محطة

صوت الصمود في بعلبك

عند أقدام قلعة بعلبك، تعانَق الشرق والغرب في ملحمةٍ فنية، بدأت فصولها بعد سنتين من إعلان دولة لبنان الكبير، إذ عُرِضت في القلعة مسرحية مستوحاة من أسطورة أدونيس وعشتروت.
بعد عامٍ على استقلال لبنان، شهِد معبد باخوس عرضًا مسرحيًا مستوحًى من التراجيديا الإغريقية. يومها تولّى سلاح الطيران اللبناني في رياق إنارة القلعة، التي ما لبثت أن باتت صرحًا يحتضن أحد أبرز المهرجانات الدولية، مهرجان بعلبك الدولي الذي اجتذب أهم الفرق الفنية العالمية.
واعتبارًا من العام ١٩٥٧، يوم أطلّت فيروز وغنّت «لبنان يا أخضر حلو»، بدأت مسيرة فنية ثقافية فريدة ترسّخت عامًا إثر عام، وأسهمت في صياغة الهوية الثقافية اللبنانية.
بين منتصف الخمسينيات ومنتصف السبعينيات من القرن الماضي، كانت بعلبك مركز إشعاع فني ثقافي حضاري استقطب أهم الأعمال والفِرق، كما استقطب السيّاح من مختلف أنحاء العالم.
بعد الحرب، عادت مهرجانات بعلبك الدولية، وأعادت للقلعة بعضًا من مجد أيام عابقة بالسحر والجمال.
بالأمس، كان المهرجان حفلة وحيدة، لمحة أمل، صوتًا صارخًا يحاول تذكيرنا بأنّنا شعب إبداعٍ وجمال.
عصا المايسترو هاروت فازليان الذي قاد الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية اللبنانية، أوركسترا من ٧٥ عازفًا، ١٠٠ منشدٍ ومنشدة، ثلاث فرق كورال (الجامعة الأنطونية، جامعة اللويزة، و«الصوت العتيق»)، قدّمت في أمسية «صوت الصمود» صورة لبنان الجميل، لبنان الحياة والفرح رغم كل شيء.

 

تصوير: نبيل اسماعيل