سياحة في الوطن

صليما، ملجأ الأمراء ومرتع العز...
إعداد: باسكال معوض

ماضيها حرير وهندسة جميلة وغدها نهضة تتكئ على التراث

صليما الملجأ الأمين للامراء الشهابيين الهاربين من ظلم الولاة العثمانيين؛ صليما اللمعية المعادية لظلم الأمير الشهابي الثاني... صليما المتصرفية وصناعة الحرير والخمور... صليما تاريخ الثقافة والعلم والمدارس وكروم البركة التي استحقت جائزة باريس لأفضل زيت وأطيب زيتون في حوض البحر المتوسط في الثلاثينات... صليما التفاح والصنوبر والتين والعنب والطبيعة الخلابة والهواء النقي...
وأخيراً وليس آخراً, صليما هي تلك البلدة الشامخة بسراياها والمحافظة على ابنيتها وفن عمارتها التراثي الأصيل الذي استحق لفتة محلية ودولية...

الموقع والإسم

هي بلدة جبلية حسنة الموقع وخصبة التربة وطيبة الماء والهواء؛ محاطة من جميع الجهات بسور من أشجار الصنوبر, أما منازلها الممتدة على سفح الجبل فمحروسة بالصنوبر والزيتون والسنديان...
يقال أن معنى اسم صليما مشتق من الكلمة السريانية الصلم أو الصنم المحفور والمنحوت في الصخر. ويؤكد رأي آخر على هذا التفسير بقوله أن أصل الإسم آرامي سرياني ويعني الصنم أو الصورة, وما زال أهالي صليما القاطنون في حي الرويسة يتناقلون أخبار الدير الوثني المحفور في الصخر مكان منازلهم الحديثة.
الى ذلك ثمة تفسيرات أخرى للإسم بالاستناد الى موقع البلدة وطبيعتها.
صليما بلدة متنية قديمة يعود تاريخ تأسيسها وعمرانها الى نهاية الحكم المملوكي في ظل الإمارة التنوخية. وهي تقع على سفح أكمة مستطيلة خارجة من بطن جبل الكنيسة على ارتفاع 900 متر عن سطح البحر تقريباً, وتتصل أراضيها بقرى العربانية والدليبة شمالاً وأرصون غرباً وحاصبيا المتن شرقاً وقرنايل جنوباً. ويمر في واديها نهر الجعماني أحد روافد نهر بيروت والذي يشكل الحد الفاصل بين قضاءي المتن الجنوبي والمتن الشمالي.
وقد امتد آنذاك حمى الإمارة التنوخية الى المتن الأعلى المعروف بالشحّار, وكان أول من توطّن المتن من القبائل التنوخية, بنو الفوارس اللمعيين. إلا أن التاريخ الحديث لقرية صليما ونموّها الحضاري والعمراني يبدأ اعتباراً من العام 1617 عندما قدم إليها من كفرسلوان الأمير قيدبيه بعد أن انتصر على آل الصواف أصحاب مقاطعة المتن آنذاك. وبذلك احتلت صليما مركز الصدارة بالنسبة للّمعيين, أما في عهد الإمارة الشهابية فكانت في المركز الثاني بعد دير القمر أو بيت الدين ولأكثر من مئتي سنة.

ملجأ الأمراء

طيلة فترة الحكم الشهابي شكلت صليما ملجأً آمناً للأمراء والأقارب الطامعين بمركز أمير أمراء جبل الشوف آنذاك. ففي عام 1710 لجأ إليها الأمير حيدر الشهابي مستجيراً بأمرائها لنصرته ضد الأمير يوسف علم الدين المعني. وفي عام 1783 وبعد إلقاء القبض على الأمير يوسف الشهابي من قبل عسكر الجزار, هرب الى صليما أصحابه وأعوانه ومنهم الشيخ غندور سعد الخوري الذي اختبأ في دار الأمير علي أبي اللمع. وفي عام 1785 وعلى اثر الخلاف بين الأمير يوسف وسيد أحمد الشهابيين, هرب الأمير سيد أحمد الى حوران أولاً, ومن ثم عاد الى البقاع ومنها الى صليما.
في العام 1800 تفشّى الطاعون في بلاد الشوف, فأرسل الأمير بشير الشهابي الثاني أفراد أسرته والمخلصين من حاشيته الى صليما بعد أن ضايقه الجزار؛ فاختبأ هو أولاً في عين تراز ومن ثم التحق بعياله في صليما وبقي فيها لأكثر من سنة, متوارياً عن عيون الجزار والأميرين قعدان وسلمان شهاب.
أثنـاء تواجد الجيـش المصري في لبـنان اشتـهرت صليما بمناجم الفحم الحجري والمعادن, حيـث قام ابراهـيم باشا بتسـخير الأهالي في التنقيب عن الفحم ونقله الى مرفأ بيروت. وفي العام 1840 قام الأهالي بثورة ضد جيش ابراهيم باشا, وتمكنوا من تحرير العمال المسخرين واعتـقال قائد الفـرقة العسكرية وعناصرها.

