماماً اكتمل الحضور مع وصول فخامة رئيس الجمهورية ومع أمر التأهب عزفت الموسيقى وقدّم السلاح لتعزف الموسيقى من جديد لحن التعظيم ثم النشيد الوطني. وتوجّه الرئيس الى ضريح الجندي المجهول حيث وضع إكليلاً من الزهر يرافقه وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش بالنياية وقائد المدرسة الحربية. وبينما وقف الرئيس ومرافقوه أمام النصب إجلالاً لأرواح الشهداء عزفت الموسيقى معزوفة الموتى فلازمتي النشيد الوطني ونشيد الشهداء. وإذ أعلن مساعد قائد العرض «لنتذكر شهداءنا»، ردّد التلامذة الضباط بصوت واحد: «لن ننساهم أبداً».

 

تسليم البيرق وتسمية الدورتين
على وقع تصفيق أهالي المتخرّجين وزغاريدهم، استعرض رئيس الجمهورية وقائد الجيش بالنيابة القوى، وتوجّه من ثم الى المنصة الرئيسة حيث أخذ ورئيسا مجلسي النواب والوزراء أماكنهم عليها. ثم جرى تسليم بيرق المدرسة الحربية من الدورة المتخرّجة الى طليع السنة الثانية.
تقدّم طليع دورة 2007 من رئيس الجمهورية طالباً لدورته إسم «دورة الإرادة الوطنية الجامعة»، ثم تقدّم طليع دورة 2008 طالباً لدورته إسم «دورة اللواء الركن الشهيد فرانسوا الحاج».


تلا وزير الدفاع الوطني الياس المر مرسوم ترقية ضباط الجيش لدورتي 2007 و2008، كما تلا وزير الداخلية زياد بارود مرسوم ترقية ضباط قوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة. وتلا وزير المالية محمد شطح مرسوم ترقية ضابطين في إدارة الجمارك.


 و... لهم السيوف
بعد تلاوة المراسيم أزفت اللحظة التي حلم بها المتخرجون: تسلّم السيوف.
رئيس الجمهورية سلّم المتخرّجين الذين بلغ عددهم 220 ضابطاً سيوفهم، ومعها مسؤوليات قَسَم سيرافقهم مدى الحياة.


القَسَم أداه طليع دورة 2007 الملازم فراس يحيى معلناً باسم رفاقه: «أقسم بالله العظيم أن أقوم بواجبي كاملاً حفاظاً على علم بلادي وذوداً عن وطني لبنان». وردّد الرفاق «والله العظيم». وإذ جرّد المتخرّجون سيوفهم، ولبيت أوامر تأهب، جانب سلاحك، مكانك، ألقى رئيس الجمهورية كلمته.


الحضور
حضر الاحتفـال، الى فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان، رئيس مجلـس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومـة فـؤاد السنيورة، والــوزراء والنواب، وممثلو المرجعيات الدينية، والقيادات العسكرية والأمنية، والسفراء وممثلو البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبيـة، ورؤسـاء الهيئات القضائية والدستورية، والمدراء العامون، ونقيبا الصحافة والمحررين، وقائد قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان كلاوديو غراتزيانو، ورئيس فريـق مراقبة الهدنة، والملحقون العسكريون في السفارات العربية والأجنبية، وممثلو وسائل الإعلام والجمعيات والمؤسسات المدنية والأهلية، وأهـالي المتخرّجين وحشد من المدعوين.


كلمة رئيس الجمهورية «أيها الضباط المتخرجون
أقف اليوم، فألمح في عيونكم اللامعة، ما شعرت به يوم وقفت مكانكم في العام 1970 من مهابة لكبر المسؤولية التي حملتني إياها المؤسسة العسكرية للحفاظ على قَسَم الجيش في صون الوطن والشعب، بالسهر والعرق، والدم كلما دعت الحاجة.
هذا الدمّ، لم يبخل به اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج الذي سميتم دورتكم على اسمه. أما رفاقكم من دورة العام 2007، فإذا كانوا قد أطلقوا على دورتهم عنوان «الإرادة الوطنيّة الجامعة»، فلأنّهم يدركون في أعماقهم أنّ هذه الإرادة لكي تظلّ حقيقة وطنيّة، وجامعة، فهي تحتاج إلى تضحيات جسام، تصل إلى حدّ الشهادة.


