مسار الشعلة

شعلة الاستقلال تجوب لبنان وتحطّ رحالها في العرض العسكري
إعداد: ندين البلعة خيرالله

أعادت «شعلة الاستقلال» التي تنقّلت بين 18 منطقة لبنانيّة، إلى الذاكرة الكثير من المحطّات المشرّفة ومواقف العزّ التي سطّرها التاريخ عن رجالات اعتُقلوا، وآخرين استشهدوا في سبيل الاستقلال والدفاع عن بلدٍ وشعبٍ وُلد ليكون حرًّا.

 

في مسيرتها التي بدأت يوم 11 تشرين الثاني واستمرّت على مدى 12 يومًا، ترمز إلى الأيام العصيبة التي مرّت على لبنان في العام 1943، بدءًا من توقيف رجالات الاستقلال وصولًا إلى الحرّية، تبعَت شعلة الاستقلال مسار الأحداث التي وقعت خلال هذه الأيام. فانطلقت من قلعة راشيا إلى قلعة بعلبك، فالهرمل- نهر العاصي وساحة شتورا، ومنها إلى النصب التذكاري في العبدة شمالًا، ومن ثمّ قلعة طرابلس، فسراي زغرتا، وميناء جبيل، ومن ذوق مكايل إلى مدينة النبطية وصور، فقلعة صيدا البحرية، لتنتقل من هناك إلى دير القمر فضريح مؤلِّف النشيد الوطني اللبناني رشيد نخلة في الباروك، فبيت الاستقلال في بشامون، وساحة رشميا، وصولًا إلى تمثال فخر الدين على مدخل وزارة الدفاع الوطني في اليرزة، لتحطّ رحالها في 22 تشرين الثاني في جادّة شفيق الوزّان حيث أقيم العرض العسكري وتسلّمها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وأضاء بها شعلة النّصب التذكاري للشهداء.
وقد جاءَت هذه الجولة من ضمن سلسلة نشاطات نظّمها الجيش في مناسبة اليوبيل الماسي للاستقلال بهدف استذكار نضالات الأسلاف في ظلّ الظروف الضاغطة التي أنسَت اللبناني المعنى الحقيقي للاستقلال.
استُقبلت الشعلة في مختلف المناطق بحفاوة وحماسة، وكُرّمت باحتفالات ومهرجانات حضرها ممثّلون لقائد الجيش العماد جوزاف عون وشخصيات، في كل محطة حلّت فيها.
 
من راشيا
من قلعة الاستقلال في راشيا، أطلق العميد الركن حمد حيدر ممثلًا العماد قائد الجيش، الشعلة في احتفال شعبي على مدرّج القلعة، حضره نائب رئيس اتحاد بلديات المنطقة عصام الهادي، وأعضاء بلدية راشيا، ورؤساء بلديات المنطقة وفاعليات.
وقد حيّا رئيس لجنة السياحة في بلدية راشيا جوزيف عسلي، الجيش اللبناني الساهر على الوطن وشعبه، واعتبر أنّ الجيش هو ضمانة كل اللبنانيين. وبعد استعراضٍ لفرقتَي خيّالة ودبكة، أطلق العميد حيدر الشعلة من أمام القلعة المزدانة بالأعلام اللبنانية، وانطلق بها عدّاؤون إلى محطّتها الثانية.

 