عاصمة مديرية المتن

بعد انتـهاء الحـكم الشـهابي وانتقال مركز القائمقامية الى بكفيا, استمرت صليما عاصمة لمديرية المتن الأعلى ما دام الأمير اللمعي من أمرائها. ورغم الأحداث الأليمة التي عصفت بالبلدة عامي 1843 و1845 (حيث تعرضت للدمار والحريق نتيجة هجومات متبادلة سياسية أحياناً وأخرى مذهبية) إلا أن أهاليها حاولوا انقاذ تعايشهم والمحافـظة على عائلاتهم. وخـير دليل على تكاتـف الأهـالي وتضامنـهم عام 1860 في وجه الفـتن والنـزاعات الطائفية, كان الاتفاق ما بـين الدروز والنصارى في صليـما وتعـاهدهـم على أن يبذلوا الجـهد في ألاّ يضر بعضـهم بعضاً, وأن يتحاشوا حرق المنـازل ويمـنعوا الغريب من ذلك وقد تم لهم ما أرادوا.

في عهد المتصرفية

نتيجة لأهمية صليما ودورها الريادي في عهد الإمارة اللمعية وموقف أهاليها الوطني الواعي من فتنة الستين (1860), وعدم انجرارهم للاقتتال الطائفي الداخلي في بلدتهم, خصها بروتوكول متصرفية جبل لبنان لعام 1861 وتعديلاته عام 1864, بالتفاتة مميزة. فقد جاء في المادة الثاثة منه: ينبغي أن يقسم جبل لبنان الى سبعة أقضية: الأول... والثاني... والثالث... والرابع... والخامس يشمل المتن وساحل النصارى وأراضي القاطع وصليما, والسادس... والسابع..., وهكذا برزت قرية صليما باستقلاليتها وأهميتها كقرية مميزة في متصرفية جبل لبنان توازي بلاد البترون أو بلاد كسروان وجبّة المنيطرة أو حتى زحلة ودير القمر.
في العام 1869 قام المتصرف فرنكو باشا بصرف الاعتمادات اللازمة لإصلاح سراي صليما وقلعة جبيل. فقد كانت لسراي صليما أهمية كبرى في جبل لبنان آنذاك, إذ كانت تلي في أهميتها قصر بيت الدين مركز المتصرفية.
وبعـد وفاة المتصرف فرنكـو باشا عام 1873 وخـلو مركز المتصـرفية من متصـرف جديد يدير شؤون جبل لبنان, قام أهالي المتن الأعلى بتظاهرات سياسية وعقـدوا الاجتماعات المطالبة بنقل مركز قضـاء المـتن من سن الفـيل آنذاك الى صليما.
تشكل في صليما أول مجلس بلدي القوميسيون عام 1887 وكان برئاسة مدير ناحية المتن الأعلى آنذاك الأمير خليل مصطفى أبي اللمع؛ لتكون بذلك من البلدات الأولى التي عرفت المجالس البلدية في متصرفية جبل لبنان والتي بلغ عددها 34 بلدية عام 1889.

مواسم الحرير والعز...

يعتبر عهد المتصرفية عهد الازدهار بالنسبة لقرية صليما بعد أن أنشئ فيها أول معمل لحل الحرير عام 1860, وكرّت السبحة ليصبح عدد معامل الحرير في صليما عام 1912 سبعة ولتصبح البلدة مركز ثقل إنتاج الحرير في المتن الأعلى.
وفي نهــاية عهـد المتصرفـية بلـغ إنتاج الشرانـق في صليما نحو خمسة آلاف إقة (6 طن) وإنتاج الزيت 5 أطنان, إضافة الى نحو 7 معاصر لزيـت الزيتون و12 معصرة لدبس العنب و4 أتونات لإنـتاج الكلس. كما اشتـهرت صليما بصناعة النبـيذ الفاخر الوردي اللون واللذيذ. وقد استمر إنتاج الحرير في صليما حتى العام 1970 حين توقف آخر معامله فيها عن العمل.

