موضوع الغلاف

طبابات المناطق: نحن بقربكم ولكم
إعداد: ليال صقر الفحل

في ظل الضائقة التي نمر بها يزداد دور طبابات المناطق أهمية، من جهة لكونه يوفّر على المستفيدين عناء الانتقال إلى الطبابة العسكرية في بيروت، ومن جهة أخرى لكونه يخفف الضغط الهائل الذي تتعرض له هذه الطبابة يوميًا بسبب عدد المرضى الذين يزورون المستشفى العسكري المركزي للمعاينة والاستشفاء والحصول على الأدوية.

كيف تسير الأمور في المستوصفات العسكرية التي توسّع دورها وعُزّزت خدماتها؟ «الجيش» زارت مستوصفَي شكري غانم في الفياضية وبيت الدين اللذين يشكلان نموذجًا يختصر حالة المستوصفات العسكرية عمومًا.

 

يُشكّل مستوصف شكري غانم في الفياضية مثالًا لعملية تفعيل دور المستوصفات في المناطق على صعيد تقديم الخدمات الطبية، إذ أصبح كل منها نموذجًا مصغرًا عن المستشفى العسكري المركزي.

ووفق رئيس المستوصف الرائد الطبيب كارول منصور يبلغ عدد المستفيدين من خدماته حوالى ١٠٠٠٠ شهريًا، وهي توضح أنّ ارتفاع الرقم يعود إلى الأزمة الاقتصادية، ففي حين كان عدد من المرضى يتجه إلى العيادات الخاصة خارج المؤسسـة العسكريـة، بات الجميـع يستفيـدون من الخدمات الطبيـة التـي يقدمهـا المستوصـف. سبـب آخـر للإقبـال على المستوصـف هو توافـر الأدويـة فيـه، فصيدليـة المستوصـف تؤمـن مختلـف أنـواع الأدويـة بنسبـة ٧٠٪، بمـا في ذلك المفقـود منهـا في الأسواق، وتلـك التي توصـف للأمراض المستعصيـة وأمراض القلـب والسكـري والضغـط وغيرهـا، علمًـا أنّ تسليمهـا يتـم من خلال إجراءات دقيقـة تحفـظ حق الجميـع بالاستفادة. وفي ما خصَّ مستلزمات المختبر، فهي أيضًـا مؤمّنـة باستثنـاء فحوصـات معيّنة قليلة تحوّل إلى المختبرات المدنية المتعاقدة مع المؤسسـة.

 

قيمة مضافة

تلفت الرائد منصور إلى أنّ مستوصف شكري غانم بصورته الحالية افتُتح في بداية آذار من العام ٢٠١٩، بعد أن كان مبنى قديمًا مع عدد محدود من العيادات، فجُدّد بالكامل وتضاعف عدد العيادات فيه ليشمل اختصاصات متنوعة وشاملة. ومن بين هذه الاختصاصات ما يتميّز به المستوصف، إذ إنّه ينفرد بخدمة التحضير لمرحلة ما قبل الولادة، والرضاعة الطبيعية، والعلاج الفيزيائي لمنطقة الحوض بعد الولادة وهي خدمات تقدمها قابلة قانونية ومعالجة فيزيائية متخصصة في هذا المجال، وتشكل قيمة مضافة لخدمات المستوصف.

 

لهذه الأسباب نأتي إلى هنا

أثناء وجودنا في المستوصف وصل ضابط يحمل ابنته حديثة الولادة التي لا يتجاوز عمرها ثلاثة أيام ليعرضها على طبيب الأطفال، سألناه عن سبب اختياره مستوصف شكري غانم فأجاب بأنّ المستوصف يقدم أفضل الخدمات الطبية وبسرعة، كما أنّ الدواء مؤمن معظم الوقت. الأمر نفسه أكّدته أيضًا السيدة أمال التي حضرت للاستفادة من عيادة الأسنان، ونوّهت بالتنظيم في المستوصف وبالمعاملة الحسنة من قبل الأطباء والعسكريين والموظفين. بدوره، أشار يوسف إلى أنّ تنظيم العمل في المستوصف يتيح له ولعائلته الاستفادة من الخدمات الطبية في مختلف الاختصاصات بعيدًا من الاكتظاظ والانتظار لساعات طويلة. كما شكر المؤسسة التي لم تألُ جهدًا للمحافظة على كرامة أبنائها، حتى مَن تقاعد منهم رغم قساوة الأوضاع الاقتصادية.

 

للأمانة...