أيّها الضباط المتخرجون أيّها العسكريون
لقد عانى لبنان في السنوات الثلاث الأخيرة، ظروفاً أمنية صعبة، دفع فيها اللبنانيون من أرواحهم غالياً في مواجهة الإرهاب، كما عانى الانقسام السياسي الحاد الذي كاد أن يطيح بمكتسبات السلم الأهلي.
وكانت المؤسسة العسكريّة، في كل هذه المرحلة، تدافع بصدرها عن وحدة البلاد وأمنها واستقرارها، فبرهنت أنّها المؤسسة الأكثر تجسيداً لرسالة لبنان، والعيش الأخوي لطوائفه ومكوناته وفئاته المختلفة.
وكأن الأول من آب، بات موعداً للشهادة والبطولة للجيش اللبناني: ففي مثل هذا التاريخ من العام 2006 تصدّيتم مع المقاومة والشعب للعدوان الإسرائيلي الغادر على لبنان، وقدّمتم على مذبح الشهادة أكثر من 50 شهيداً امتزجت دماؤهم بدماء المقاومين والمدنيين الصامدين.
وفي الأول من آب 2007، خضتم في نهر البارد، مواجهات شرسة مع الإرهاب، لحماية شعبكم من الترهيب والاغتيال، ولحماية الديموقراطية وحرية التعبير من محاولات خنقهما. وارتفعت على لائحة الشرف والشهادة صور 170 شهيداً، عدا الشهداء الأحياء من جرحى ومعوقين.
في كل هذه الظروف، كنتم دائماً متأهبين لكل المهمات الأمنية والوطنية: قاومتم العدو الإسرائيلي، وتصديتم للارهاب، وانتشرتم في الجنوب بعد طول غياب، وها هو المشعل اليوم في أيديكم، لتظلوا، مع إخوتكم رفاق السلاح في القوى الأمنية، ضمان الأمن والاستقرار للشعب وللوطن.
فسهركم واجب، وحكمتكم ضمانة، ووحدتكم قوة لا تقهر. والشعب الذي التفّ حولكم، له عليكم شرف حفظ أمنه وحمايته، فمهماتكم هي تكليف وطني، أبعد من السياسة والانتماء المناطقي والطائفي والمذهبي.


أيّها العسكريون
إذا كان السلم الأهلي هو مسؤوليتنا السياسيّة، ويتطلب منا الحدّ الأدنى من الاتفاق على بناء البيت الوطني الواحد والجامع، فإنّ عملية حفظ الأمن هي واجبكم وتتطلب منكم التضحية... أفليست الجندية رسالة؟
أنا أعلم أنّ أصعب ما يعترضكم هو استعمال السلاح ضد أهلكم الذين يتبادلون إطلاق النار. ولكن أليس من الواجب التصدي لمن يطلق النار على أخيه في الوطن؟
لذلك أدعوكم، في ظلّ التوافق السياسي السائد اليوم، الى أن لا تترددوا في قمع المخلين، مهما كانت انتماءاتهم ومبرراتهم لكي لا تعمّ الفتنة.
سلاحكم، أيّها العسكريون، يجب أن يعانق السلاح الموجّه الى صدر العدو الذي سبق له أن انهزم على أيديكم وأيدي المقاومة. كما يجب أن يوجّه الى صدر الإرهاب المتربّص بلبنان شراً، والى صدر الفتنة التي إذا ما اشتعلت، لا سمح الله، فستحرق الأرض ومن عليها.


