في كل بيت

طفلي
إعداد: ناديا متى فخري

يخاف من الغرباء

يرفض الرضيع أن يحمله
أي شخص غريب لخوفه من فكرة حرمانه أمه وإبعاده عنها...
إليكم نصائح لمساعدته
على التأقلم مع المجتمع.

 

مرحلة التمييز

بعد الشهر السادس يصبح الطفل قادراً على التمييز بين أمه وأي شخص آخر. فهو يميّزها من شكلها الخارجي بالإضافة إلى كونه يعرفها من رائحتها وحركاتها وصوتها. إلا أنه إبتداءً من هذا العمر وبالأخص في سن الثمانية أشهر وما بعد، يُظهر صعوبة في تقبّل الآخرين: فقد يبكي، أو تتبدّل تعابير وجهه، أو يحاول الإنسحاب، ويدير وجهه عن الآخرين.. أما خوف الطفل من الغرباء فسببه انه يبدأ بملاحظة غياب أمه (مثلاً لدى وجوده في سريره أو مع المربية) فيعبّر عن قلقه لغيابها برفضه تقبّل احتضانه من أي شخص آخر.

 

ما يطمئنه

يمكن تهدئة الطفل بابتسامة وكلمة، وتلافي معاملته بعنف وخشونة، كما انه لا يجب إجباره على البقاء بين ذراعي شخص غريب، فهذا يؤدي إلى زيادة خوفه وبكائه.
وعموماً يجب منحه الوقت ليتأمل أمه وأباه يتحاوران مع الآخرين ويندمجان في محيطهما.. فهذا يساعد الطفل ليثق بنفسه ويتخطى خوفه. إذا أظهر الطفل بعض التردّد في قبول الآخرين علينا مساعدته ليخطو نحو الإستقلالية، فهو بحاجة إلى الإختلاط بالمجتمع.. إن ثمة أمهات يملن إلى الإفراط بحماية أطفالهن خوفاً من أن يتحرر الأطفال من دائرتهن، إلا أن الأمهات هنا بإجبار أولادهن على البقاء بعيداً عن الآخرين يُسئن إلى الصغار.. فقد يعتبر الأطفال أن العالم الخارجي خطير وتقل ثقتهم بنفسهم وبالمحيط من حولهم، وحين تكون الأم منفتحة على الآخرين يتأقلم طفلها بسرعة مع الآخرين وبدون أي قلق.

 

مرحلة مؤسسة للمستقبل

يكتسب الطفل الثقة بالنفس وبالآخرين من خلال التأقلم مع العالم الخارجي ومع الغرباء، فيتعلم كيفية بناء استقلاليته بعيداً عن أهله وتكوين شخصيته، وهذه الخطوة الأولى للإختلاط بالمجتمع مهمة جداً، فهي تضمن تطوّره مستقبلاً. وفي كل مرحلة (تعلّم المشي، والكلام، والنظافة... الخ) يتذكر الطفل الخوف الذي اعتراه بسبب الغرباء وكيف تخطّاه حينها، فيعطيه هذا النصر، الثقة ليجد حلولاً للمصاعب التالية.