سراي اللمعيين

بنى الأمير حسين قيد بيه سراي صليما خلال الفترة الممتدة من سنة 1620 الى 1630 في موقع منبسط يحتل أعلى نقطة في القرية مشرفاً على منازلها وأحيائها القديمة, لكن الأهالي انتقلوا في ما بعد وسكنوا في جوار السراي.
وزاد ابن الأمير قيد بيه الأمير عبدالله جناحاً ثانياً على السراي, وهكذا فعل حسين ابن عبدالله ومن بعده حسن ابن حسين, ثم اسماعيل ابن حسن والأمير حيدر ابن الأمير اسماعيل قبل أن يصبح قائمقاماً للنصارى وينتقل الى بكفيا ويبني قصراً جديداً لحكم القائمقامية النصرانية.
وهكذا كان كل أمير لمعي من ذرية قيد بيه في صليما, يشيد جناحاً في السراي فيبني بذلك قصراً قائماً بذاته, حتى أضحى هذا السراي من أكبر القصور اللمعية في المتن وأكثرها اتقاناً ومتانة, وأفضلها روعة وجمالاً.
وكان السراي حتى منتصف القرن التاسع عشر يضم أربعة أجنحة أو قصور, ويشغل مساحة نحو 2500 متر مربع على بقعة من الأرض تبلغ 6 آلاف متر مربع.
يتألف سراي اللمعيين في صليما من أربع طبقات مبنية من الحجارة المقصوبة والمنحوتة من دون نتوءات بارزة للخارج. وهو يشهد على مهارة بنّائي صليما الذين كانوا مضرب المثل, وقد شاركهم أعمال البناء آخرون من دمشق وحلب.
يقوم بناء سراي صليما على الأقبية المعقودة الحجارة, وهي أكثر من خمسة أقبية كبيرة كانت تستخدم كغرف للخانات واسطبلات للخيول, وغرف للضيافة الأميرية.
وعـندما بنى الأميـر اسماعيل أبي اللمـع بن حسـين بن حسن بن عبـدالله بن قيدبيه جناحه الخاص باتجاه الغرب, شُيّد الباب الرئيسي الكبير الرسمي للسراي منذ عهده والذي يدعى الرتاج أي الباب الكبير, وفيه الباب الصغير للخدم والحاشية. وقد زيّن الرتاج بالنقوش والرسوم, ومنها أسدان على الجانبين جرياً على العادة المتبعة آنذاك في فن العمارة المشرقية. كما نقشت في الوسط أبيات شعرية طمست بفعل النيران التي أضرمت بالسراي عام 1845, إلا أن تاريخ البناء العائد الى سنة 1757 لا يزال ظاهراً إضافة لشطر من البيت الأول للشعر: هذا المكان يفوق أقرانه... وكلمة أبللمع.
وبالفعل فإن البناء الذي بناه الأمير اسماعيل يعتبر من أمتن الأبنية والقصور. وهو يمتاز بسلّمه الحجري المنحوت وببوابته وجدرانه الداخلية المصنوعة من الحجارة والأتربة المجبولة بالقش والدلغان.

جناح متميز

يتميز هذا الجناح بسماكة جدرانه الخارجية التي تتراوح ما بين 80 و120 سنتم تبعاً لموقعها وتعرّضها لأمطار الشتاء وخطر المدفعية والأسلحة النارية المعادية. وهي رمز لفن العمارة المشرقية من حيث البناء المعقود أو القناطر والشمعدان والأعمدة أو النقوش وبركة المياه الداخلية في صحن الدار.
كان موقع السراي يتيح للأمير اللمعي الإشراف على أملاك مقاطعته من النوافذ المطلة على المنطقة الممتدة من بيت مري الى عينطورة المتن. وكانت نوافذ السراي وجدرانها مشرّعة لجبل صنين, وتحيط بها غابات الصنوبر الدائمة الخضرة في كل الإتجاهات.
في عهد المتصرفية قام المتصرف فرنكو باشا بإعادة بناء وترميم الجناح الشرقي من السراي عام 1869, ولكنه عاد وتهدّم نتيجة الهزة الأرضية القوية التي ضربت بلدة صليما في أوائل القرن العشرين.
قـبل أن يتهـدم بعض أقسامها, كانـت السـراي تضـم أكثر من 50 غرفة, إضافـة الى قاعات الاستقبال والحمامات والخانات وكنـيسة سـيدة القصر, والسجن والمشنقة, وساحة الميدان. وكان الأمير اللمعي وأفراد أسرته يشرفون على التمارين والمهرجانات التي تقام في الساحة من نوافذ السراي التي ضرب المثل بارتفاع طبقاتها.