أيّها العسكريون
حافظتم على وحدتكم الوطنيّة بالعرق والدم، فلا تجعلوها عرضةً للاهتزاز. ودماء شهدائكم، من كل الطوائف والمناطق، امتزجت في عرس الشهادة تحت مظلة الإرادة الوطنية الجامعة، فكنتم بحق صخرة لبنان التي لا تهزم. أما أنتم، أيّها الضباط المتخرجون، فقد عَبَرتم بكفاءتكم وتعبكم معمودية المدرسة الحربية، فلا تجعلوا في صفوفكم مكاناً للفساد، أو الطائفية، أو سياسة المصالح. فالوطن على أبواب الإصلاح والمصالحة والحوار وتطبيق العدالة، فكونوا أنتم القدوة لأنكم ملح النظام وحماة الوطن والشعب.
واليوم تنطلق عجلة الدولة لترميم ما تصدّع في السنوات والأشهر الأخيرة من بنيانها السياسي والاقتصادي والأمني، مرتكزة على اكتمال مؤسساتها الدستورية بعد مخاض عسير. فالعمل كثير، ومتراكم، لذا يجب أن يكون المسؤولون في كل المواقع والمجالات على قدر توقعات الشعب، وحجم التحديات.
وفي ظل الظروف الإقليمية والدولية المحيطة بنا، يترتب علينا واجب وطني، أن ننهي خلافاتنا الداخلية بسرعة، وان ندعم ركائز البيت الداخلي، كي نواجه معاً، موحدي الصفوف، أي مخاطر طارئة، فنحدّ من سلبياتها، وكي نواكب معاً، برؤية موحدة، أي تطور في اتجاه السلام، فنفيد من ايجابياته بما يحفظ مصالحنا العليا وكامل حقوقنا.
فلا مكان بعد اليوم للحسابات الضيقة في العمل الوطني. والخلافات السياسيّة يجب ألا تمنع أحصنة عربة الحكم من الإنطلاق أو أن تكون في أي وقت، أداة لتعطيل عمل المؤسسات، والإضرار بمصالح الناس، وتفكيك أواصر الوطن ومقومات صموده وازدهاره.
إن مراجعة الاشكاليات التي حصلت في المؤسسات الدستورية تتطلب منا حسن تطبيق اتفاق الطائف، كي يستقيم عمل هذه المؤسسات، بما يحفظ السلم الأهلي ويوفر سبل المعالجة الناجعة للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية، كما تتطلب العمل على تحقيق التوازن المطلوب، بين الصلاحيات، والمسؤوليات، مما يمكن المؤسسات، بما فيها رئاسة الجمهورية من تأدية الدور المنوط بها كما أكدت ذلك في خطاب القسم.
إنّ أولى مهمات حكومة الإرادة الوطنية الجامعة، هي أن تستحق اسمها، فتكون فعلاً حكومة وحدة للبنانيين في الداخل والخارج، لا مساحة للتفرقة والتشنجات والإنقسام، على حساب مصلحة الوطن، واحتياجات الناس الملحّة، والرؤية الوطنية الواحدة لمستقبل البلاد. فاستناداً إلى هذه الرؤية، ينتظر اللبنانيون من هذه الحكومة أن تسارع، بالتعاون مع المجلس النيابي الكريم، إلى وضع قانون انتخابات نيابية عادل، وعصري، وعلى قياس مصلحة لبنان العيش المشترك والوحدة والانفتاح، يضمن التمثيل الحقيقي لكل صوت، مهما كان ضعيفاً، بعيداً عن المصالح الانتخابيّة الظرفية التي تخنق صحّة التمثيل، والتي سرعان ما تتفكك بعد انتهاء الانتخابات، مخلفة طعنات بالغة في الكيان الديموقراطي للبنانيين.


أيّها العسكريون
لقد عاد أسرانا من سجون الاحتلال، حاملين في أجسادهم الحرّة كرامة لبنان وصموده التاريخي في وجه طغيان القوة والظلم، وضم تراب الوطن رفات أبطال قاوموا الاحتلال حتى الشهادة. ويبقى ملف كبير يفصل لبنان عن اكتمال سيادته على أرضه، وهو استعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة. لقد أعلنت قبل نحو أسبوعين أنّ العدّ العكسي لتحرير ما تبقى من أرضنا المحتلة قد بدأ. وها أنا اليوم أؤكد على أنّ كل الوسائل متاحة ومشروعة لتحقيق هذا الهدف. و لا بدّ من تفعيل السعي الى احقاق سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة يرتكز على المبادرة العربية وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة وتهيئة ظروف هذا السلام، ولكن من دون الرهان بعيداً عليه الى حد التفريط بإنجازاتنا الوطنية.


