عبارة

صروح العلم
إعداد: العميد علي قانصو
مدير التوجيه

تُعتبر الكلّيات والمعاهد العسكرية ركنًا أساسيًا في بنيان الجيوش، فهي تمثّل بمجموعها منظومة أكاديمية يمرّ فيها الضابط ضمن عدة مراحل خلال ترقّيه في الحياة العسكرية، فيتلقى ما يناسب رتبته من علوم ومناهج، ويتسلّح بأحدث المعارف التي تؤهّله إلى النهوض بمهامه المستقبلية. ولا شك في أنّ الكلّيات والمعاهد في الجيش اللبناني تحتلّ مكانة مميّزة بين جيوش المنطقة والعالم.
لا يخلو الطريق الذي يسلكه ضباطنا من الخطوات الجريئة والخطر والبطولة والإقدام، ولا يخلو كذلك من الجهد الفكري والإبداع العلمي، والسهر والكدّ في سبيل تحصيل العلوم وتطوير الذات، وصولًا إلى النجاح والتفوّق. وقد شهد العديد من الكلّيات العليا في العالم على تفوّق ضباطنا من مختلف الرتب والمستويات، من الذين تابعوا دورات في الخارج وأثبتوا تفوّقهم على زملائهم في الدراسة.
ليس غريبًا إذًا أن تسخّر القيادة جزءًا كبيرًا من إمكاناتها لتطوير الكلّيات والمعاهد، لعلمها أنّ في ذلك رفعًا لمستوى القادة، وتطويرًا لقدرتهم على اتّخاذ القرار الصحيح في أحلك الظروف.
وقد جاءت زيارة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وحضرة العماد قائد الجيش إلى كلّية فؤاد شهاب للقيادة والأركان لتصبّ في هذا الاتجاه. فهي الزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس جمهورية إلى هذا الصرح التعليمي المميّز، كما أنّها رسالة واضحة تبيّن أهمية كلّياتنا العسكرية وموقعها في الجيش، وكذلك حضورها الفاعل بين الجامعات الوطنية، بحيث باتت تستقبل مجموعة كبيرة من الدورات ذات البعد العسكري والمدني، وتمنح عددًا من الشهادات المرموقة ضمن عدة اختصاصات.
خلاصة القول أنّ اقتران الإرادة الصلبة بالفكر العلمي المتقدم، هو خير ضمانة للجيش، ضمانة تجعل اللبنانيين واثقين من أداء المؤسسة العسكرية في جميع الظروف.