أحياء ومعالم

تضم صليما أحياء عدة لكل منها اسم: الرويسة, البلاط, المعصرة, عين الصفصاف, الضهر, عين القمر, الحارة, المجلس (الفوقا), الشرفة, عين الشرقية, الميدان, البلاطة, الرويز, عين الشقيف, البيادر, عين المجد, السراي, العودة... ولكل تسمية ارتباطها بموقع ما أو حدث ما.
أما أهم معالمها الجغرافية والطبيعية فهي: البيادر, المريجات, ضهر بو حمار, المعاصر, بيدر الواوية, الزعرورية, عين السواقي, حلف فرح, كرم الهوا, عين الضيعة, عين بوعتمة, عين المدبر, قبر الزيات, عين الريحان, عين بو جريج, القبو, الشالوق, لزاق, الجورة, وغيرها...
فـي البلدة حالياً آثار للعـديد من معاصـر العنـب والزيت, الى ينابيـع ومغـاور, وآثار كرخـانـات الحـرير التي اشتـهرت بهـا.
ولعل أهم رمز لصليما يرتبط بتاريخها الحضاري والسياسي هو الميدان أي الساحة العامة للبلدة, وكان يشهد أعمال التحضير للحروب اللمعية وألعاب الفروسية والمبارزة والألعاب الترفيهية ولا سيما السيف والترس.
ومن الآثار اللمعية الأخرى في صليما دار الأمير عساف الذي توفي قبل اتمام بنائه, وقصر الأمير سليمان الذي بنيت مكانه كنيسة مار يوحنا الحديثة شرقي الميدان بعد تهدم الكنيسة القديمة, ودار الست زهر وهو الآن مسجد لآل المصري. وهناك مدفنان بقيت آثارهما حتى اليوم شرقي السراي, أولهما المدفن المعروف بـقبر الست زهر, وثانيهما المعروف بـالقبة, وقد دفن فيه الأمراء فارس, عساف, اسماعيل وأولاده وغيرهم.
ونتابع رحلتنا لاكتشاف آثار صليما, ومنها, عين أحمد التي كانت تقع قرب السراي والتي نقلت لوحتها في ما بعد الى قصـر اللمعـيين في بكفيا.. وقد كتب عليها: أنشأ هذا السبيل المبارك حضرة الجناب العالي والمقام السامي الأمير عبدالله ابن بللمع المكرم بتاريخ نهار الثلثاء من شهر رجب من شهور سبع عشر وماية وألف والحمدلله (1705م).
وفي البلدة أيضاً منزل أنطونيوس البشعلاني وهو أول مغترب لبناني حطّ الرحال في الولايات المتحدة الأميركية, وقد بقي من منزله بضعة جدران شاهدة على انفتاح الصليمي وحس المغامرة لديه. والجدير ذكره هنا أن الحكومة الأميركية أقامت لهذا المغترب تمثالاً في عاصمتها واشنطن.
إضافة الى آثار اللمعيين في صليما يوجد حتى الآن معالم لكنائس قديمة هي:
­ - كنيسة مار يوحنا المعمدان التي بنيت عام 1684.
­ - كنيسة مار بطرس للآباء الكبوشيين وديرهم والبناء يعود الى العام 1705 تقريباً.
­ - كنيسة مار يوحنا الساحة التي بنيت مكان قصر الأمير سليمان أبي اللمع عام 1900.
­ - كنيسة سيدة الخلاص التي بنيت عام 1882.
­ - كنيسة مار أنطونيوس للروم الكاثوليك (قرب السراي وقرب عين أحمد) وقد بنيت عام 1872.
­ - كنيسة مار الياس للروم الأرثوذكس, بنيت عام 1862 قرب عين الشقيف.

