من الجعبة الثقافية

صالون حبوبة حداد
إعداد: الدكتور جورج هارون

تلك الأديبة السمراء والصحافية الحسناء، ابنة الباروك (1897-1957)، خريجة مدرسة الانكليز في مسقط رأسها وفي بلدة شملان، فالجامعة الأميركية في بيروت في الاقتصاد والسياسة، رأت نفسها انها إنما وُلدَت لتتكرّس كاهنة في معبد الأدب والتربية والوطنية. مهّد لها ذلك النهضة التي شهدها لبنان في النصف الأول من القرن العشرين، من صالونات أدبية، إلى صحف دورية، إلى معاهد بثت ما في قرائح الأدباء والشعراء من حلاوة وبهجة.

من أجل الأدب والصحافة، فتحت حبوبة حداد منزلها لرجال الفكر وأهل القلم، وقامت برحلات وجولات إلى حواضر العالم تلتقي فيها كبار الكتاب والسياسيين الوطنيين.

إنها محدثة الأطفال من الإذاعة اللبنانية في حكايات طريفة أبهجت الصغار كما الكبار بعفويتها ونكاتها العذبة وداعبت أفئدتهم وأحاسيسهم، فنشأت بينها وبينهم علاقات صادقة حميمة.

في ميدان الصحافة كان نشاطها مرموقاً منسّقاً في مقالاتها الاجتماعية والأدبية لا سيما في مجلة «الحياة الجديدة» التي أنشأتها في باريس في العام 1920، ثم في بيروت في العام 1921، حيث حمّلت قلمها هموم المرأة وقضايا المجتمع ومشكلات الأدب.

 

كان لحبوبة حداد صالونها الأدبي في بيروت كما كان مثله لجوليا طعمة دمشقية. وقد استمر من العام 1897 إلى العام 1957، ذلك الصالون الذي أمّته شلّة من الأدباء والأديبات معبّرين في جلساته واجتماعاته عن خلجاتهم الأدبية والفكرية ومن بينهم:

- أمين تقي الدين (1884-1947) الشاعر والصحافي والسياسي والمحرّر في مجلة «الزهور» للشيخ انطون الجميّل.
- الشاعر شبلي الملاط، أحد أبرز الشعراء العرب في النصف الأول من القرن العشرين.  له ديوان مع أخيه تامر     (1925) و«ديوان شاعر الأرز» (1952).

- رامز سركيس مدير جريدة «لسان الحال» وابن خليل سركيس صاحب «لسان الحال» ومجلة «المشكاة».

- جبرائيل نصار.

- أسعد عقل محرر جريدة «البيرق» سابقاً وصاحب دراسة «تاريخ الحكم البرلماني في لبنان».

- جبران تويني، الصحافي والسياسي والوزير السابق، منشئ صحيفة «النهار» عام 1933. من مؤلفاته: «في وضح النهار» (مجموعتان، الأولى عام 1939 والثانية عام 1946).

- أمين نخلة (1901-1976) الأديب، الشاعر، الثائر، صديق كبار رجال الفكر والأدباء اللبنانيين والعرب. هو ابن رشيد نخلة، واضع النشيد اللبناني، وتلميذ العلامة الشيخ عبد الله البستاني.

- أمين الريحاني (1967-1940)، العامل في تحرير الفكر من الضغط الديني والسياسي، الأديب الرحالة المجاهد في سبيل قضايا العرب.
- طانيوس عبده (1969-1926)، كاتب مسرحي، من مسرحياته «صدى الوداد»، «ضحية القسم»، «عجائب الأقدار»، «غرام واحتيال» و«اللص الشريف».

- يوسف ابراهيم يزبك المؤرخ وصاحب «أوراق لبنانية» (1955-1956-1957).

- ميشال زكور (1893-1937) وزير الداخلية والخارجية في عهد الرئىس بشارة الخوري. منشئ جريدة «المعرض» عام1921التي كانت منبراً لرجال القلم.

- داود بركات (1870-1923) الصحافي، الأديب، المؤرخ والسياسي، رئيس تحرير «الأهرام» سحابة 34 سنة.
- فيلكس فارس (1882-1939) الأديب، الشاعر، المحامي، الخطيب، المناضل في سبيل اليقظة العربية، المترجم لنيتشه «هكذا تكلم زرادشت» (1938)، وصاحب كتاب «رسالة المنبر إلى الشرق العربي» (1936).

- الياس ابو شبكه (1903-1947) الشاعر الرومنطيقي، واضع المقالات الأدبية. من أعماله: «افاعي الفردوس»     (1938)، «غلواء» (1945)، «الى الأبد» (1944)، ومن مؤلفاته النثرية «بودلير في حياته الغرامية» (1947)، «تلك آثارنا» (1944)، «الرسوم» ...

- معروف الرصافي (1873-1945) من مشاهير شعراء العراق والعرب. له مؤلفات عدة ومنها «ديوان الرصافي» (1910).

- أحمد شوقي (1885-1932)، احد كبار شعراء العرب، شاعر الخديوي عباس. له مؤلفات عدة، من بينها ديوانه «الشوقيات».

- سامي الكيالي.

- علي ناصر الدين، صاحب دراسة «وسائل الوحدة الوطنية في لبنان».

- صبحي بك بركات.

- جميل مردم.

- صلاح بيهم.

كان صالون حبّوبة حداد مختلطاً يجمع إلى الأدباء الأديبات، ومنهن:

- سلمى صائغ (1889-1953) المربية والكاتبة والخطيبة والصحافية والمساهمة في تأسيس الجمعيات النسائية، كجمعية زهرة الإحسان وجمعية الاتحاد النسائي وجمعية النهضة النسائية، ورئيسة تحرير مجلة «صوت المرأة». من مؤلفاتها: «النسمات» (1923)، «فتاة الفرس»، «المرأة الجديدة».

- الأميرة نجلا أبو اللمع الصحافية، الكاتبة، منشئة مجلة الفجر في بيروت عام 1919، ومستأنفة إصدارها في نيويورك عام 1921.

- ماري ينّي.

- جوليا طعمه التي سبق أن أنشأت صالونها الأدبي عام 1917.

وإلى ذلك، جمع الصالون سياسيين كباراً وفي مقدمتهم: حبيب باشا السعد (1866-1942) السياسي ورئيس مجلس الإدارة اللبناني (1913-1920) ورئيس الجمهورية اللبنانية الثاني (1934-1936).

صالون حبوبة حداد جمع من كل الانتماءات الدينية والسياسية والاجتماعية، تغمر أجواءه الشؤون الأدبية والشجون الفكرية العامة.

تسع سنوات كانت ديمومة هذا الصالون وجلساته الأدبية لا تُنسى.

 

المراجع

- يوسف أسعد داغر «مصادر الدراسة الأدبية».
- اميلي فارس ابراهيم «اديبات لبنانيات».
- ناديا الجردي نويهض «نساء من بلادي».
- جورج مخايل كلاس «الحركة الفكرية النسوية في عصر النهضة».