عبارة

عبارة
إعداد: العميد علي قانصو
مدير التوجيه

ها هو وطننا يتعافى شيئًا فشيئًا من الآثار المباشرة للانفجار الكارثي في مرفأ بيروت، بعد أنْ اندفع المواطنون من جهات لبنان الأربع نحو إخوتهم المنكوبين، ليعينوهم بقوة السواعد وبما تيسر من إمكانات، ويساعدوهم لتجاوز الكارثة في أسرع وقت ممكن. تَرافق ذلك مع حملة مساعدات دولية شاركت فيها الدول الشقيقة والصديقة عبر المساعدات المباشرة وفرق البحث والإنقاذ المتخصصة، فشَكّلتْ سندًا مهمًا لبلدنا وهو يلملم جراحه.

غير أنّ عامل الاستقرار الرئيس الذي ثبّت الوضع الأمني وأحاط الجهود الوطنية والدولية بمظلة الاستقرار هو الجيش الذي قدّم بدايةً ثمانية شهداء لدى وقوع الانفجار، ثمّ تولّى مسؤولية عزل بقعة المرفأ وإدارة أعمال البحث والإنقاذ والمشاركة فيها بجميع القدرات المتاحة، وأمّن حماية الأحياء المنكوبة من أعمال النهب والسرقة.

لا يَجِدُ العسكريون في ذلك كله سوى واجب وطني يؤدّونه عن طيب خاطر؛ واجبٌ يجتمع فيه التعاطف الشخصي والانتماء الاجتماعي مع العقيدة العسكرية القائمة على خدمة الوطن وحفظ كرامة أبنائه والنهوض لنجدتهم عند كل طارئ.

يأتي ذلك ونحن في أجواء ذكرى إعلان دولة لبنان الكبير، إذ يمر بلدنا بسلسلة أزمات لم يشهدها في تاريخه لناحية حجمها وتقاربها الزمني، بدءًا من الأزمة الاقتصادية الاجتماعية، مرورًا بجائحة كورونا، وصولًا إلى كارثة المرفأ.

لكنّ الأمل باقٍ متجدّد، مثلما جدّدت ذكرى لبنان الكبير الهِمَمَ في النفوس، وقد بِتْنا نعيش انطلاقةً نرجو أن يستفيد منها بلدُنا لتحقيق الانتظام العام في مؤسساته وتجسيد طموحات أبنائه كي يمضوا إلى مستقبلهم مطمئنين وهم تحت أنظار جيشهم، الحارس المتيقظ الذي لا يعرف التعب.