وقفة وفاء

أولاد الشهداء الذين استشهدوا منذ العام 2000 (من عمر 15 سنة وما فوق) وعائلاتهم كان لهم موعد مع حفلة موسيقيّة رائعة، نظّمتها عائلة شهيد ساحة الشرف العقيد داني حرب برعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي، وذلك في مناسبة عيد الاستقلال وتخليدًا لأرواح الشهداء.

الحضور
أقيمت الحفلة في قاعة عصام فارس في جامعة سيّدة اللويزة- زوق مصبح، وأحيتها الأوركسترا الهارمونية الوطنية التابعة لموسيقى قوى الأمن الداخلي بقيادة العقيد الدكتور زياد مراد (عزفًا)، والسيّدة كارول عون شختورة والأستاذ شادي عيدموني (أداءً منفردًا). فاق عدد الحضور الـ500 شخص، تقدّمهم ممثل العماد قائد الجيش العميد الركن البحري جوزف واكيم، وإلى جانبه ممثل قوى الأمن الداخلي العقيد خالد الأيوبي، ممثل قوى الأمن العام الملازم مازن صقر، محافظ بعلبك- الهرمل بشير خضر، إضافة إلى ضباط من دورتَي الانصهار الوطني (94) واليوبيل الذهبي (95)، وآخرون من اللواء الثامن- الكتيبة 83 التي استشهد فيها العقيد حرب، وأصدقاء الشهيد، إلى ضباط متقاعدين ورؤساء بلديات وشخصيات دينية ومدنية وعائلات الشهداء.

إلى الموت أو إلى الحرية...
النشيد الوطني افتتاحًا، ثم قدّمت الإعلامية غريس مخايل الحفلة متحدّثةً عن مآثر الشهيد داني حرب الذي لم يترك ساحة المعركة بل بقي يقاتل ليحمي جنوده رغم كل الأخطار. واستعادت الكلمات الأخيرة للشهيد: «في ساحة الشرف على الضابط أن يأخذ قرارًا، وهذا القرار إمّا أن يذهب به إلى الموت أو إلى الحرية»... هذه الكلمات التي جعلته يأخذ قرارًا أملته عليه عقيدته الوطنية.

بيّي راح... مع العسكر
مقدّمة عن أوركسترا قوى الأمن الداخلي وتاريخها، بدأت الفقرة الفنيّة بأغنية «ضاع شادي» للسيدة فيروز، أدّتها السيّدة كارول عون وخصّت بها الشهيد مستبدلةً إسم شادي باسم داني، فأبكت الحضور. وعزفت الأوركسترا «بيّي راح مع العسكر»، «بيقولو زغيّر بلدي»، «عم بحلمك يا حلم يا لبنان»، وغيرها...

كلمات وتكريم
محافظ بعلبك - الهرمل بشير خضر تكلّم بتأثّر كبير قائلًا: «أنا أخجل من دماء الشهداء، ولكنّني أقدّر أنّهم استشهدوا ليبقى الوطن».
تخلّل الحفل أيضًا كلمة لعائلة الشهيد ألقاها ابنه ريان، الذي عبّر أولاً عن فخره بكونه ابن بطل استشهد في عرسال واستطاع أن يقف في وجه الإرهاب ويواجه الموت بجرأة وشجاعة لحماية رفاقه ومركزه ومؤسّسته ووطنه... ثم شكر باسم عائلات الشهداء، قيادة الجيش وكل من ساهم في إنجاح هذا الحفل، خاتمًا بأنّ الشهداء كانوا وسيبقون العين الساهرة علينا من السماء.
في الختام، قدّم العقيد مراد لصديق الطفولة وشهيد الوطن داني حرب، ولكل الشهداء، ترنيمة مزج فيها بشكلٍ فنيٍّ رائع وبأداء مؤثّر، بين ترتيلة «أعطنا ربي» و«الله أكبر» و«أشهد أن لا إله إلاّ الله». بعدها انتقل الجميع للمشاركة في كوكتيل قدّمه السيّد سيزار معلوف صاحب محلاّت Sea Sweet، وبينما تسلّم منظّمو الحفل والمشاركون في إحيائه كتب شكرٍ باسم قيادة الجيش، كرّمت عائلة الشهيد السيّدة حياة صدقة التي أهرقت عمرها في خدمة المؤسّسة وأولاد الشهداء، بعد أن قدّمت للوطــن ضابطــين شهيديــن، زوجــها وابنها.