إلى الأمام

صرح جديد ومزيد من القدرات والجهوزية
إعداد: ريما سليم

تنضم المدرسة التقنية في اللواء اللوجستي إلى سواها من المنشآت التي أقيمت في الآونة الأخيرة في سياق مسيرة جيشنا إلى الأمام وسعيه إلى مواكبة الحداثة والتطور، مدعومًا بثقة المجتمع الدولي الذي أخذ على عاتقه تمويل مشاريع عديدة بهدف تعزيز قدرات الجيش اللبناني. هذه المدرسة التي تم تحديثها بتمويل كندي هي واحدة من ثمار التعاون بين جيشَي البلدين، وتأكيد إضافي لالتزام كندا تجاه الجيش اللبناني والذي يعود إلى العام ٢٠١٨ وفق ما أعلن قائد الجيش العماد جوزاف عون في كلمته خلال افتتاح المدرسة في حضور السفيرة الكندية في لبنان السيدة Stefanie McCollum والملحقين العسكريين وعناصر فريق التدريب الكندي والضباط.

 

وقد أكدت السفيرة McCollum خلال الاحتفال عزم بلادها على مواصلة دعم الجيش اللبناني نظرًا لأهمية دوره في حفظ أمن لبنان واستقراره، وأشادت باحتراف الضباط والعسكريين في أداء مهماتهم. ومن جهته تحدث قائد الجيش عن التعاون بين الجيشين اللبناني والكندي الذي شمل حتى يومنا هذا إنشاء مراكز تدريب وتقديم هبات ومعدّات وإقامة دورات تدريبية لمختلف وحدات الجيش، وانعكس إيجابًا على مختلف الأصعدة وساهم في تطوير قدرات العسكريين وتنمية مهاراتهم ضمن عدّة مجالات. ولفت العماد عون إلى أنّ كل ذلك يثبت ثقة الدولة الكندية بالجيش اللبناني وإيمانها بضرورة دعمه ومساعدته، وينسجم مع اهتمام كندا بترسيخ العلاقات التاريخية بين بلدينا، ودورها في تعزيز استقرار لبنان، وبخاصة عبر مساهمتها في هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة في جنوب لبنان.

 

حداثة وتطور وتوأمة مع الجيش الكندي

يكتسب مشروع المدرسة التقنية في اللواء اللوجستي أهمية كبيرة، لجهة مواكبة تطوّر الوسائل الحديثة وتدريب العسكريين على كيفية استخدامها. وقد أوضح قائد الجيش أنّها ستتيح تطوير مهارات العسكريين من اللواء اللوجستي ومن مختلف وحدات الجيش في صيانة الآليات والمحافظة على العتاد والاتّصالات وتجهيز المنشآت، ما يسمح برفع نسبة الجهوزية والسرعة في التدخّل. كما أكد أنّ هذا المشروع يسهم في تعزيز قدرتنا على مواكبة الحداثة والتطوّر، ويلتقي من حيث المنطلَق والأهداف بمشروع التوأمة مع مركز التدريب اللوجستي في الجيش الكندي، ما يخلق مجالًا جديدًا لتبادل الخبرات العسكرية بيننا.

 

خزان الخبرات

منذ إنشائها في العام ١٩٩٤، عملت المدرسة التقنية في الجيش اللبناني على مد اللواء اللوجستي والقطع والوحدات العسكرية بالخبراء التقنيين والفنيين. فقد تولّت التدريب والتأهيل التقني والفني في حقول التموين والكيمياء الصناعية والإلكتروميكانيك والكهرباء والاتصالات والتكييف والتبريد والعتاد والتعهد، وذلك بغية إعداد خبراء مؤهلين لتأمين الجهوزية اللوجستية في مختلف قطع الجيش ووحداته.

وبهدف الحفاظ على المستوى التدريبي العالي ومواكبة تطورات العصر، تم تحديث برامجها وبناء صرحٍ جديد لها يتسع لـ ٣٢٠ متدربًا. ووفق قائد اللواء اللوجستي العميد الركن جوني عقل ومسيّر اعمال المدرسة التقنية العقيد نزار غصن، شهدت المدرسة التقنية في السنتين الأخيرتين، نقلة نوعية هدفها استيعاب عدد أكبر من المتدربين ومعدات التدريب بالإضافة إلى تحسين الأداء من حيث تشخيص الأعطال وتصليحها ورفع مستوى أعمال الصيانة والتعهد، وهو ما ينتج عنه التخفيف من الأعطال ويؤدي بالتالي إلى رفع مستوى الجهوزية اللوجستية لدعم وحدات القتال بشكل أفضل.