نسيج عمراني مميز

تتمتع صليما بنسيج عمراني منسجم وطابع هندسي تقليدي ما يزال محفوظاً, فمعظم البيوت القديمة فيها لم تتعرض للدمار وجدرانها بقيت صامدة.
هذه الميزات العمرانية إضافة الى البيئة التي لم تشوهها الكسارات أو المقالع أو الحرائق, والمناظر الطبيعية الخلابة في البلدة, بعثت فكرة إعادة إعمارها طبقاً للمعايير والأصول التي تحفظ التراث والطابع الريفي.
وفي خريف العام الفائت كلّفت المديرية العامة للتنظيم المدني فريقاً من المهندسين والخبراء الاقتصاديين وضع دراسة للمخطط التوجيهي لبعض قرى المتن الأعلى ومنها صليما؛ وقد شكلت لجنة مشتركة من وزارة الثقافة وجمعية تشجيع حماية المواقع الطبيعية والأبنية القديمة في لبنان (أبساد) بهدف إجراء مسح شامل للبلدة. ونتيجة لذلك تم وضع نحو 80 من بيوتها على لائحة الأبنية التراثية التي تحتاج الى ترميم.
ولتشجيع الأهالي على المضي قدماً والسير بهذا المشروع الحضاري, مدت جمعية ابساد يد العون لهم عملياً, فقدمت استشارات هندسية مجانية وحسومات كبيرة على مواد البناء, بهدف المساعدة على المحافظة على الثروة التراثية والمواقع الطبيعية التي تزخر بها البلدة.
وبعد فترة تم الإتصال بالجمعية الفرنسـية تراث بلا حـدود, وبجمـعيات أخـرى فانطـلق مشروع سـيل (صليـما بين الابتــكار والحريــة) الذي تشـارك فيه إضافة للجمـعيتين المذكورتين سابقاً, جمعـية المعهد الفرنسي للهندسة المعمارية, وجمعية أجنحة, وتدعمه وزارتا الثقافة والمهجرين. اما الهدف من المشروع فيتمثل في إعادة إعمار البلدة مع مراعاة أهميتها التراثية وتسهيل عودة أبنائها الى ديارهم. وبالتالي فإن المشروع يطمح الى تحقيق التنمية الإقتصادية والإجتماعية في موازاة الحفاظ على التراث, بل وتوظيف هذا الأخير في التنمية.
في هـذا الإطـار وبالتعاون مع وزارة المهجرين تم ترميـم نحـو ستة منازل تراثيـة. وبعد أن وضـع المهندسون الدراسـات اللازمة بـدأت الأعـمال التنفـيذية في العام الجاري ضمن مشروع سيل.

إحياء التراث

شهدت صليما بين 18 و30 آب المنصرم مهرجاناً يندرج في إطار إعادة إحياء تراثها, تركزت نشاطاته على محاور خمسة هي الآتية:
­ الهندسة المعمارية: ويتضمن هذا المحور وضع تصميم لساحة عامة مخصصة للأطفال, وإعداد مشاريع في إطار محترف لبناني ­ فرنسي للهندسة المعمارية إضافة الى ترميم محيط ينابيع تراثية.
­ التراث والهندسة المعمارية في لبنان: ويتمثل هذا المحور بالمناقشات واللقاءات التي عقدت حول موضوعه وخصص قسم منها لأهالي البلدة.
­ نشاطات للشباب: في هذا الإطار نظمت نشاطات تهم الشباب من بينها افتتاح مكتبة وإقامة محترف تربوي تشمل نشاطاته الأشغال اليدوية والفنية التراثية...
­ نشاطات إعلامية: شملت نشاطات هذا المحور إعداد صفحة إلكترونية خاصة بالبلدة, إضافة الى إصدار مطبوعات حولها, وإقامة معرض يضيء على تراثها في المعهد الفرنسي للهندسة المعمارية ­ باريس.
­ نشاطـات منوعـة: من أجل تعزيز فرصة التلاقي والتعاون بـين الأهـالي والسكان, وضع القيمون على المشروع برنامجاً لنشاطات مختلفة (سينما, موسيقى...), تقـام في المساحـات العامـة في البـلدة وتعـيد الحياة المشتركة الى أرجائها.
في النـهاية, إن صليـما الحضارة تنادي جميع أبنائها للالتفاف حولها والتلاقي والإستفادة من الإرث التاريخي والحضاري لبلدتهم على قاعدة التعاون والتضامن في ما بينهم.

تصوير:المجند سمير مزهر

المرجع

مقالة للأستاذ المحاضر في الجامعة اللبنانية الدكتور عبدالله سعيد بعنوان آثار الأمراء اللمعيين في صليما.
عائلات صليما

تمتد صليما على مساحة 4815000 متر مربع, ويبلغ عدد سكانها نحو 4 آلاف نسمة, وهم من عائلات: المصري, البشعلاني, المشعلاني, سعيد, الناكوزي, الأسمر, الحويك, رزق الله, مزهر, الزغلول, التيماني, اركاتيان, نوكادجيان, الخوري, شوبانيان, جوبانيان, طلب, زين, كسّاب, بشور.