للأمانة، طُرق باب الرائد ما يفوق الـ٢٠ مرة خلال استقبالها لنا، مرضى لا نعلم من أخبرهم أنّه مكتب رئيسة المستوصف، لا إشارة على بابه ولا حتى لافتة، يطرقون فتفتح لهم الباب بنفسها، يسألون فتجيب بكل احترام ومودّة. خُيِّل إليّ بادئ ذي الأمر أنهم يعرفونها شخصيًا، لكنّي أيقنت بعد دخول مريض تلو الآخر، أنّها لا تعرفهم لكنّها تتابع أمورهم بكل تفاصيلها. ترفع سماعة الهاتف وتلاحق طلباتهم من استشارات وتأمين أدوية وموافقات، فيرحل مريض راضٍ ليدخل آخر سائل فَمُجاب.

 

مكافأتنا ابتسامتهم

قبل أن نودّع الرائد منصور سألناها: ألا يزعجكم توافد هذا العدد الكبير من المرضى؟ فتجيب: «أهلًا وسهلًا بالجميع من حيثما أتوا، نحن هنا للخدمة، وقلوبنا مفتوحة للمرضى العسكريين وعائلاتهم، خدمتهم واجبنا وشفاؤهم أملنا، مكافأتنا ابتسامتهم حين يغادرون مُمتنّين».

 

بيت الدين: أنتم على الرحب والسعة...

يتبع مستوصف موقع بيت الدين وظيفيًا لطبابة منطقة جبل لبنان، وقد صُنّف مستوصفًا أساسيًا بعد العام ٢٠٠٨. يعطيه تمركزه دورًا استشفائيًا مهمًا لناحية وجوده في نقطة تحيط بها أكثر من خمسين بلدة، الكثير من أبنائها وسكانها من العسكريين في الخدمة الفعلية والمتقاعدين وعائلاتهم. ويبيّن إحصاء دقيق لعدد المستفيدين من خدمات هذا المستوصف أنّه ارتفع من ٥٢ ألفًا في العام ٢٠١٨ إلى ما يزيد عن ٩١ ألفًا في أواخر العام ٢٠٢١. ووفق رئيسه النقيب غسان بو حمدان يستقبل المستوصف ما بين ٢٠٠ و٣٨٠ مريضًا يوميًا طوال أيام الأسبوع، ويتناوب على العمل فيه ٣٨ رتيبًا وفردًا، بالإضافة إلى ٢٦ طبيبًا مدنيًا من مختلف الاختصاصات و١٠ موظفين مدنيين.

أسباب الإقبال المرتفع هنا لا تختلف عن تلك التي تفسّر الإقبال الكثيف في مستوصف شكري غانم. فالحالة واحدة: الضائقة الاقتصادية من جهة، وتوافر الخدمات وجودتها من جهة أخرى.

في مستوصف بيت الدين شهدنا مرة جديدة العمل الإنساني النابع من القلب قبل الواجب، فخلال مرافقتنا النقيب بو حمدان في جولة في الأقسام لاحظنا طوابير الأشخاص الذين لحِقُوا به ليسألوه عن دواء أو لطلب توقيعه معاملة أو لاستشارته بموضوع ما. كان يعامل الجميع كأنهم من أهل بيته، يعرف أمراضهم، أسماء أدويتهم، مدّة علاجهم، مواعيد استلامهم للأدوية وفحوصات الدم؛ دقّة في العمل والملاحقة، وتعامل إنساني راقٍ.

العلاقات الودية التي تسود التعامل بين الأطباء والعاملين في المستوصف من جهة والمرضى من جهة أخرى، تُفسر تعابير الرضى على وجوه المستفيدين رغم ما ينجم عن عددهم المرتفع من ازدحام.

نتوقف للحظات مع المؤهل أول المتقاعد نصير أبو شقرا والمعاون أول المتقاعد رؤوف فخر الدين، اللذين وصلا إلى المستوصف، أحدهما ليستحصل على موافقة على عمليته، والآخر ليتسلّم دواء القلب الدائم ويتابع مع الطبيب المعالج. الاثنان يأتيان إلى المستوصف من منطقة قريبة ويشعران بالامتنان، أولًا لأنهما غير مضطرين للانتقال إلى المستشفى العسكري المركزي، وثانيًا لأنّهما لم يخرجا مرّة خائبين، الدواء دائمًا مؤمَّن، والخدمة إنسانية والاحترام سيّد الموقف.