 

الهبة الكندية

شملت ورشة التحديث مجالي البرامج والإنشاءات، وتمت بفضل الهبة التي قدمتها الدولة الكندية واستخدمت في تشييد مبنى مؤلف من ثلاث طبقات، يضم كل منها عددًا من المكاتب الدراسية والتدريبية تم تزويدها بالأدوات والمعدات التقنية اللازمة للتدريب، يتسع بعضها لثلاثين متدربًا والبعض الآخر لخمسين. ومن ضمن هذه المكاتب، تم تجهيز مشغلين بمختلف أنواع العدة الصناعية اللازمة لدورة مشاغل تأسيسية استحدثت في المدرسة بالتعاون مع الفريق الكندي. كما أسهمت كندا من خلال فريق تقني في وضع برامج تدريبية حديثة.

 

الدروس والبرامج

تشمل المدرسة في هيكليتها، بالإضافة إلى قيادتها وسرية القيادة والخدمة، قسمي الدروس والتدريب. ويتولى الأول اقتراح مخطط النشاطات التعليمية ووضع المناهج وتنظيم البرامج التنفيذية، كما يعنى بتأمين مستندات التعليم وحاجات الدروس والإشراف على بطاقات التعليم بناءً على التعليمات، بالإضافة إلى طلب حاجة المدرسة من مدربين قبل بدء كل دورة. إلى ذلك، يقدم قسم الدروس الاقتراحات لتطوير مناهج التعليم وفق الخبرة والحاجة من جهة، والتطوّر على الصعيد التقني من جهةٍ أخرى. ويذكر في هذا الإطار، التعاون المستمر بين القسم المذكور والفريق الكندي الموجود بصورةٍ دائمة في المدرسة منذ العام ٢٠١٩، وذلك بهدف تنظيم المناهج وتطويرها، ويتم حاليًا في هذا الإطار وضع برامج تدريبية جديدة للعتاد الحديث في الجيش.

أما قسم التدريب، فيتولى اقتراح حاجات التعليم والتدريب والسهر على حسن التطبيق، بالإضافة إلى تأمين مساعدات التدريب والعمل على تحسينها. ويُذكر أيضًا، أنّه يتم التواصل مع خبراء أجانب من أميركا وكندا وبريطانيا للاستعانة بخبراتهم في تدريب مدربي المدرسة الذين يتولون بدورهم إعداد مدربين وتلامذة جدد.

 

الدورات التدريبية

تشمل الدورات التعليمية والتدريبية في المدرسة التقنية المجالات الآتية:

- دورات تقنية وفنية في مجال الهندسة الميكانيكية منها والإلكتروميكانيكية والكهربائية والاتصالات وذلك بالتنسيق مع مديرية المشاغل.

- دورات تموين وكيمياء صناعية بالتنسيق مع مختلف أجهزة اللواء اللوجستي، وذلك بهدف إعداد خبراء في تصنيع مواد التنظيف.

- متابعة القسم المشترك لمكاتب الدراسة.

- دورات ميكانيك وكهرباء «عتاد وتعهد».

- دورات ميكانيك صناعي ومساعفة عتاد وتكييف هواء بالتعاون مع مديرية المشاغل والمديرية التقنية.

يخضع افتتاح الدورات إلى توجيهات التعليم الصادرة عن قيادة الجيش- أركان الجيش للعمليات- مديرية التعليم سنويًا والتي تشمل مكاتب الدراسة بقسمَيها المشترك والنوعي بالإضافة إلى الدورات الفنية. ويستفيد من هذه الدورات جميع العسكريين الراغبين بذلك وفق الاختصاص، وبناءً على جداول اسمية تعدها قيادات القطع والوحدات.

ورشة التطوير في الجيش مستمرة لا توقفها عوائق ولا تؤخرها تحديات، ووفق ما قال العماد جوزاف عون فإنّ «إيمانَنا بقدسية المهمة التي نقوم بها من أجل وطننا، وثقةَ شعبنا بنا كما المجتمع الدولي، هي الحافز لنا للاستمرار... والمؤسسة العسكرية متماسكة، وستبقى قادرة على القيام بواجبها رغم كل التحديات لأنّ حماية وطننا هي أولويتنا المطلقة».

 

الدورات والمكاتب

الدورات والمكاتب التي يتم افتتاحها في المدرسة التقنية وفقًا للإمكانات المتوافرة حاليًا:

- دورة تأهيلية للترقية لرتبة ملازم اختصاص لوجستية.

- دورة تمرس على اختصاص لوجستية لتلامذة الضباط السنة الثالثة.

- افتتاح مكاتب الدراسة القسم النوعي اختصاص تموين.

- دورة أمين مخزن.

- دورة تمرس على العمل الإداري «محاسبة عتاد».

- دورة محاسب محروقات.

- دورة رتيب آلوي.

- دورة رتيب أسلحة.

- دورة مشاغل تأسيسية.

- دورة رئيس محطة محروقات.

- دورة تطوير مناهج.

- دورات لغة فرنسية لكافة المستويات.