سياحة

عائلات شهداء الجيش في لؤلؤة اليونان وجزرها الحالمة وآثارها التاريخية
إعداد: جان دارك أبي ياغي

بدعوة من مؤسسة المقدم المغوار الشهيد صبحي العاقوري


عاش أولاد العسكريين الشهداء حلمًا جديدًا في الرحلة التي نظّمتها لهم مؤسسة المقدم المغوار الشهيد صبحي العاقوري إلى اليونان. وهذه المرة، اختلفت السياحة عن سابقاتها، فهي كانت في رحاب أحد أقدم الصروح الثقافية الحضارية، حضارة أثينا ومسارحها الفنية ومتاحفها ومهرجاناتها وموسيقاها وآثارها العريقة في التاريخ.
 

الانطلاق
في مطار رفيق الحريري الدولي تجمّع الأولاد ترافقهم أمهاتهم وفريق المسؤولين المنتدبين من قبل قيادة الجيش للإشراف على الرحلة، وعلى رأسهم الملازم أول مروان بدوي. بعد إنجاز الترتيبات اللازمة وأخذ الصورة التذكارية، توجّهوا إلى الطائرة التي أقلتهم إلى مطار أثينا الدولي. هناك كانت ممثلة السفارة اليونانية في لبنان في استقبالهم، رحّبت بهم ووضعت نفسها في تصرّفهم. بعد ذلك، انتقل الجميع إلى الفندق حيث استلموا غرفهم ووضبوا أغراضهم واستعدوا لرحلة من العمر.


في الأكروبوليس
هضبة «أكروبوليس» المقدسة من المحطات الرئيسة في السياحة اليونانية، هي «لؤلؤة اليونان» التي احتضنت أقدم المعابد والصروح الثقافية فى أثينا وأشهرها. وكانت مركزًا حضاريًا لفترات طويلة من الزمن فى عصر أبرز القيادات اليونانية ‏ ‏القديمة، ومن بينها باريكليس الذى حكم اليونان بين العامين 443 و429 قبل الميلاد، والذى وصف عصره بالعصر الذهبي للتطور الثقافي اليوناني.
وكما يدل عليه الاسم (المدينة المرتفعة أو المدينة الجانبية)، كان الأكروبوليس أيضًا مركز المدينة السياسي والروحي والمالي، بما يتضمنه من منشآت حكومية ومعابد ومذابح، إذ كانت تحتوي على خزانة الدولة، وكان الشعب يذهب إلى هناك لتخليص المستندات الحكومية.
بعد زيارة القلعة انتقل السائحون إلى متحف أكروبوليس الجديد الذي لا يقل رونقًا وجمالا عن المعالم القديمة. يعود تاريخ بناء المتحف إلى العام 2007، وقد تم تدشينه في العام 2009، وتعرض فيه الآثار والمنحوتات التي تم العثور عليها في أكروبوليس أثينا في اليونان. وقد أثبت المتحف أنه مكان جذب كبير إذ زاره ما يقارب مليون شخص خلال صيف العام 2009. بعد انتهاء الزيارة، كان غداء شهي في سوق القلعة.

 

دلفي.. مدينة الخضار الدائم
تعدّ مدينة دلفي اليونانية من أهم المنتجعات السياحية والمراكز الثقافية في أوروبا، فهي مدينة الآلهة والتاريخ في الحضارة اليونانية القديمة. تقع المدينة، التي تمّ اكتشافها في العام 1882، على ارتفاع 750 مترًا فوق سطح المياه الصافية لخليج كورنثياس، أي على بعد مسافة تزيد عن 250 كيلومترًا شمال غربي العاصمة أثينا. وقد قطعت عائلات الشهداء كل هذه المسافة للوصول إلى وادي دلفي أحد أجمل الأودية في أوروبا. فوق جباله تتناثر ملايين الأشجار الخضراء في ما يشبه لوحة مدهشة.

 

متحف دلفي
من وادي دلفي إلى المتحف الأثري فيها، والذي يعتبر واحدًا من أهم الأماكن الأثرية في اليونان. تروي القطع الأثرية الموجودة داخله تاريخ المنطقة والمناطق المجاورة من عهد الميسينية إلى العصر اليوناني الروماني. يقع المتحف في مبنى من طابقين بمساحة إجمالية قدرها 2270 مترًا مربعًا، مع أربعة عشر غرفة للعرض، ومخازن ومختبرات لحفظ صناعة الفخار والأشياء المعدنية والفسيفساء.
 وفي المساء، لبّى الجميع دعوة السيد علي اسماعيل إلى مطعم يوناني حيث كان عشاء تخلله رقص تراثي وسهرة غنائية.

 

هيدرا وبوروس وإيجينا.. جزر «ألف ليلة وليلة»
في صباح اليوم الأخير، كانت رحلة بحرية لزيارة جزر خليج السارونيك في إيجينا وبوروس وهيدرا اليونانية. على متن سفينة سياحية استقلوها من أحد موانئ أثينا، أمضى السياح اللبنانيون 13 ساعة بين جزر «ألف ليلة وليلة»، وتخلل الرحلة غداء فاخر على متن السفينة.
المحطة الأولى كانت في جزيرة هيدرا الرائعة. فمع بداية دخول السفينة إلى الجزيرة، تلوح أمام بصرك تلك البيوت بأفقها الجميل ومنظرها المثير.
وأول ما تطأ قدماك الأرض، تقابلك المحلات التجارية والمطاعم الصغيرة المنتشرة على واجهة الميناء. يمنع استخدام السيارات على هذه الجزيرة، فالتنقل يتم باستخدام الحمير والخيول أو بالسير على الأقدام.
السير داخل المدينة متعة حقيقية وسط الحارات الرائعة بممراتها المرصوفة جيدًا والبيوت القديمة الباقية على طابعها، وقد تحوّل بعضها إلى نزل لإيواء السياح، أو الى مطاعم ومحلات تجارية ومقاه.
المحطة الثانية، في جزيرة بوروس وهي أصغر الجزر الثلاث، وتنتشر فيها أشجار الصنوبر وأشجار الليمون. وهي تعتبر الأكثر شعبية نظرًا الى شواطئها المتعددة والملائمة لممارسة أنشطة مختلفة، كركوب الأمواج والسباحة وغيرها...
أما المحطة الأخيرة فكانت في جزيرة إيجينا التي تقع في وسط المنطقة، وتتميز بهدوئها... وفي رحابها أمضى الزوار آخر أوقات رحلتهم الجميلة، وكانت العودة محمّلة بالذكريات التي لا تنتسى.

 

شكر
قدّم الملازم أول بدوي كتب شكر باسم قيادة الجيش إلى السيد ميلاد مطر (صاحب مجوهرات مطر)، والسيد طوني مظلوم (رجل أعمال)، لمساهمتهما في إنجاح الرحلة.
بدورها، قدّمت السيدة ليا العاقوري لهما درع مؤسسة العاقوري عربون شكر وتقدير.