العوافي يا وطن

شهيد «الإرادة الوطنية الجامعة» قال كلمته... ورحل

اشارة الى أنّ المقابلة مع العميد الركن فرنسوا الحاج كانت اجريت قبل اسبوع من استشهاده.
بكل جدارة، تولّى إدارة معارك مخيم نهر البارد... ونجح.
بكل خشوع، انحنى أمام تضحيات العسكريين الذين قدّموا أنفسهم على مذبح الوطن من أجل بنائه وبقائه... وصمد.
بكل اعتزاز، فرح للنصر الذي حقّقه الجيش متماسكاً موحداً، ملتزماً مناقبيته العسكرية... وافتخر.
... وتوالت المهام وازدادت صعوبة، فإذا به، وبكل ثقة وإخلاص، يذلّلها من خلال تولّيه عمليات حفظ الأمن وتوزيع المهام بين الوحدات المنتشرة على كامل أرض الوطن، مطمئناً اللبنانيين الى أن «الجيش سيقوم بواجبه في حماية الوطن»... وهكذا حصل.
نعم، هكذا حصل، وحال الجيش دون وقوع أي حادث يعكّر صفو الأمن، وظلّ قوياً ومتماسكاً، «فالعسكري يقرأ في كتاب واحد هو حفظ الأمن وتطبيق القانون على نفسه وعلى الآخرين».
نعم، كتاب الجيش واحد موحَّد ولغته موحِّدة للوطن، وأما كتب الإجرام والغدر فلا وطن لها ولا هوية لها ولا انتماء لها سوى الى الحديد والبارود تغتال به فصلاً من فصول كتاب الجيش والوطن... فهكذا شاء القدر، لأن قدر الجيش الشهادة.
نعم، وبكل أسف، شاء القدر أن يغيّب العميد الركن فرنسوا الحاج... فرحل.
رحل كبيراً، وارتفع شهيداً، وغادر تاركاً وراءه وأمام الجميع، وعبر صفحات مجلة «الجيش»، بصمة مدويّة ودّع من خلالها الجيش والوطن:
«أمر عملياتنا الوحيد ضميرنا، ولبنان أمانة في أعناقنا... وسننجح».
العميد الركن فرنسوا الحاج، شهيد «الإرادة الوطنية الجامعة»، قال كلمته... ورحل.
مَن له أذنان صاغيتان... فليسمع.

«الجيش»