أيّها الضباط المتخرجون
سيوفكم، سيوف الحقّ، حصّنوا بها إرادة اللبنانيين الجامعة، ولا تخافوا على وطنكم فهو بكم يكبر ويفتخر، بل كونوا بالقدوة والمثال والوحدة، مصدر خوف لأعداء لبنان ولرياح الفتنة، وللساعين إلى هدم هيكل الأمن المحصّن بدماء الشهداء».


عرض التحية
بأمر من قائد العرض تحرّكت الوحدات المشاركة في العرض وهي تباعاً: موسيقى الجيش، علم الجيش، علم قوى الأمن الداخلي، علم الأمن العام، علم أمن الدولة، علم الجمارك العامة، المدرسة الحربية، معهد التعليم - مدرسة الرتباء، القوات البحرية، القوات الجوية، الشرطة العسكرية، لواء الحرس الجمهوري، المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، المديرية العامة لأمن الدولة، مديرية الجمارك العامة، تشكيل من الطوافات العسكرية التابعة للقوات الجوية تحمل العلم اللبناني وشعار الجيش وصور العسكريين الشهداء، فوج المغاوير، فرع المكافحة، الفوج المجوقل وفوج مغاوير البحر.


بدوره أعطى طليع دورة 2007 الأوامر اللازمة لتأخذ الدورتان المتخرجتان مكانهما شمال ممر خط عرض التحية، في مواجهة المنصة، ثم أعطى أمر تقديم الحسام الذي وشحه كل ضابط لحظة مرور علم الجيش من أمامه. ومع وقوف رئيس الجمهورية والحضور صدر أمر قائد العرض: الى الأمام سر، فسارت القوى بالترتيب المحدد لها، فصائل الخطوة الموقعة تليها فصائل الخطوة الرياضية. وفي الجو، ارتفعت بالونات بألوان العلم اللبناني وحلّقت الطوافات، ثم أنشد المتخرجون نشيد الجيش ورمى متخرّجو دورة 2008 قبعاتهم في الهواء، ناشرين أهازيج الفرح في رحاب المدرسة الحربية.

في الختام أخذت الصورة التذكارية للمتخرّجين وقائد المدرسة الحربية مع رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والوزراء. ثم أقيم حفل كوكتيل وتلقى الرؤساء سليمان وبري والسنيورة والوزراء التهاني من كبار المدعوين. وبعد قطع قالب الحلوى تقدم طليع الدورة الملازم فراس يحيى من الرئيس سليمان مقدّماً اليه السيف الذي أعاده اليه.
وبانتهاء الاحتفال، غادر المدعوون، وغادرت الملعب خطوات تلامذة ينطلقون من المدرسة الحربية الى القطع والوحدات ضباطاً يكملون مسيرة الايمان بالوطن، والوفاء لدم الشهداء.


المتخرجون
تضمّنت مراسيم ترقية المتخرّجين الـى رتبة ملازم أسماء المتخرّجين واختصاصاتهم على النحو الآتي:

• دورة الإرادة الوطنية الجامعة (2007):
أ- جيش:
1- القوات البرية:

