عادات وتقاليد

عادة قديمة وضرب من ضروب التجديد والثورة على التقاليد الوشم
إعداد: ريما سليم ضومط

هل هو لتزيين الجسد أم وسيلة للتعبير عن الذات؟

 

ما هي سيئاته وما هي الأمراض التي ينقلها؟

 

- هل يسبب الوشم آلاماً جسدية أثناء عملية رسمه؟
­- من المعروف أن عملية الوخز بالإبرة مؤلمة إلا أن آلام الوشم هي من النوع الذي يمكن احتماله. وتختلف نسبة الألم بحسب البقعة التي يتم وشمها. فاليدان مثلاً والقدمان وعظام الصدر تعتبر من الأماكن الحساسة جداً. وتقل نسبة الحساسية الى حد ما في منطقة الكاحل, وأسفل الظهر, والرقبة والرأس. أما المناطق الأقل حساسية في الجسم فهي الجزء الأعلى من الذراع, والساعد, وربلة الساق, وعظام الكتف. مع الإشارة الى أن نسبة الإحساس بالألم تختلف بين شخص وآخر. فالأشخاص الذين سبق أن خضعوا لعمليات جراحية والنساء اللواتي أنجبن أطفالاً يشعرون بألم أقل من الفئة التي لم تختبر أياً من الحالتين المذكورتين.
- هل يمكن للوشم أن يسبب حساسية للجلد على المدى البعيد؟
­ -هناك نوع من الحساسية يعرف بـ”الإحمرار الرجعي” وهو يصيب حالة واحدة من بين مئة ألف حالة, وذلك بعد سنوات ثلاث من عملية الوشم.
تظهر أعراض هذه الحساسية في أدنى درجاتها بالحكاك, ويمكن أن تنتهي في الحالات الصعبة بتضخم في الوشم. الجدير ذكره أن معظم حالات الحساسية تبدأ بالظهور بعد فترة تتراوح ما بين ثلاث سنوات الى خمس من تاريخ رسم الوشم. ومع ذلك فقد أشارت بعض التقارير الى أن عدداً من الإصابات سجل بعد أشهر قليلة من عملية الوشم, في حين ظهر البعض منها بعد عشرين عاماً.


- ما هي الحالات التي لا يسمح فيها بإستخدام الوشم؟
­- يمنع الوشم بشكل قطعي لدى المرأة الحامل, ولدى الأشخاص المصابين بمرض السكري بحالاته المتقدمة.
أما الذين يعانون من حساسية تجاه المواد الكيميائية, فيجدر بهم إستشارة الطبيب قبل القيام بأية مبادرة “وشمية”.


- هل يمكن للوشم أن يخفي أثر الندوب؟
ـ أجل, يمكن ذلك في معظم الأوقات. على أي حال فإن إمكانية إخفاء الندوب يرتبط الى حد بعيد بعمر الندب ومدى عمقه في الجلد. ففي حال وجود نتوءات في الجلد لا يمكن للأخير أن يتقبل الحبر.


- ما هي سيئات الوشم؟
­- يعتقد البعض أن الوشم تقنية سهلة وسطحية, إلا أنه في الواقع يدخل مسامات الجلد وبالتالي يمكن أن ينقل فيروس السيدا والتهاب الكبد لأنه يصل الى الدم في بعض الأحيان. لذا على كل من يفكر بوشم جسمه أن يتأكد من نظافة الأدوات المستخدمة ومن جدارة ومهارة إختصاصي الوشم.


الوشم عبر التاريخ

في تشرين الأول من العام 1991, تصدّر العناوين الرئيسية للصحف حول العالم, خبر إكتشاف جثة متجمدة في أحد الجبال ما بين النمسا وإيطاليا, يعود تاريخها الى خمسة آلاف سنة قبل الميلاد. وقد تبيّن أن الجثة المذكورة لا تزال تحمل علامة X تم وشمها على الجهة الخلفية من الركبة إضافة الى ستة خطوط بطول 15 سنتم موشومة في المنطقة التي تعلو الكلى, إضافة الى عدد كبير من الخطوط المستقيمة في محيط الكاحل. وهذا الإكتشاف مكّن علماء الآثار من التأكيد على أن الوشم ضارب الجذور في التاريخ.
وبحـسب الخبراء فإن تزيـين الجسـم يشبـع حاجـة أساسية لدى الإنـسان, والدليـل على ذلـك أنهـم كانـوا أحيانـاً يتعـرّون من ثـيابهـم فيـما يهتـمون بشكـل أولـي بوشـم أجسادهــم برســوم مختـلفـة.
وترجح الدراسات أن الشعب المصري هو أول من قام بالوشم بطريقة وخز الجلد وإدخال الصباغ في طبقته العليا. ومن أبرز الدلائل على ذلك هو الدمى المصنوعة من الطين والتي لا يزال عدد منها محفوظ في متاحف أوكسفورد. ويقول علماء الآثار أن هذه الدمى تنتمي الى الحضارة المصرية في الفترة الممتدة ما بين 4000 الى 2000 سنة ق. م. كما يؤكدون أن الحضارة المصرية هي التي صدّرت تقنية الوشم الى مختلف الحضارات القديمة بدءاً من العام 2800 ق. م. فقد انتقلت هذه التقنية بداية الى جزيرة كريت واليونان ثم الى بلاد فارس والبلاد العربية ومن بعدها إنتشرت في الصين واليابان.
وفي الـقرن السـادس عشر كـان الوشـم موضة رائجة جداً بـين البحارة ويعـود لهم فضـل نقلـه الى مختلـف أنحـاء القارة الأوروبية.