نوافذ مفتوحة

شعوب العالم يوم رأس السنة !
إعداد: باسكال معوض بو مارون

كلٌ على طريقته يحتفل

عادات وتقاليد غريبة عجيبة ترافق حلول عام جديد. ومع دقات منتصف ليل آخر أيام السنة معلنة يومًا وشهرًا وسنةً جددًا تحتار الشعوب في مختلف أنحاء العالم بكيفية الاحتفال بهذا الحدث المميز بطريقة تجعل العام القادم يحمل الإزدهار والصحة والبحبوحة.
«ولادة» التقويم الغريغوري حصلت في 24 شباط 1582 حينما وافق البابا غريغوار الثامن على التقويم الذي طرحه العلامة ألويسوس ليلايوس والذي يقضي بتقسيم السنة إلى 12 شهرًا واعتبارها مؤلفة من 365 يومًا تبدأ منتصف ليل 31 كانون الأول، ومن يومها انبثق «هوس» رأس السنة.

 

«البسترينة»
نبدأ الجولة من لبنان مع «البسترينة» التقليد الشائع في الكثير من القرى اللبنانية، حيث توزّع القطع النقدية على الأطفال صباح رأس السنة؛ بدأت العادة في الفترة الرومانية حين كان كل امبراطور يقوم بصكّ عملات تحمل اسمه يوزعها في بداية السنة، فيعطى الأطفال بعض القطع القديمة ويبدأ التعامل بالقطع الجديدة على أمل أن تكون السنة خيّرة وغنية.
كما تنتشر عادة إطفاء الضوء وإعادة إنارته ليلة رأس السنة, ويعود ذلك إلى الديانات القديمة التي كانت تعتبر ضوء الشمس إلهيًا يحمل دفؤه الحياة، أما الظلام فيعني الموت. لذا يضيء الناس متمنّين أن يبتعد عنهم شبح الموت في السنة الجديدة.

 

موائد السنة الجديدة
من عادات الطعام في رأس السنة أن لا يأكل الهنود منذ فجر اليوم الأول للسنة الجديدة حتى منتصف الليل، وبعد ذلك يبدأون بوضع الأطعمة المختلفة والأطباق الشهية على الموائد.
وتزيّن الفتيات البولنديات أنفسهن على شكل أرنب ويأكلن الخضروات الخضراء معتقدات أن ذلك يجلب التوفيق والخير.
أما الإسبان فيأكلون 12 حبة عنب لكل شهر من أشهر السنة مع كل دقة من دقات ساعة منتصف ليل 31 كانون الأول.
وإذا كنت مدعوًا لتناول العشاء لدى عائلة بلغارية في اليوم الأخير من السنة، فعليك أن تعطس عدة مرات وستحصل بعد ذلك على هدية قيّمة من المضيف قد تكون خروفًا أو عجلاً صغيرًا أو مهرًا، لأن البلغاريين يعتقدون أن ذلك سـيجلب الـسـعادة والــسلامة طوال الســـنة الــجديـدة.
 

معتقدات وأمنيات وآمال
يعتقد الفرنسيون أن أول شخص يدخل المنزل في أول يوم من السنة الجديدة، يرمز إلى حال السنة بالنسبة إلى أصحاب البيت. وينبغي أن يكون الزائر ذكرًا في المقام الأول لاعتقادهم أنه دليل ازدهار وثروة.
أفضل عادات الاحتفال برأس السنة وأكثرها رواجًا في لاتفيا، ارتداء الأقنعة الغريبة التي يتجول الناس بها في الشوارع مقدمين مشهدًا ممتعًا ومضحكًا يدخل البهجة إلى قلوب الجميع في هذا اليوم.
من جهتهم يكتب الفنزويليون أمنياتهم وأحلامهم قبل ليلة السنة الجديدة، ومع اقتراب منتصف الليلة يجمعون تلك الأمنيات ويحرقونها، أما التشيكيون فيصنعون «قوارب قشر الجوز» للاحتفال ويثبتون شموعًا داخلها في وعاء من الماء، ويعتقدون أن اتجاه القشرة يشير إلى مستقبل صاحبها، واستمرار احتراق الشمعة يشير إلى حياة طويلة وهانئة.
في فنلندا يتذكرون الموتى في هذا اليوم فيقصدون المدافن رؤؤسهم مغطاة وفي أيديهم الشموع، ويبدأون في الغناء.
يحتفل البورتوريكيون بالسنة الجديدة برشق المارة بالماء، للتخلّص من الطالع السيء وجلب الحظ في السنة الجديدة، كما يرشون المنزل ومحيطه بالسكر. أما أطفال الفيليبين فيقفزون 10 مرات ليلة رأس السنة إذا أرادوا أن يصبحوا طويلي القامة، فيما يلقي الدانماركيون أطباق السنة القديمة على أبواب الجيران والأصدقاء، وكلما وجد الشخص صباحًا عددًا أكبر من الأطباق المهشمة أمام بابه، كلما زادت سعادته وحظوظه في العام الجديد.
من التقاليد أن تزيّن المنازل في اليابان بأكاليل الزهور في ليلة رأس السنة، وذلك لطرد الأرواح الشريرة وجلب الحظ والسعادة. وصباحًا يشرع اليابانيون في الضحك عاليًا لإيمانهم بانعكاسه الجيد على العام الجديد.
وللغاية نفسها يتم إخفاء جميع المكانس في النروج يوم رأس السنة لاعتقاد قديم بأن الساحرات والأرواح الشريرة تأتي في هذا اليوم لسرقة المكانس والطيران بها إلى السماء.
وباعتقاد البرازيليين أن السنة الجديدة ستكون مفعمة بالحظ والسلام إذا ارتدوا الملابس البيضاء في ليلة رأس السنة، وتوقد الشموع على الشاطئ لاعتقادهم أن إلهة البحر ترى شموعهم المضاءة فتحقق لهم رغباتهم وأمنياتهم.
في أوكرانيا لا بد أن تحوي شجرة عيد الميلاد عنكبوتًا إصطناعيًا مع شبكته، لأنه يجلب الحظ السعيد؛ ويرجع ذلك إلى أسطورة شعبية تخبّر عن امرأة فقيرة جدًا لم تستطع شراء شجرة عيد الميلاد لأسرتها، وفي صباح يوم العيد وجدت أن عنكبوتًا قد نسج شجرة  بواسطة خيوطه التي تحولت في ما بعد إلى خيوط من الفضة والذهب.
أما الإيطاليـون فيكتفون بمتعة مشاهدة بزوغ فجر أول يوم من السنة الجديدة...