• فراس وجيه يحيى - مدفعية.
• عمار محمد شمس الدين - مشاة.
• جوني توفيق عواد - مدرعات.
• كيري سامي الحجار - اشارة.
• حسين علي مظلوم - مدرعات.
• جمال ابراهيم الشاميه - مدفعية.
• رمزي عماد ملاعب - مشاة.
• راني غسان شحاده - مدفعية.
• علاء الدين رفاعي المجذوب - مشاة.
• ماهر علي غملوش - مشاة.
• الياس جوزيف القسيس - اشارة.
• شربل الياس الخوري - مدفعية.
• بلال سليم عبد الفتاح - مشاة.
• نسيم نبيل نصار - مشاة.
• حسين محمد وهبي - مشاة.
• علي عباس مرسل - مشاة.
• نضال زياد عجيب - مشاة.
• باتريك دانيال شوفاني - هندسة قتال.
• بشار جرجس تامر - مشاة.
• مقبل علي حميه - مشاة.
• علي حسين مشيك - مشاة.
• أديب حسن أبو ابراهيم - مدرعات.
• بسام عدنان مهنا - مدفعية.
• بشار مظهر الشيخ - مدرعات.
• اندريه ناصيف غزاله - مدرعات.
• أحمد محمود لمع - هندسة قتال.
• جوزف طوني نبهان - مشاة
• مازن وحيد الشيخ علي - مشاة.
• أمين ايليا تنوري - مدفعية.
• ايلي فرح فرح - مشاة.
• نادر انطوان شماطه - مدرعات.
• نيكولا ريمون الورد - مشاة.
• علاء سلمان علود - مشاة.
• عز الدين محمد وهيب أبو ظهر - مشاة.
• ريتشارد عطيه الجبرين - مشاة.
• حسن علي الحركه - مشاة.
• سامي محسن أمين - مشاة.
• فرنسوا أنطوان طربيه - مدفعية.
• وسام فؤاد بو شبل - مشاة.
• رافي جوزيف متري - مشاة.
• طوني اميل نبهان - مدرعات.
• طوني يوسف خوري - مدفعية.
• رامي باسم ديوب - مشاة.
• محمد علي ترحيني - مدفعية.
• محمد أحمد حيدر - مشاة.
• جورج أنطوان معوض - مشاة.
• جود عماد بشاره - مدرعات.
• فؤاد سهيل سليم - هندسة قتال.
• جميل حنا سعاده - مشاة.
• طارق خالد الدغيدي - مشاة.
• طارق سامي رزق - مشاة.
• منصور طارق حبشي - مشاة.
• خالد هاني الأدرع - مشاة.
• إيلي مسعود جريج - مشاة.
• محمد ناجح عوض - مدرعات.
• جورج سيمون سمعان - لوجستية.
• جوزيف ريمون فرح صعب - مشاة.
• مصطفى محمد الجمل - مشاة.
• زين العابدين محمد علي رمال - مشاة.
• إيلي يوسف سالم - مشاة.
• روجيه ميشال الخوري - مدفعية.
• طانيوس يوسف جرجس - مشاة.
• جهاد نبيه الهبر - مشاة.
• غدي شوكت أبو كروم - مشاة.
• قاسم محمد أبو ديه - مشاة.
• رغيد محرز شلهوب - مشاة.
• داني حنا الحاج - مشاة.
• يوسف انطوان سلوم - مشاة.
• خليل سليم مينا - مشاة.
• حسن أحمد فياض - مشاة.
• محمد نور الدين سعد - مشاة.
• عباس ابراهيم صالح - مدرعات.
• رغيد جوزيف الشاعر - مدرعات.
• رودي كمال الزغندي - مشاة.
• ايلي منير جبور - مشاة.
• جوني جميل الحاج - مشاة.
• ايلي سابا زكريا - مشاة.
• حسين علي الطفيلي - مشاة.
• عمر أحمد الشمعه - مشاة.
• سمعان وفيق حدشيتي - مشاة.
• ميشال موريس ميني - مشاة.
• مالك محمود الحسامي - لوجستية.
• باسل حسان الحجار - مشاة.
• بهاء سامي ملاعب - مشاة.
• بهاء سليمان الوعري - مشاة.
• مروان حسين مرعي - مشاة.
• داني غسان عيد - مدرعات.
• محمد طلعت صالح - مشاة.
• نبيل ابراهيم الفياض - مشاة.
• رامي انطون دقور - مشاة.
• أنطوان مخايل الحويك - مشاة.
• حسن علي أمين - مشاة.


2- القوات الجوية:
• هادي يوسف جرجس - طيار.
• شادي جان يمين - طيار.
• ماريو علم العلم - طيار.
• جاد نديم العاكوم - طيار.


3- القوات البحرية:
• الياس شربل داغر - بحري.
• انطوني سليم كنعان - بحري
• بلال عبد العزيز صالح - بحري.


ب- أمن عام:
• زين العابدين دياب.
• آلان داغر.
• يوسف أمين السيّد.
• بطرس دحدح.
• وسام يوسف.
• نديم البابا الدويهي.


ج - أمن دولة:
• إيلي خزّاقة.
• عمر أبو شقرا.
• إيلي مسّوح.
• ميشال فارس.
• ذو الفقار الديراني.

