نشاطات القيادة

عاهدهم أن يبقى الجيش عائلتهم وملاذهم

العماد قهوجي لقدماء القوى المسلحة اللبنانية: لنمضِ معاً على طريق بناء جيش قوي ووطن سيّد حرّ مزدهر

 

عاهد قائد الجيش العماد جان قهوجي قدماء القوى المسلحة اللبنانية، أن يبقى الجيش عائلتهم الكبرى وملاذهم الدائم، وقال في حفل استقبال أقامته قيادة الجيش في اليرزة: فلنمضِ معاً بقلب واحد ويد واحدة، متكاتفين متضامنين على طريق بناء جيش قوي، ووطن سيّد حرّ مزدهر.
حضر الحفل الى العماد قهوجي والعماد المتقاعد ابراهيم طنوس عدد من كبار ضباط القيادة وحشد من الضباط المتقاعدين.
وبعد عزف النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الجيش، كانت كلمة لرئيس رابطة قدماء القوى المسلحة العماد المتقاعد ابراهيم طنوس. ومن ثم كلمة العماد قهوجي.


كلمة العماد طنوس
«يسعدنا نحن قدماء القوى المسلحة أن نلتقي بكم صبيحة هذا اليوم الأغر لنعبّر لكم عن ارتياحنا لاختياركم قائداً للجيش خلفاً لفخامة الرئيس العماد ميشال سليمان، متمنين لكما التوفيق، ومقدمين لكما التعازي باستشهاد رهط من أبطالنا في طرابلس. فلهم الخلود ولكم النجاح بتقديم قتلتهم للعدالة، وحيث أن اهتمام قائد الجيش بمعنويات العسكريين يستمر حتى وفاتهم ولا يتوقف عند تسريحهم. وحيث أن نظام الرابطة قد أكد على هذا الدور واعتبركم الرئيس الفخري للرابطة، قررنا إطلاعكم على الصعوبات التي تعرقل عملنا.
فالرابطة هي جمعية أسسها أسلافنا سنة 1957 لتجمع قدماء القوى المسلحة من جيش وأمن داخلي وأمن عام وأمن دولة وجمارك وحرس مجلس نواب في رابطة واحدة. وقد كلفت هذه الرابطة بتنفيذ مهمتين: الأولى نقابية هدفها السهر على معنويات قدماء القوى المسلحة والدفاع عن حقوقهم وتحسين أوضاعهم المعيشية والصحية ومساعدة المحتاجين من بينهم، والاهتمام بالمعاقين وبعائلات الشهداء والمتوفين. والثانية وطنية تهدف الى مساندة المؤسسات الأم ودعمها، والتصدي لكل ما يمس بمعنويات أفرادها وتعزيز التراث والسلوك العسكري... ومع الوقت كبرت هذه الرابطة وأصبح عديدها قريب من عديد الجيش، ولكنه يختلف عنه من حيث التمركز والانتشار والتعبير. ولا بد لي من التنويه بأن المتقاعدين ليسوا فئة غير منتجة، لأن حجمهم وخبرتهم وأعمارهم تفسح أمامكم الفرص لاستدعائهم في الظروف الحرجة، وتشكيلهم في وحدات الدعم والاستعلام وتفريغ عناصر الخدمة الفعلية للعمل في المهمات القتالية. وقد عبرت أكثرية القوى المسلحة عن رغبتها بالعودة الى الخدمة المجانية في الفترة العصيبة التي تجاوزناها...».
وتحدث العماد المتقاعد طنوس عن أحوال الرابطة وشوؤنها، لا سيما أوضاعها المادية التي تعرقل أداء مهامها على الرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها المتقاعدون. وتناول ميزانية الرابطة وإيراداتها الحالية التي لا تغطي نفقاتها ما يؤثر بشكل سلبي على رغبة المتقاعدين في الانضمام اليها.
كذلك تطرق العماد المتقاعد طنوس الى الدور الوطني الذي كان للرابطة في الظروف الصعبة التي عاشتها البلاد خلال السنوات الأخيرة، لا سيما في أثناء معارك نهر البارد.
وعرض أمام العماد قهوجي النقاط التي يراها ضرورية لتحسين أوضاع الرابطة، وأهمها:
• تخصيص مقر مركزي للرابطة في بيروت وأربعة مقرات ثانوية بالمناطق في أماكن متاخمة للنوادي المركزية وتجهيزها.
• تأمين الاتصالات الداخلية بين هذه المراكز وبين المندوبيات في المناطق.
• تخصيص وسائل نقل صالحة وبعض المحروقات لتنقلات مسؤولي الرابطة.
• فصل عناصر معلوماتية من مختلف الاسلاك للمساهمة بإدارة الرابطة.
• تأمين العناية الصحية الملائمة للمتقاعدين والمسنين في المناطق.
• لحظ الاعتمادات اللازمة للرابطة على موازنة العام 2009.
• تسوية وضع الانتقال الممنوح لسائقي الضباط المتقاعدين ليستمروا بعملهم.
وفي الختام شكر العماد طنوس العماد قهوجي «على هذا اللقاء الحار الذي حضّرتموه لنا، وهذا الجو الحميم الذي استقبلتمونا فيه. لقد أشعرتمونا فعلياً أنكم أوفياء، وأنكم حريصون على معنويات قدماء جيشكم، ونحن بدورنا نعاهدكم بأن نبقى أوفياء لكم ولمؤسستنا الأم، وأن نضحي بالغالي والرخيص لحمايتها برموش عيوننا، ومساندة قادتها بكل ما نملك. عشتم، عاش الجيش، وعاشت المؤسسات الأمنية اللبنانية. وعاش لبنان».

