جيشنا

شهادات ومكافآت للفائزين في مسابقة اللغة والثقافة الفرنسيتين
إعداد: نينا عقل خليل

أقيم في النادي العسكري المركزي – المنارة، حفل تسليم الشهادات والمكافآت للعسكريين الفائزين في مسابقة اللغة والثقافة الفرنسيتين للسنة الخامسة، والتي جرت بالتعاون بين قيادة الجيش والسفارة الفرنسية، وشملت ضباطًا ورتباء وأفرادًا من مختلف  
الوحدات والقطع العسكرية.
حضر الإحتفال العميد الركن دريد زهر الدين مدير التعليم ممثلًا قائد الجيش العماد جان قهوجي، السفير الفرنسي السيد Patrice Paoli والملحق العسكري العقيد Olivier Labrosse، إلى عدد من أعضاء السفارة وضباط  
ومدعوّين.
وقد ألقى العميد الركن زهر الدين كلمة بالمناسبة، رأى فيها أن حجم الإقبال على هذه المسابقة ومستوى الجديّة والإهتمام الذي رافقها، فضلًا عن النتائج المميّزة التي حقّقها المتبارون، هي تأكيد على مواصلة مسيرة التعاون الثقافي بين الجيش اللبناني  
والسفارة الفرنسية، لا سيّما في مجال اللغة التي تشكّل الدعامة الأولى لهذا التعاون وإحدى الأدوات الرئيسة لتحقيق أهدافنا المشتركة.
وقال: «لقد كان الشعب اللبناني عبر العصور ولا يزال، رائدًا في اكتساب العديد من لغات الشعوب، بل تفوّق الكثير من أبنائه، من أدباء ومفكّرين، على أمثالهم في تلك الشعوب، في نظم المؤلفات والدراسات الناطقة بلغتها الأصلية. أمّا السبب في  
ذلك، فيعود إلى موقع لبنان الجغرافي كصلة وصل بين الشرق والغرب، وإلى الإبداع الفكري والثقافي للشعب اللبناني، وميله الدائم إلى الإنفتاح والحوار على حضارات العالم شتى. وإذا كان من الثابت والمعروف لدى الجميع إلمام اللبنانيين بالعديد من  
اللغّات، فإن من الثابت أيضًا أن اللغة الفرنسية تأتي في طليعة هذه اللغات لا بل إنها اللغة الثانية المعتمدة رسميًا بعد اللغة العربية، وذلك على الرغم من ثورة الإتصالات والمواصلات والتغيّرات الكبيرة التي شهدها عصرنا الراهن».
وأضاف: «هنا لا بد من التأكيد أن استمرار تقدّم اللغة الفرنسية على سواها من اللغات الأجنبية في لبنان على الصعيدين المدني والعسكري، أمر طبيعي وضروري يستند إلى عدة عوامل، بدءًا من انتماء البلدين للبيت المتوسطي ولمنظمة الدول  
الفرنكوفونية، مرورًا بالعلاقات التاريخية بين شعبيهما والتي بلغت أوجها في المراحل التي رافقت استقلال لبنان، وأخيرًا وليس آخرًا ما يجمع الشعبين الصديقين، من قيم وتقاليد إنسانية مشتركة، كان لها الدور الأساس في نسج شبكة متينة من الروابط  
الثقافية والإجتماعية والسياسية وغيرها».
وتابع: «في الوقت الذي نؤكد فيه عزمنا على مواصلة التعاون الثقافي على مختلف الصعد، وسعينا الدؤوب في هذا الإطار، إلى تلقين اللغة الفرنسية لأكبر شريحة من العسكريين، كتابةً ونطقًا وتعبيرًا، وسبرًا لأغوارها الحضاريّة الضاربة جذورها في  
أعماق التاريخ، لا يسعنا إلا التنويه بالدور المميّز الذي تؤدّيه السلطات الفرنسية، حفاظًا على وحدة لبنان وسيادته واستقلاله، والنأي به عن الأزمات الخطيرة التي تتعرض لها المنطقة العربية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها، كما لا يسعنا إلاّ  
التنويه بإرادتها القويّة في توفير الدعم للجيش اللبناني، تسليحًا وتجهيزًا وتدريبًا، بهدف تعزيز قدراته الدفاعية والأمنية لتمكينه من القيام بواجباته الوطنية على أكمل وجه».
وختم: «بإسم قائد الجيش العماد جان قهوجي، أتوجّه بالتحية والشكر إلى سعادة السفير Patrice Paoli على جهوده الكبيرة لتطوير علاقات التعاون بين بلدينا وجيشينا الصديقين، وأتوجّه أيضًا بالشكر والإمتنان إلى جميع أعضاء السفارة،  
وأخص المدرّبين الفرنسيين الذي شاركوا في إجراء المسابقة، إعدادًا وإشرافًا وتقييمًا، كذلك أهنىء العسكريّين الفائزين بالمسابقة، متمنيًا للجميع دوام التوفيق والتقدم».
بدوره، ألقى السفير Paoli كلمة شكر فيها قيادة الجيش على «اهتمامها الدائم باللغة الفرنسية، وأشاد بنسبة المشاركة العالية للعسكريين في المسابقة، وبمستوى إلمامهم بركائز هذه اللغة وأبعادها الثقافية».
بعد ذلك، وزّعت الشهادات والجوائز على الفائزين، ثم دعي الحضور إلى حفل تبادل أنخاب احتفاء بالمناسبة.