 

• دورة اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج (2008):


أ- جيش:
1- القوات البرية:
• إيلي شربل سمعان - هندسة قتال.
• علي ملحم شومان - هندسة قتال.
• أحمد علي مسعود - مدفعية.
• أحمد حسين الخطيب - مدرعات.
• عامر حكمت عاصي - مشاة.
• مهدي عبد المطلب نصر الدين - مدرعات.
• شربل نبيل الزريبي - مدفعية.
• خالد عاطف المغبط - مشاة.
• حسام غسان السيد أحمد - مشاة.
• علاء الدين خالد عثمان - مدرعات.
• عماد محمد خير بركات - مشاة.
• أحمد محمد نعمان - مشاة.
• عاصي شوقي النجار - مشاة.
• ريشار منير البيطار غانم - مشاة.
• عصمت حسن عباس - مشاة.
• علي حسين حسون - مشاة.
• علي حسن حجازي - مشاة.
• حسن علي الديراني - مشاة.
• بسام مالك الحداد - مدفعية.
• عدنان نيازي الشحيمي - مشاة.
• يحيى عباس حمزة - مشاة.
• زاكي جورج صراف - مدفعية.
• حمزة محمد علي حيدر أحمد - مشاة.
• إيلي بشارة نخله - مدفعية.
• جوزف روبير دبياني - مشاة.
• أحمد محمود نصار - مدفعية.
• جوزف أديب أبو شعيا - مشاة.
• حسن معين عاصي - مدفعية.
• حمزة محمد عمر يافاوي - مشاة.
• عمر سامي فيصل - مشاة.
• طوني حبيب قحوش - مشاة.
• خضر محمود المصري - مدفعية.
• أحمد حسين نعمان - هندسة قتال.
• شربل بطرس بطرس - مشاة.
• جلال غسان ملاك - مدرعات.
• هشام صعب وهبه - مشاة.
• فادي الياس ملحم - هندسة قتال.
• بشاره أسعد الشماس - مشاة.
• الياس سمير كولو - مدفعية.
• أحمد شوقي الادرع - مشاة.
• همام ناجي كرباج - مدرعات.
• أدهم وسيم بو كروم - مدفعية.
• أندريه حبيب سعيد - مدرعات.
• جورج جوزيف رزق - مدرعات.
• غسان يوسف عزيزه - مشاة.
• صالح رشيد القادري - مشاة.
• علي محمد حطيط - مشاة.
• داني كميل كرم - مشاة.
• طوني ريمون أبو نكد - مشاة.
• علي سعداللّه شميس - مشاة.
• حسن عبد الحسين يونس - مشاة.
• ادغار حسان العرجا - مدرعات.
• جوزف الياس شمعون - مشاة.
• امطانيوس حنا سعود - مشاة.
• حسن رامز دياب - مشاة.
• كريستيان وليد وهبه - مشاة.
• ربيع بيار ناصيف - مشاة.
• ناجي غسان اللقيس - مشاة.
• محمد نزار عياش - مشاة.
• الياس عدنان المر - مدرعات.
• جورج جوزف الحصري - مشاة.
• أمين عصام الحاج - مدرعات.
• وسام يوسف التقي - مشاة.
• جورجي أنطوان يعقوب - مشاة.
• شربل يوسف ديب - مشاة.
• قاسم علي ركين - مشاة.
• محمد منير السيد - مشاة.
• جورجيو ديب جبران نصير - مشاة.
• أحمد عمر الحاج شحاده - مشاة.
• ناصيف نجيب أبو حنا - مشاة.
• ماريو مارون حاكمه - مشاة.
• ابراهيم الياس فرح - مشاة.
• ميشال جميل مطلي - مشاة.
• خالد مصطفى عباس - مشاة.
• ميشال شكراللّه حديد - مشاة.
• جورج طعان نصر - مشاة.
• مارون يوسف خليل - مشاة.
• حنا سركيس يوسف - مشاة.
• ريمون طنسا المشهور باسم انطوان عيد - مشاة.
• وليد ابراهيم أيوب - مشاة.
• نزار حازم الصائغ - مشاة.
• بلال قاسم عواد - مشاة.
• دانيال فؤاد خيراللّه - مشاة.
• جوزف ميلاد النداف - مشاة.
• شربل رزق رزق - مشاة.
• محمد خالد المعوش - مشاة.


