أخبار ثقافية

صورعماد طوق تفتح «نافذة على البارحة»
إعداد: جان دارك أبي ياغي


صدر الجزء الأول من كتاب «نافذة على البارحة» للمؤلف عماد طوق الذي أمضى سنوات طوالاً في تسجيل التراثيات بالصورة بهدف المحافظة على الهوية اللبنانية التي يعتبرها أصيلة ومتفرّدة، لا تلتبس لبنانيتها على أحد لا في الزمان ولا في المكان.
يتضمن الكتاب أكثر من مئة صورة بالأسود والأبيض، أخذت جميعها بين العامين 1980 و 1985 وهي تتمحور حول موضوعين اثنين: الإنسان والمحيط.
جزء من الصور يتوزّع بين الأماكن والأزقّة والأبنية والأمتعة والتفاصيل التراثية التي تقلّصت مساحتها أو مساحة استعمالها إلى حدود الإختفاء، والجزء الثاني يمثّل أناسًا في أطُر واهتمامات مختلفة، أكثرهم من الرعيل المتقدّم في السن.
لماذا بالأسود والأبيض؟ لأنّ تكنولوجيات التصوير تبدأ عادة من الجانب العلمي الأقلّ تعقيدًا، أي الأسود/ أبيض، ثم تأخذ المسار التقني الصعب نحو الألوان التي هي، في الأصل والأساس، «المشتهى والمنتهى».
ويقول المؤلف في هذا المجال: «منذ البدايات (التي تعود إلى ما يزيد عن الثلاثين عامًا)، وحين كان هذا العمل لا يزال في رحم المخيّلة، كانت هناك ملاحظتان اثنتان تتعلقان بالصورة التراثية و«البعد اللوني»، تجعلان من الأسود/ أبيض الخيار الأنسب لمقاربة الموضوع.
أوّلاً، إنّ معظم الأشخاص الذين كانوا «مرشحين» للتصوير في هذا السياق (سواء انتهى المطاف بصورهم ضمن هذا العمل أم لا) كانوا من أتباع «اللالون» في اختيار الملابس والتفاصيل المرافقة. كما أنّ مواضيع الصور الأخرى أيضًا كانت الألوان فيها عنصًرا غير أساسي.
ثانيًا، هناك ما يشبه التوأمة الخالصة بين مادة التاريخ - التي تأوي التراث - وبين الصورة بالأسود/ أبيض، أقلّه في أذهان الرعيل المتقدّم في السن، لا لسبب سوى أنّ مشاهدات هذا الرعيل في مادة التاريخ هي، في الأغلب، بالأسود/ أبيض.
صورة الغلاف، التقطت العام 1981، ويعتبرها طوق «ملكة اللحظات المباركة بامتياز لديه، لجهة ما تحمله من دفء».
أما مضمونها، فجلسة شبه يومية في هذا الـ«مَلطَش» الذي يقع على تقاطع طرق داخلية في بشرّي، كان المؤلف يمرّ فيه باستمرار، وفي لحظة قررت عين الكاميرا أن تحصد غلّتها الدافئة.