عبارة

عبارة
إعداد: العميد علي قانصو
مدير التوجيه

تعرّض العالم مؤخرًا إلى هزة عنيفة طالت مختلف القطاعات، من الصحة وصولًا إلى الاقتصاد والسياحة والنقل والتجارة، وهي انتشار فيروس كورونا المستجد، الذي امتد في أكثر من مئة دولةٍ، وأصاب الآلاف من البشر وحصد آلافًا آخرين، وأدى إلى إغلاق مدن بأكملها.
وفي الوقت الحالي، تعكف المختبرات والمؤسسات الصحية والأجهزة المختصة في البلدان الموبوءة على التحذير من مخاطر الفيروس، والتوعية للحدّ من انتشاره، وإجراء التجارب المخبرية في سعيٍ حثيث لإيجاد اللقاح الناجع. لم يكن بلدنا استثناءً عن هذه القاعدة، إذ تجهد وزارة الصحة في اتخاذ التدابير الوقائية وتعميم الإرشادات اللازمة، وحريٌّ بنا كعسكريين موكلين الدفاع عن الوطن، أن نكون أول من يتحمل المسؤولية، وقد بدأ الجيش منذ اللحظة الأولى بمواكبة إجراءات وزارة الصحة في مختلف وحداته.
ولا بد من استكمال تلك الإجراءات من خلال التصرف الملائم على الصعيد الفردي، بدءًا من النظافة الشخصية، وعدم الاختلاط بالأشخاص الذين تُحتمل إصابتهم، وتوعية أفراد العائلة، وغير ذلك وفقًا للتدابير المعمّمة. فالجميع معرّضٌ لنقل العدوى، ويحتّم علينا الواجب الأخلاقي والإنساني والأمني اتّباع هذه الخطوات والتحلّي بالوعي الصحي والاجتماعي، مع الحرص على التعقّل وعدم نشر الهلع والخوف العبثي. وينبغي لكلٍّ منا أن يدرك في الوقت نفسه، أنّ الإصابة نفسها ليست عيبًا يستوجب التكتّم، إنما العيب إخفاؤها والاستهتار بسلامة الغير والتسبّب عن قصد أو غير قصد في نقلها إلى أشخاص آخرين، وتعريضهم للمرض والخطر، وكذلك تهديد الأمن الصحي للمجتمع، وبالتالي يتوجب المسارعة إلى إفادة الرؤساء التراتبيين وإجراء الفحوصات الطبية الضرورية عند أدنى شك بإمكانية التقاط العدوى.
الكورونا تهديدٌ خفي سريع الانتقال، والواجب أن نحمي أنفسنا وأهلنا منه، وذلك لا يتمّ إلا بتضافر الجهود الفرديّة والمؤسّساتيّة، والجديّة المطلقة في احترام التنبيهات، وإلّا وقعنا جميعاً في محاذير وتداعيات متفاقمة يصعب تداركها.