بعلبك، الهرمل وشتورا
في يومها الثاني، وصلت الشعلة إلى مدينة بعلبك التي استقبلتها باحتفالٍ أقامته البلدية في ساحة القلعة، في حضور العقيد رياض جانبين ممثلًا العماد قائد الجيش، إلى جانب رئيس بلدية بعلبك العميد المتقاعد حسين اللّقيس، والمسؤول الإقليمي للدفاع المدني في محافظة بعلبك- الهرمل بلال رعد، وفعاليات تربوية وبلدية واختيارية واجتماعية.
حمل الشعلة والعلم اللبناني العدّاء علي عوض، وتخلّل الحفل عدّة كلمات أكّدت أنّه شرف عظيم لمدينة بعلبك استقبال شعلة الاستقلال من رجال الجيش اللبناني الذين يحمون لبنان واستقلاله... وقدّمت فرقة «باخوس غروب» بقيادة الفنان رامي شيبان لوحات فولكلورية تراثية على أنغام الأغاني الوطنية.
ختامًا سلّم ممثّل القائد ورئيس البلدية الشعلة إلى العدّاء بلال بيان لتنتقل إلى ساحة الشهيد النقيب الياس الخوري عند مدخل الهرمل، في حضور العقيد الركن بيار بطرس ممثلًا العماد قائد الجيش، ورئيس بلدية الهرمل صبحي صقر، الذي أكّد أنّ الهرمل لم تبعدها الجغرافيا عن صناعة التاريخ، وهي تستمر في مواجهة المشاريع التي تستهدف الوطن لتكون سدًا منيعًا في مواجهة المجموعات الإرهابية التكفيرية... بعدها غادرت الشعلة إلى منطقة شتورا حيث تسلّمها العقيد الركن دافيد بشعلاني ممثلًا العماد قائد الجيش وشخصيات من المنطقة.
 
إلى العبدة
في اليوم الثالث، استقبلت بلدة ببنين- العبدة الشعلة في ساحة العبدة عند المدخل الجنوبي لمحافظة عكار، في حضور العقيد بسام الأيوبي ممثلًا العماد قائد الجيش، ورئيس البلدية كفاح كسار، وعدد من الشخصيات البلدية والاختيارية والاجتماعية.
حمل الحضور الأعلام اللبنانية عند نصب شهداء الجيش، منشدين النشيد الوطني اللبناني. ثم وجّه رئيس البلدية تحية إلى شهداء عكار والشمال الذين سقطوا دفاعًا عن لبنان، مؤكّدًا أنّ عكار لن تنحني ما دام فيها رجال يقدّمون التضحيات من أجل الوطن. وتوالت الكلمات التي عبّرت عن الفخر بالجيش، وتَوْق أبناء عكار لحمل شعار الشرف والتضحية والوفاء.

 

طرابلس وزغرتا
وصلت شعلة الاستقلال في اليوم الرابع إلى قلعة طرابلس، حيث كان في استقبالها العقيد الركن أيوب رشيد ممثلًا العماد قائد الجيش، وممثّلون عن هيئات بلدية واقتصادية وطلاب المدارس وأهالي المدينة.
أكّدت الكلمات على أهمية ذكرى الاستقلال في حياة اللبنانيين عمومًا والطرابلسيين خصوصًا، فطرابلس هي مدينة الاستقلال وكان لها دور رئيس في محاربة الانتداب، وقدّمت شهداء من خيرة شبابها في معركة الاستقلال...
المحطة التالية للشعلة في هذا اليوم كانت في سراي زغرتا، حيث نظّمت البلدية احتفالًا حضره العقيد الركن الياس سابا ممثلًا العماد قائد الجيش، وقائمقام زغرتا السيّدة إيمان الرافعي، ورئيس بلدية زغرتا - إهدن الدكتور سيزار باسيم، إلى فعاليات بلدية وأمنية وحشد من طلّاب المدارس.
شرح نائب رئيس البلدية المهندس غسان طيّون في كلمته، معنى الشعلة التي ترمز إلى مسار بدأ منذ 75 سنة، يوم تلاحمت مكوّنات الوطن جميعها مطالبة بالاستقلال عن الانتداب الأجنبي... وتابع قائلًا: «في عملية صون الاستقلال، من منّا يمكنه أن يتخيّل مشهدًا يغيب عنه جيش يؤدّي دوره الوطني على الحدود وفي الداخل؟».
وألقى طيّون الضوء على دور زغرتا التاريخي في بلورة مفهوم الاستقلال برجالاتها، من يوسف بك كرم، إلى الخورأسقف إسطفان أسعد الدويهي، إلى حميد قبلان فرنجيه، فالرئيس سليمان فرنجيه، والرئيس الشهيد رينيه معوّض...