 

كلمة قائد الجيش
بداية توجه العماد قهوجي الى رفاق السلاح، بتحية محبة وتقدير، لحضورهم «من مختلف أرجاء الوطن الى هذا المكان، حيث تتقاطع الذكرى الجميلة الغالية مع الأمل المشرق الواعد، في لقاء عطر يضم أفراد عائلة واحدة، تجمع في ما بينهم وحدة الدم والدرب والمصير، ومسيرة تعمّدت بالجهد والعرق والتضحيات، فلا يسعني في هذه اللحظات إلا التعبير عما يختلج في صدري من مشاعر عميقة تجاه أسلاف أحباء، زرعوا لنحصد، وبذلوا لنبقى، وبلوا لنستمر أقوياء أعزاء»، مرحباً بهم «في أحضان مؤسستكم الأم: موسسة الشرف والتضحية والوفاء».
وأضاف العماد قهوجي:
«إن انتماء الفرد الى مؤسسة الجيش، المؤسسة التي ترفع لواء الدفاع عن لبنان، وتستند في رسالتها وأداء مهماتها الى أسمى المبادئ الوطنية والقيم الأخلاقية والإنسانية، لهو بحد ذاته شرف رفيع له، فكيف إذا كان هذا الانتماء مقروناً بالوفاء، الذي يجسّده العسكري بالالتزام ونكران الذات والاستعداد للتضحية حتى الشهادة، وبما أن حاضر المؤسسة العسكرية هو مجموع تاريخها، فمن الواجب أن نكون أوفياء لأبنائها الذين وهبوا حياتهم لها، وتعاقبوا يوماً بعد يوم، على بناء صرحها وإعلاء مداميكه لبنةً لبنة، صانعين بتضحياتهم الجسام وإنجازاتهم المتراكمة إرثها المعنوي والمادي، الذي يشكّل حافزاً لمزيد من البذل والعطاء، وشعلة تهتدي بها الأجيال جيلاً بعد جيل. فحق لكم أيها الرفاق أن تفخروا بما صنع على أيديكم وأيدي رفاقكم السابقين واللاحقين، والذي بفضله أثبت الجيش أنه حصن الوطن المنيع، وخير مؤتمن على وحدته ورسالته، وبفضله ايضاً اكتسب قوته ومناعته، حتى بات قبلة أنظار اللبنانيين وخشبة خلاصهم في أوقات الشدائد والصعاب».
وإذ تناول التفجير الإرهابي الذي استهدف حافلة عسكرية في طرابلس أخيراً، قال:
«قدر لبنان باستمرار أن يواجه المخاطر والتحديات، وقدر جيشه أن يكون على استعداد دائم لتلبية نداء الواجب، وبذل الدماء والأرواح في ساحات الحرية والكرامة، بالأمس القريب قدّم الجيش كوكبة جديدة من شهدائه الأبطال، الذين سقطوا على يد الإرهاب المجرم في مدينة طرابلس، في محاولة مكشوفة لضرب مسيرة الأمن والاستقرار، ولتصديع وحدة الصف الداخلي، كما لإرباك الجيش وإضعاف دوره الوطني، لكن