داخل مستوصف بيت الدين الذي يوفر على المستفيدين منه عناء مشوار إلى بيروت لساعة وربع الساعة، عائلة يعمل أفرادها كخلية نحل ويسهرون على تقديم الخدمة الطبية بأفضل ما يمكن. من جهته، يشكر النقيب بو حمدان القيادة على الاهتمام الذي توليه لموضوع الطبابة كونه أولوية الأولويات، مؤكدًا السعي إلى تأمين الاختصاصات غير المتوافرة حاليًا في المستوصف، ومن بينها أسنان الأطفال، الكلى والضغط والتغذية والمفاصل والروماتيزم، منتهزًا الفرصة ليشدّ على يد الطاقم الطبي والعسكري الذي يعاونه على إتمام هذه المهمة الإنسانية.

تختبر الأزمات معادن الناس، وتبرهن الأزمة التي نعيشها أنّ جيشنا ما زال بخير رغم كل التحديات، وها هو إلى جانب عسكرييه في طبابتهم وسائر أمورهم، على قدر المستطاع وأكثر... المهم أنّ السعي مستمر لتوفير مستلزمات الصمود إلى أن تنفرج الأمور.

 

الأقسام والعيادات

• مستوصف شكري غانم:

قسم الأسنان (عيادات لاختصاصات مختلفة وتصوير PANORAMIQUE)، مختبر الدم، قسم التلقيح ضد فيروس كورونا، قسم الطوارئ، قسم التغذية، قسم العلاج الفيزيائي، قسم التصوير الشعاعي (X-RAY، ECHO) بالإضافة إلى الصيدلية المجانية وصيدلية الشراء. أما العيادات فتشمل: عيادة القلب والشرايين (مع إمكان الاستفادة من تخطيط القلب والصور الصوتية...)، الغدد والسكري، الأطفال (يتميز المستوصف عن سواه بوجود طبيب أطفال اختصاص دم)، النساء، العين، الأنف والأذن والحنجرة، العظم، الأمراض الجلدية، المعالجة النفسية، الصحة وتجديد الوصفات الطبية، الأمراض الصدرية، المسالك البولية، الجراحة العامة، أعصاب الرأس، وجراحة الأعصاب.

• مستوصف بيت الدين:

قسم الأسنان (عيادات لاختصاصات مختلفة وتصوير PANORAMIQUE)، قسم التصوير الشعاعي(X-RAY، ECHO)، مختبر الدم وزراعة الجراثيم، قسم الطوارئ (بدوام ٢٤ ساعة يوميًا)، الصيدلية العسكرية (الفرع ٥٢)، الصيدلية المجانية، قسم التلقيح ضد فيروس كورونا. ويؤمن المعاينات فريق من الأطباء في الاختصاصات الآتية:

الصحّة العامة، العين، الأمراض الصدرية، جراحة العظم، القلب والشرايين، طب الأطفال، العلوم المخبرية والسريرية، النساء، الجراحة العامة، الأمراض الجلدية، المسالك البولية، الجهاز الهضمي، أمراض الدماغ والجهاز العصبي، أمراض الدم والتورم الخبيث، أمراض الغدد الصماء، الأنف الأذن والحنجرة.

 

المستوصفات

• جبل لبنان: صربا (مركزي)، بيت الدين (أساسي)، مزبود (أساسي)، بعبدا (فرعي)، شكري غانم (أساسي)، اللواء اللوجستي (أساسي)، عمشيت (فرعي)، حمانا (فرعي)، فوج المغاوير، المركز العالي للرياضة العسكرية، قاعدة جونية البحرية، الكلية الحربية، مقر عام الجيش، لواء الحرس الجمهوري، الفوج المجوقل، الشرطة العسكرية، مديرية المخابرات- فرع المكافحة.

• الشمال: طرابلس (مركزي)، حلبا (أساسي)، البترون (فرعي)، عندقت (أساسي)، مدرسة التزلج-الأرز، قاعدة القليعات الجوية، معسكر عرمان للتدريب.

• الجنوب: صيدا (مركزي)، تبنين (فرعي)، حاصبيا (فرعي)، النبطية (أساسي)، مرجعيون (أساسي)، صور (أساسي)، جزين (فرعي).

• بيروت: هنري شهاب (مركزي)، الأمير بشير (أساسي)، قاعدة بيروت البحرية (فرعي)، قاعدة بيروت الجوية (فرعي).

• البقاع: أبلح (أساسي)، دوريس، راشيا، قاعدة رياق الجوية، الهرمل، خربة قنافار، معهد التعليم.