طب وصحة

ضريبة الربيع يدفعها البعض فقط

الحساسية الموسمية أسبابها وطرق الوقاية منها

الربيع فصل الأزهار والنسيم العليل، هو أيضاً فصل المتاعب للمصابين بالحساسية الموسمية. ففي حين يتمتع الأشخاص الأصحاء بالنزهات في الطبيعة الخضراء، تزداد «نزهات» المصابين بالحساسية الى الصيدليات وعيادات الأطباء لإيجاد العلاج الشافي. وإذ يطمئن الأطباء الاختصاصيون أن علاج الحساسية الموسمية ليس بالأمر الصعب، فهم يؤكدون في الوقت نفسه أن الحساسية عامة تزداد بشكل كبير ومتواصل بحيث يتوقع أن تصيب في العام 0102 شخصين بين كل عشرة أشخاص.
الحساسية الموسمية، مصدرها، علاجها، وطرق الوقاية منها، في حوار مع الدكتور الياس خير الله الاختصاصي في أمراض الحساسية ورئيس الجمعية اللبنانية لأمراض الحساسية والمناعة.

 

نظام المناعة

الحساسية الموسمية هي رد الفعل الذي يقوم به نظام المناعة في جسم الإنسان تجاه مادة طبيعية في البيئة تظهر خلال فترة محددة في السنة. فالمعروف أن النبات يتكاثر في فصل الربيع عن طريق نشر لقاحه الذي ينتقل من نبتة إلى أخرى إما من خلال الحشرات والطيور أو بواسطة الهواء. وإذ ينتشر هذا اللقاح في الهواء، فإنه يحمله معه من مكان إلى آخر ليصبح من السهل تنشّقه من قبل الإنسان.
في العادة لا يشكل هذا الأمر مشكلة بالنسبة إلى الأشخاص العاديين، كما يشير الدكتور خير الله، ولكنه كذلك بالنسبة إلى الأشخاص الذين يتحسّسون تجاه أنواع معينة من اللقاح، إذ تظهر لديهم الحساسية إما من خلال سيلان في الأنف، أو حُكاك في الحلق، أو إحمرار وحكاك في العينين، أو جميع هذه الأعراض مجتمعة. كما يمكن لحساسية الأنف أن تتحوّل إلى ربو مسبّبة ضيقاً في التنفس، علماً أن سبعين في المئة ممن يعانون من الربو هم من المصابين أصلاً بحساسية في الأنف.
ويؤكد الدكتور خير الله أن الدخان والتلوّث هما عاملان مثيران للحساسية، وأن الأخير يزيد من حدّتها كونه يحوّل غبار اللقاح إلى غبار ملوّث. ويشير أيضاً إلى أن الوراثة تلعب دوراً في الإصابة بالحساسية، فعندما يكون أحد الوالدين مصاباً بها، يصبح الولد أكثر عرضة للإصابة بمعدل 04%، وإذا كان كلاهما مصاباً ترتفع النسبة إلى 06%، وإذا كان الوالدان وغيرهما من أفراد الأسرة مصاباً تصبح النسبة 57%، في حين أنها لا تتجاوز الـ51% بين العائلات التي لا يعاني أي من أفرادها من الحساسية.

 

العلاج والوقاية

يطمئن الدكتور خير الله المصابين بالحساسية الموسمية، أن علاجها ليس بالأمر الصعب خاصة متى عُرفت مسبباتها. ولكنه ينصحهم بأن يتأكدوا أولاً من أن الأعراض التي يشكون منها تؤكد وجود الحساسية. من هنا، ضرورة استشارة الطبيب الاختصاصي الذي يراقب مختلف الأعراض ويقوم باختبارات جلدية (Skin tests) لمعرفة ما إذا كان هناك حساسية، وفي حال وجودها يمكن أيضاً معرفة نوع النبات الذي يسبّبها.
يبدأ علاج الحساسية بالوقاية كما يؤكد الدكتور خير الله، وفي حال لم تنجح الوقاية يلجأ الطبيب إلى الأدوية، وفي بعض الحالات إلى حقنة الحساسية (Allergy shot).
على صعيد الوقاية، ينصح الطبيب الاختصاصي المرضى بالتزام المنزل قدر الإمكان خلال فصل الربيع، وإغلاق نوافذ السيارات والمنازل، وغسل الشعر قبل النوم لأن اللقاح يمكن أن يتغلغل داخله.
أما بالنسبة إلى الدواء فيتم استخدامه كأقراص، أو سائل، أو بخّاخ للأنف، وذلك بناء على وصفة طبية.
أما العلاج الجذري للحساسية الموسمية فهو حقنة الحساسية (Allergy shot). ويشير الدكتور خير الله إلى أنها تحتوي على كميات قليلة من المادة المثيرة للحساسية (Allergen) وهي تعطى للمريض على دفعات مما يمنح الجسم المناعة ضد المادة المسببة للحساسية، ويريح المريض من الشعور المزعج الذي يرافقه طوال فصل الربيع.