هذا الجيش الذي استطاع إلى جانب الشعب والمقاومة مواجهة العدو الإسرائيلي في حرب تموز وإحباط مخططاته الإجرامية، واستطاع كذلك القضاء على الإرهاب في نهر البارد، والحفاظ على مسيرة السلم الأهلي في أصعب الظروف وأدقها، لن تضعف عزيمته أمام حادث يحصل هنا أو هناك، ولن يخضع على الإطلاق للمتربصين شراً بالوطن، الساعين إلى تعكير أجواء التوافق والمصالحة بين اللبنانيين، عبر إثارة غبار الفتن والمؤامرات، فشجرة الجيش التي ارتوت من دماء الشهداء لن تقوى عليها بعد اليوم العواصف والرياح، لأنها شجرة من لحم ودم، شجرة من إيمان وإرادة، شجرة من أصالة وعنفوان وإباء».
إن لقاءنا اليوم يكتسي حلة جديدة زاهية، لا سيما أنه يأتي مع إطلالة عهد جديد في البلاد، عهد فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الذي تلمّس فيه اللبنانيون بشائر الأمل والخير على أكثر من صعيد، كما يأتي بعيد تجديد المؤسسة العسكرية انطلاقتها، إذ كان لي شرف تسلّم أمانة القيادة من فخامته الذي كرّس دقائق حياته في خدمة المؤسسة، واضعاً بين يديها خلاصة خبراته وخميرة تجاربه. ومن موقعي الآن أؤكد لكم بأني سأبذل قصارى جهدي في سبيل تفعيل أداء الجيش، وتعزيز قدراته عديداً وعتاداً وتدريباً، ليكون جديراً بآمال اللبنانيين وتطلعاتهم، وبالمستوى الذي يليق بتضحيات العسكريين وطموحاتهم.
وختم قائد الجيش كلمته منوهاً بجهود المتقاعدين، فقال:
أغتنم هذه الفرصة لأنوّه بجهودكم الحثيثة للإرتقاء بالرابطة، ولأدعو جميع العسكريين المتقاعدين الى الإنضواء تحت رايتها، لما كان لدورها من بالغ الأثر خلال السنوات السابقة في مساندة الجيش ودعم مسيرته الوطنية، وإني على ثقة تامة بأنكم ستستمرون على ما دأبتم عليه، تبادلون جيشكم الوفاء بالوفاء والعطاء بالعطاء، تنشرون مبادئه وقيمه بين أهلكم وفي محيطكم، تدافعون عنه بالموقف الشجاع، وبالكلمة المسؤولة البعيدة عن كل أشكال الفئوية والتعصب والانغلاق، وبذلك تسهمون في إعلاء شأنه وتحظون باحترام وتقدير شعبكم.
عهدي لكم أيها الرفاق، أن يبقى الجيش عائلتكم الكبرى وملاذكم الدائم، فلنمضِ معاً بقلب واحد ويد واحدة، متكاتفين متضامنين على طريق بناء جيش قوي، ووطن سيّد حرّ مزدهر.

عشتم
عاش الجيش
عاش لبنان