بالأبيض والأسود

صور الحرب الموجعة في «بيت بيروت»

قد تمرّ عقود كثيرة من دون أن تغادر مآسي الحرب التي اندلعت في 13 نيسان 1975 وجداننا الجماعي، أو تخبو الآلام التي خلّفتها. ففي كل بيت قصة عن أحباب باتوا صورًا على الجدران، وآخرين تفرقوا في أرجاء الأرض، وعن أرزاق وأحلام وآمال أكلها الدمار...


صور الحرب الموجعة تأتينا من جديد في ذكرى اندلاعها الرابعة والأربعين عبر معرض «ذكرى وعبرة» الذي نظّمته نقابة المصوّرين الصحفيين في لبنان، والهدف أن لا تتكرر هذه الصور مجددًا.
عشرات الصور بالأبيض والأسود التقطها مصوّرون صحفيون في زمن الاقتتال، وبعضهم باتوا شهداء لحقيقة أرادوا أن يوثقوها بكاميراتهم، راصدين يوميات الحرب القذرة. «بيت بيروت» الشاهد بدوره على جراح الحرب، وعلى مئة عام من تاريخ بيروت، استضاف هذه الصور في معرض رعاه رئيس الحكومة سعد الحريري ممثلًا بوزير الإعلام جمال الجراح. حضر افتتاح المعرض عدد من الشخصيات من بينهم العقيد الركن نزيه جريج ممثلًا قائد الجيش العماد جوزاف عون، بالإضافة إلى الإعلاميين والمصوّرين.

 

وقفة أمام الذات
عريفة الاحتفال الزميلة رونيت ضاهر اعتبرت في كلمة الافتتاح أنّ المناسبة «هي مجرد وقفة لبرهة من الزمن أمام ذاتنا الإنسانية، أمام مسؤولياتنا جميعًا في أخذ العبر مما اقترفته أيدينا بحق إخوتنا في المواطنية وفي حق وطننا». وأضافت: «هي مجرد نظرة نحو مستقبل يليق بنا وبوطننا. هي تاريخ في صور لمواطنين لبنانيين، وُجِدوا حينها في ميدان المعارك، في وسط الجبهات، سلاحهم الوحيد هو آلة التصوير، سلاح الحقيقة، سلاح التاريخ».
بعدها تحدث نقيب المصورين عزيز طاهر الذي قال: «نحن جيل الحرب الذين تعبت عيوننا وعدساتنا من التقاط صور التشرذم والدمار والقتل والانقسام، نهدف من خلال معرضنا إلى توجيه رسالة لهذا الجيل، لنقول له «إنّ الحرب هي موت ودمار وضياع وطن».
وأشار محافظ بيروت زياد شبيب إلى أنّه تمّ اختيار ذكرى 13 نيسان لافتتاح هذا المعرض لأنّ في الذكرى عبرة، ولأنّ الجيل الحالي الصاعد في لبنان، الذي لم يعرف مآسي الحرب وويلاتها، عليه الاطلاع على ما وثّقته عدسات المصوّرين في تلك المرحلة».

 

ندفع اليوم ثمن الحرب
أما وزير الإعلام جمال الجراح، فقال: «في مثل هذا اليوم سقط لبنان واللبنانيون في فخ مؤامرة الحرب الأهلية، ومؤامرة تدمير لبنان، وإلغاء دور لبنان الحضاري والثقافي والريادي..». وأضــاف: «للذيــن لا يعلمون من الجيل الجديد، أنّه في العام 1975 كــان لبنــان مـن أرقـى البلـدان في المنطقــة، لا بـل كان يسمى سويسرا الشـرق... واليوم ندفع ثمن الحرب وويلاتهــا وأزماتهــا...».

 

المشرفون والمشاركون
ضمّت لجنة الإشراف على المعرض كلًا من: حسين فقيه، لطف الله ضاهر، أنور عمرو، كريم الحاج وعلي حاطوم. وشارك فيه المصوّرون الذين التقطت عدساتهم شواهد عن ويلات ومآسي الحرب وهم: روجيه مكرزل، جمال السعيدي، عباس سلمان، ماهر عطّار، عدنان ناجي، علي سيف الدين، جورج فرح، مصباح عاصي، محمد عزاقير، محمود الطويل، مصطفــى جمــال الدين، عدنان برجي، ميشال صايغ، أحمد عزاقيــر، إبراهيــم الطويــل، جوزيــف برّاك وعزيــز طاهــر.
كما عرضت صور للمصوّرين الشهداء جورج سمرجيان، خليل دهيني، ميشال برزغل وعلي حسن سلمان.