 

جبيل وذوق مكايل
يوم الخميس 15 / 11 / 2018 وصلت الشعلة إلى جبيل، مدينة الحرف، حيث أقامت البلدية احتفالًا في المرفأ، في حضور العقيد صباح سماحة ممثلًا العماد قائد الجيش، وقائمقام جبيل نتالي مرعي الخوري، ورئيس البلدية المهندس وسام زعرور وأعضاء المجلس البلدي، وفعاليات عسكرية ومدنية.
استقبل المشاركون في الاحتفال الشعلة حاملين الأعلام ومنشدين «كلنا للوطن»... ثم شكر رئيس البلدية الجيش الذي أعطى للعيد هذه السنة نكهةً خاصة. وأكّد للشبان والشابات: «أنتم نور المستقبل وسنتابع معكم شعلة الاستقلال»، داعيًا إياهم إلى البقاء في الوطن والعيش فيه وفاءً للأرض والقيم الموروثة. وفي الختام قدّمت فرقة الكشاف الماروني عرضًا موسيقيًا.
بعدها انتقلت الشعلة إلى بلدة ذوق مكايل التي ازدانت شوارعها بالأعلام اللبنانية وصدحت فيها الأغاني الوطنية احتفاءً بالمناسبة. أُقيم الاحتفال في ساحة البلدية، وقد حضره العقيد الركن خالد المجلّد ممثلًا العماد قائد الجيش، وقائمقام كسروان- الفتوح الأستاذ جوزف منصور، والرئيس الفخري لبلدية ذوق مكايل المحامي نهاد نوفل، ورئيس البلدية الأستاذ الياس البعينو وأهالي المنطقة.
البعينو تحدّث عن زمن الاستقلال الذي هو زمن مفعم بالحرية والعطاء وحب الحياة، تاريخ صنعه رجال عظماء من وطننا أمثال ابن بلدتنا الوزير سليم تقلا الذي أسهم مع رفاق له في رسم ملامح لبنان السياسي وتوطيد دعائم الاستقلال.

 

النبطية
أمام السراي الحكومي في النبطية نظّمت البلدية احتفالًا تخلّله إضاءة شعلة الاستقلال، حضره العقيد حسين طباجة ممثلًا العماد قائد الجيش، ورئيس جهاز أمن السفارات في لبنان العميد وليد جوهر، إلى جانب ضباط من مختلف الأجهـزة الأمنيـة، ورئيـس اتحـاد بلديـات الشقيـف محمـد جميـل جابـر، وفعاليات سياسيـة وحزبيـة وتربويـة.
وتحدّث عضو بلدية النبطية عباس وهبي قائلًا: «إنّ لبنان يرفع راية التحدّي ليصون كرامته بفضل جيشه الباسل... وها هي بلدية النبطية تحتفل بهذه الذكرى بالتعاون مع قيادة الجيش- مديرية التوجيه التي أخذت على عاتقها إضاءة شعلة الاستقلال في المحافظات اللبنانيّة كلها، لأنّنا نحتاج إلى تحصين الاستقلال أكثر من أي وقت مضى».
بعدها أضاء الحضور الشعلة وحملها مغوار من الجيش وجاب بها الشارع الرئيس على وقع أغانٍ وطنية.


في صور وصيدا
وصلت الشعلة إلى صور في اليوم السابع، حيث احتفلت المدينة بمرورها في ساحة إليسار مقابل دوّار العلم، وذلك في حضور العميد الركن حميد حرب ممثلًا العماد قائد الجيش، ورئيس البلدية المهندس حسن دبوق وأعضاء المجلس البلدي، إلى عناصر من قوّات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان وشخصيات دينية وتربوية ورياضية وكشفية وحشد من أهالي المدينة.
وفي اليوم التالي، انتقلت الشعلة إلى مدينة صيدا حيث أُقيم احتفال «وعد المجد- بتوقيت صيدون» أمام القلعة البحرية بدعوة من محافظ لبنان الجنوبي منصور ضوّ، وفي حضور العقيد الركن زيدان القعقور ممثلًا العماد قائد الجيش ورئيس البلدية المهندس محمد السعودي، وشخصيات سياسية وبلدية وأمنية وحشد من الأهالي. هنا تميّز الاحتفال بنقل الشعلة بحرًا من مرفأ المدينة إلى قلعة صيدا البحرية، فضلًا عن عروض ورقصات فولكلورية قدّمها طلاب مدارس المنطقة وكلمات من وحي المناسبة.

