أوراق قديمة

شاعر الجيش» في قصيدة الاستقلال
إعداد: باسكال معوّض بومارون

من كتاب «حبيب بركات، رجل وتراث، الجوهرة المُضاعة» الذي جمعه وأعدّه عبدالله حبيب بركات، تحية للبنان؛ في عيد استقلاله يوم 22 تشرين الثاني ٤٦، ألقى الملازم حبيب عبدالله بركات قصيدته الأولى في أوتيل نورماندي في حضور قائد الجيش الزعيم فؤاد شهاب وأركان القيادة والضباط وعائلاتهم، فأُطلق عليه لقب شاعر الجيش وخطيبه منذ تلك اللحظة.

 

عَرّج عليها فإنَّها           بَلَدُ الخُلودِ وغَنِّها
وأذِب بروحِك دَنَّها         حتّى تصيرَ كأنَّها
         ثَملٌ يُراقِصُهُ الوجود
وَانشَقَّ شَذاها فَكَوّنَها    عَبَقٌ يُحاوِلُ شَمَّهَا
والوَردُ عِطرُهُ عَمَّهَا         وَأَباحَ قَلبُهُ ضَمَّهَا
         فَتَجانَسَت فيهَا الوُرود
وَتَراوَدَت لِــوُجودِها          فَتَواعَدَت لِخُلودِها
وَسَمَت وَنَجمُ سَعودِها     لِلخافِقَيْنِ يَقودُها
         ويَقيها من شرِّ الحَسودْ
والسعدُ حلّقَ فوقَها       ولظًى يُداعِبُ شوقَها
واللُّطفُ نَمَّقَ ذوْقَها       وَدَعَا الملائِكَ جَوقَها
         يَتَرَنَّمونَ من السَعودْ
وَرِجالُها أُسْدُ الشَّرى       وَنِساؤُها شُهْبٌ تُرى
وَجَميعُهُم نِعْمَ الوَرى      مَلَكوا البَراعَةَ وَانبرى
         يَتَكاتَفونَ عَلى العُهودْ
والشوقُ عمَّ عَبيرُهَا        فــأنـــارَه ويـُنــيــرُهــا
والنارُ شوقي يُثيرُها       «والسَّمهريُّ» أميرُها
         لــلَّـه تَرْفَعُها البُنودْ
ولها المحبَّة والهوى       عَرْشًا عَلى القَلبِ استَوى
وَلَها المحاسِنُ والغِوى     وَجَــمــالُــها فَــإذا ذَوَىَ
         علَمٌ على الأعلامِ جودْ
أرْضُ الحياةِ وروحُها        سرٌ وقلبي يبوحُها
فَسُهُولُها وسُفوحُها     وعُهودُها وطُموحُها
         خَرَّ الجَمالُ لَها سُجودْ
والعيدُ ألْبَسَها الهَناث     َوبًا قَشِيبًا من سَنا
فإذا هي وإذا المُنى      وإذا «الزعيمُ» وكُلُّنَا
         شُهُبٌ على الحَقِّ شُهود
و«شِهَابُنَا» سَيْفُ الرَدى    يَفْتَرُ في وجْه العِدا
وبِوصْفِهِ الحادي حَدا        وَالدَهْرُ غَرَّدَ واهْتَدَى
         بِهُدَاهُ مَنْ أَلِف الجُحودْ