2- القوات الجوية:
• وسام حنا فرصه - مراقب جوي.
• عبدالله حسن طباجه - طيار.
• نديم رياض ذبيان - طيار.
• جورج شهيد الجبيلي - مراقب جوي.
• بيار شربل ابراهيم - طيار.
• مايكل أمين أبو عراج - مراقب جوي.
• علاء غسان بو ياسين - طيار.
• علي حسين الدر - مراقب جوي.
• علي زهير يونس - مراقب جوي.
• سلطان فاضل أبو ابراهيم - مراقب جوي.
• أسامه يوسف حمود - مراقب جوي.


3- القوات البحرية:
• بول حنا زغيب - بحري.
• رامي يوسف سعد - بحري.


ب- قوى الأمن الداخلي:
• سامر سلوم.
• محمد شعبان.
• حسان دياب.
• عباس عساف.
• غي ياسين.
• أمير كيروز.
• معتز الحسنية.
• حمزة فوزي حيدر أحمد.
• أنطونيو يمين.
• حسن جزيني.
• محمد يوسف.
• يوسف البشلاوي.
• نيكولا نصر.
• الياس روفايل.
• إيلي فهد.
• لاري الحاج.
• أسامة عبود.
• إيلي يوسف.


ج- جمارك:
• عمر غاريوس.
• عبد السلام زرزور.


في السجل الذهبي
• دوّن الرئيس سليمان في السجل الذهبي للمدرسة الحربية الكلمة الآتي نصها:
«الى ضباط دورتي اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج والإرادة الوطنية الجامعة، الأول من آب ليس تاريخاً يعيد نفسه في المدرسة الحربية. ففي هذا الصرح الوطني، يتخـرّج رجال يربطون شرف الوطن بشرفهم، وحياة الوطن واستمراره بتضحياتهم، وسلامة المواطنيـن بوفائـهم للمبادئ التي تلقوهـا وأقسمـوا يمين الحفاظ عليهـا.
سنوات السيـف والقلم تثمر حباً للوطن يتجسّد في كل محطة، وكان آخرها في نهر البارد، فبقي لبنان سليماً معافى لأن دماء الشهداء وتفاني الضباط والرتباء والأفراد، أعطيا دماً جديداً يسري في العروق ويحمي الأوطان».


• دوّن قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن شوقي المصري ما يلي:
يحتل هذا المعهد الأشمّ الحصة الأكبر من وجداننا العسكري، ويسكن المساحة الأوفى في قلوبنا. إنه البيت الثاني لكل منّا، ولنا فيه أخوة لا ننساهم، عهدنا بهم بطولة لا ريب فيها، واستعداد دائم للتضحية دفاعاً عن الكرامة، وحماية التراب الوطني.
عرف باب الدخول اليه فتياناً يتسابقون في دروب التفوق والتحصيل، وعرف باب الخروج منه رجالاً لا تنحني هاماتهم أمام الصعاب، ولا تهاب نفوسهم مرارة الموت.
وبمناسبة عيد الجيش لهذا العام أتوجّه الى قائد المدرسة الحربية وضباطها، وجميع عسكرييها بتهنئتي القلبية على ما أنجزوه من عمل مشرّف، داعياً إياهم الى مزيد من البذل والعطاء لإعلاء شأن مؤسستهم، كي تستمر في تخريج ضباط أكفياء يعتزّ بهم الجيش، ويفتخر».


• دوّنت السيدة لودي أرملة اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج الكلمة الآتية:
«يا رفيق العمر، يا شهيد الوطن،
اليوم أقسموا يمين الذوّد عن لبنان، كما أقسمتَ ورفاقك قبل ثلاثة وثلاثين عاماً... دفعة جديدة من الرجال الأشداء في مطلع العمر تضجّ صدورهم بالفخر وتزخر عقولهم بالمعرفة.
حملوا إسمك ليكملوا مسيرتك، حفاظاً على علم البلاد وذوداً عن لبنان.
إنها «دورة اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج».
أيها البطل الغائب الحاضر أبداً، اليوم ترتاح نفسك وتطمئن الى أن هذه الأرض ستبقى تُنبت الرجال المؤمنين القادرين على حفظ الأمانة وصون العهود...».