 

دير القمر والباروك
في اليوم التاسع، استقبل أهالي دير القمر الشعلة في ساحة داني شمعون وعائلته بمشاركة العقيد الركن شربل عاد ممثلًا العماد قائد الجيش وفعاليات سياسية ورئيس البلدية السفير ملحم مستو، ولفيف من الآباء والكهنة.
استُهلّ الاحتفال بوضع إكليل من الزهر على النصب التذكاري للرئيس الراحل كميل شمعون، ثم ألقى رئيس البلدية كلمة حيّا فيها الجيش الذي يبقى درع الوطن وسياجه، وأكّد أنّ أهالي المنطقة سيبقون يدًا بيد مع المؤسسة العسكرية للنهوض بالوطن وتجاوز المخاطر التي تتربّص بنا...
بعد ذلك، انتقلت الشعلة إلى الباروك، حيث ضريح رشيد نخلة مؤلّف النشيد الوطني اللبناني. هناك كان الاستقبال حاشدًا في حضور العقيد الركن شربل عاد ممثلًا العماد قائد الجيش وعضو المجلس البلدي داوود نخلة ورئيس بلدية الباروك- الفريديس إيلي نخلة. وقد عزفت فرقة موسيقى الجيش ألحانًا وطنية وشارك كورال مدرسة الليسيه بعقلين في المناسبة بمجموعة أناشيد. كما أُلقيت كلمات رحّبت بالشعلة ونوّهت بدور الجيش كدرعٍ وسياج للوطن، وختامًا وُضع إكليل من الزهر على ضريح الراحل رشيد نخلة.

 

بشامون ورشميا
وصلت الشعلة إلى بشامون وفي ساحة بيت الاستقلال حملها العميد المهندس مروان الخطيب ممثلًا العماد قائد الجيش، وصاحب البيت السيّد جهاد الحلبي في حضور فعاليات المنطقة وأهلها، وقد حمل الجميع الأعلام اللبنانية وأنشدوا النشيد الوطني والأغاني الوطنية.
المحطة التالية كانت في رشميا، حيث وضعت رابطة الشبيبة الرشماوية برئاسة سعد الياس، على مدخل البلدة كلمة رشميا بألوان العلم اللبناني، في مناسبة عيد الاستقلال، لاسيما وأنّ ابن البلدة الرئيس الشيخ بشارة الخوري كان أول المدافعين عنه، وقد اعتُقل وسُجن في قلعة راشيا قبل أن يتحرّر ورفاقه ومعهم لبنان. والرئيس الخوري هو صانع الميثاق مع الرئيس رياض الصلح الذي اختاره لتشكيل حكومته الأولى، وقد أصرّ في البيان الوزاري على عبارة الاستقلال، حيث وردت هذه الكلمة 37 مرة داخل هذا البيان تعبيرًا من رئيس الجمهورية آنذاك عن تمسّك الشعب اللبناني بالحرية والاستقلال والكرامة.
وقد أضاءت البلدة اسمها عشية وصول الشعلة إليها، حيث استقبلها العقيد سمعان طراد ممثلًا العماد قائد الجيش بمشاركة أهالي المنطقة وطلاب المدارس مرتدين قمصانًا كُتب عليها I Love Lebanon، وأُلقيَت كلمات عبّرت عن فخر أهالي المنطقة بجيش بلادنا وعن المشاعر الوطنية في هذه المناسبة المهمّة.

 

اليرزة
في ختام جولتها، وقبل تسليمها إلى رئيس الجمهورية في الاحتفال الرسمي يوم العيد، تسلّم العميد الإداري فراس الترشيشي ممثلًا العماد قائد الجيش شعلة الاستقلال عند مدخل وزارة الدفاع في اليرزة، في احتفال شارك فيه تلامذة من مدرسة ملكارت، وعزفت موسيقى الجيــش النشيد الوطني وزُيِّنَت الساحة بالأعلام اللبنانية وأعلام الجيش.