تخريج

ضبّاط دورة قائد كتيبة يتسلّمون شهاداتهم
إعداد: باسكال معوض بو مارون

كلمة القيادة:


بجهدكم والاجتهاد أرسيتم قواعد صلبة لمسيرة الاحتراف

 

جرى في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان احتفال تخريج الدفعة التاسعة والثلاثين لدورة قائد كتيبة، وقوامها 79 ضابطًا من مختلف قطع الجيش وألويته. ترأس الاحتفال مسيّر أعمال الكليّة العميد الركن علي مكه ممثلاً العماد قائد الجيش، وحضره عدد من ضباط القيادة وقادة الوحدات الكبرى والأفواج المستقلة, والضباط المتخرجون، إلى الضباط المدرّبين وأساتذة الكلية.

إستهلّ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني، أعقبه تلاوة مذكرة النتيجة النهائية للدورة وتلاوة لائحة الشرف وتهنئة طليع الدورة الرائد أحمد الحاج شحاده، بعدها سلَّم العميد الركن علي مكّه الشهادات للضباط المتخرِّجين، كما هنّأ الضباط المميّزين وتبادل مع طليع الدورة الدروع التذكارية.
وفي الختام، أخذت الصورة التذكارية للدورة مع ممثل قائد الجيش وانتقل المدعوون إلى مقصف الكليّة حيث أقيم حفل كوكتيل احتفاءً بالمناسبة.
وقبل أن يوقّع ممثل قائد الجيش العميد الركن مكّه على السجل الذّهبي، ألقى الكلمة الآتي نصّها:


السادة الضباط المدعوون


السادة الضباط المدربون


السادة الضباط المتخرجون

في يوم تخرّجكم الميمون هذا، يوم تسجيل الإعتراف بقدرتكم على تولّي مسؤولية القيادة، يغمرني شعور بالفخر بأن أسلّمكم شهادات الكفاءة لاجتيازكم بنجاح دورة قائد كتيبة، وشعور آخر بالسعادة لاستقبال ضيوف أعزّاء يشهدون المناسبة في ربوع هذا الصرح العلمي، فأهلاً وسهلاً بكم جميعًا.


أيها الضباط المتخرجون
إنقضت أشهر قليلة على تاريخ دخولكم إلى هذه الكلية، حيث انتابتكم في البداية، مشاعر امتزجت فيها رهبة المكان مع هموم العودة إلى الكتب والأوراق والخرائط، وكلّ ما له علاقة بالتدريب وموجباته الكثيرة، ثم راحت هذه المشاعر تتحول إلى طمأنينة وحماسة، عندما انخرطتم في جوّ الكلية، وأصبحت المواد التدريبية بمنزلة غذاء لأفكاركم وغنىً لمعارفكم. إذّاك بدأ تحدّي الذات وشرعتم تقيّمون وتحللون، وهذا هو أيها الأعزاء أحد أهداف اتّباعكم الدورة، التي تفرض اعتمادكم منهجيّة موحّدة وأسلوبًا واحدًا في التفكير والتحليل بغية التوصّل إلى اتخاذ القرار الصحيح.
وخلال أشهر العمل والكدّ المنصرمة أسّستم وأرسيتم، بجهدكم واجتهادكم، القواعد الصلبة والأرضية الراسخة الصالحة لمسيرة الرسالة المهنية المحترفة في القيادة، البعيدة عن كلّ ارتجال أو عشوائية، تقرنون أداءكم فيها بمبادئ العلم التي منها نهلتم، وبمزايا القيادة وفنون الإدارة التي منها ارتويتم، وما شهاداتكم التي تقلّدتموها اليوم إلاّ أصدق دليل وخير شاهد على كلّ ذلك.


أيها الضباط المتخرجون
إن ما تعلّمتموه لم يكن إلاّ خطوة قصيرة على درب المعرفة المتشعّب في مختلف الميادين، العسكرية منها وغير العسكرية، فالتحصيل العلمي ليس وقفًا على الدورات فحسب، فهو متوافر لكم بموازاة مسيرتكم العملية، لذلك اجعلوه هاجسكم، فلا ضابط ناجحًا من دون معرفة ولا ضابط منتجًا من دون تحصيل، ولا ضابط مميزًا من دون شخصية مميّزة، وبالتالي لا ضابطَ يُتّكل عليه إلا إذا جمع في شخصه هذه المزايا كلّها وأوّلها السعي إلى المعرفة.
لذا فإني أدعوكم إلى توسيع دائرة معارفكم والتحلّي بمزيد من التصميم على متابعة التحصيل بعد أن وفّرت هذه الكلية لكم، وبتوجيهات قيادة الجيش، إطار المعرفة الصالح لتنطلقوا إلى رحاب المسؤولية. وأنا متيقّن بأن مدربيكم قد وضعوا بين أيديكم كلّ ما يضمن انطلاقتكم الواثقة وينير رؤيتكم، ويزيل ما قد يعترض مسيرة القيادة التي لا شك في أنكم سوف تتولونها قريبًا.
اليوم تغادرون مقاعد العلم الذي صار زادكم وهاجسكم، وتعودون إلى وحداتكم المنتشرة على امتداد مساحة الوطن، لتقوى بكم وتعتزّوا بها.  
أخيرًا، باسم قائد الجيش العماد جان قهوجي أهنئكم بتخرّجكم وأتمنى لكم التوفيق الدائم، وأوجّه الشكر إلى المدربين والمشاركين في هذا الاحتفال، متمنيًا للجميع كلّ النجاح والخير والتقدّم.